شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

انتخابات تركيا.. فرحة فلسطينية وشماتة إسرائيلية

انتخابات تركيا.. فرحة فلسطينية وشماتة إسرائيلية
اهتمت الصحف الإسرائيلية، اليمينية واليسارية، بالنتائج الأولية للانتخابات التركية التي أظهرت فوزًا لحزب الرئيس "رجب طيب أردوغان" لكنه لم يصل إلى درجة النصر أو الحسم التي يريدها لتمرير مشروعه السياسي الخاص بتعديل الدستور..

اهتمت الصحف الإسرائيلية، اليمينية واليسارية، بالنتائج الأولية للانتخابات التركية التي أظهرت فوزًا لحزب الرئيس “رجب طيب أردوغان” لكنه لم يصل إلى درجة النصر أو الحسم التي يريدها لتمرير مشروعه السياسي الخاص بتعديل الدستور ونظام الحكم.

كما سجلت الانتخابات التركية حضورًا لافتًا على الإعلام الفلسطيني واهتمامًا واضحًا ومتابعة مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع نشر النتائج الأولية للانتخابات في تُركيا، والتي تزامنت تمامًا مع ساعة بث النشرات الإخبارية الرئيسية في “إسرائيل”، دخل مراسلو الشؤون الخارجية إلى الاستوديوهات وأعلنوا: فشل أردوغان.

وكان واضحًا أيضا إفراد هذه الصحف مساحة جيدة في الصفحة الأولى للحديث عن تراجع حزب أردوغان الذي ظل مسيطرًا طيلة السنوات الماضية،   حتى في أكثر التقارير برودة، كان يمكن ملاحظة بصيص من الفرح أو، تفاؤل؛ على الأقل، سواء فيما يخص مُستقبل الديمقراطية التركية أو فيما يخص العلاقات التركية الإسرائيلية.

وهناك من قارنوا بين قوة الأكراد وقوة “عرب إسرائيل”، التي حذّر منها رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” في يوم الانتخابات، ولكن الجمع اتفقوا على أن: الحديث هو عن فشل شخصي وحزبي لرئيس تُركيا.

وقالت صحيفة ” “يديعوت احرونوت” إن الاسرائيليين لم ينجحوا بإخفاء “فرحهم للمصيبة التي حلّت برئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، الذي لم يوفر مناسبة كي يحرض على “إسرائيل” واليهود”.

وأشارت إلى أن المسؤولين  في وزارة الخارجية تابعوا عن قرب، تطورات الانتخابات في تركيا مع أمل كبير بأن تسفر نتائجها عن تغيير في العلاقات بين الدولتين.

وقد لخص المعلق الإسرائيلي “تسفي برئيل” أسباب هذه الكراهية من القادة الصهاينة لأروغان والفرحة بتأخر حزبه في الانتخابات لما قال إنه: “قادتنا يمقتون أردوغان؛ لأنه كسر القاعدة وتعامل معهم بندية“.

ويدعي مختصون في العلاقات الإسرائيلية-التركية أنّ الضربة التي تلقاها أردوغان قد تؤثر لصالح العلاقات، والسؤال المركزي هو هل سينجح بتركيب ائتلاف ومع من”، وبينوا أن جميع الشركاء المستقبليين المحتملين – القوميون والأكراد والحزب الاشتراكي الديمقراطي- كانوا شركاء في انتقاد إدارة أروغان تجاه “إسرائيل”، وادعوا أنه بسبب الوضع الإقليمي كان يجب على تركيا أن تقف إلى جانب “إسرائيل” ضد إيران وعدم فتح جبهة إضافية.

وحسب اعتقاد الدبلوماسيين الإسرائيليين المختصين فانّ الحكومة الجديدة ستضطر لإقامة توازن سياسي تجاه “إسرائيل”، وهذا الاتجاه سيزداد قوّة إذا ما قرر “أردوغان” عدم إعادة بناء العلاقات.

وقالوا إن  “أردوغان” يرغب بخفض حدة اللهب، وربما العودة للحد من الخلافات التي نشبت في أعقاب السيطرة على سفينة 13 “سفينة مرمرة”، قبل خمس سنوات.

مع ذلك، يسود التخوف من أنه بسبب “ضعفه سيزيد أردوغان من التحريض ضد “إسرائيل” كي يستقطب داعميه”.

وتشير الصحيفة إلى أن “إسرائيل” كانت تخشى حصول “أردوغان” على الأغلبية البرلمانية، في الانتخابات الحالية، الأمر الذي يُتيح له أن يُصبح “سلطانًا” قادرًا على كل شيء، وأن يشوّش الديمقراطية التركية، والتحوّل إلى إمبراطورية إسلامية أخرى في المنطقة، معادية لإسرائيل”.

وقال الإذاعة الإسرائيلية إن “إسرائيل ستكثف حملتها الدولية ضد أردوغان لتقليص هامش المناورة أمامه داخلياً بعد تراجع قوة حزبه”.

وتراجعت العلاقات بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي منذ حادثة مرمرة، عام 2010، التي أسفرت عن استشهاد 10 متضامين أتراك في عرض المياه الإقليمية القريبة من بحر غزة، جاءوا ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على القطاع، وشكلت هذه المجزرة أزمة سياسية فعلية، لم ينجح الطرفان باستعادة العلاقة بينهما.

أردوغان بعيون الفلسطينيين

 وتعقيبا على هذا الفرح الإسرائيلي ، قال الناطق باسم حماس صلاح البردويل : قادة العدو مبتهجون بتراجع حزب العدالة و التنمية لأن ذلك افقد حماس مظلة اقليمية سياسية ..ألا يعلمون أن مظلتنا أعلى و أكبر من كل الدول ؟!.اذن لن يطول فرحهم.

وبرز نجم أردوغان على الساحة الفلسطينية منذ الحادثة الشهيرة في مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، عندما انسحب غاضبًا من إحدى جلسات المنتدى احتجاجًا على عدم إعطائه الفرصة للرد على كلمة مطولة للرئيس الإسرائيلي في حينه “شيمون بيريز”، والتي  برر فيها المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة عام 2008 والتي خلفت آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا هائلًا.

وظل أردوغان صوتًا مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين، ومهاجمًا للحصار الإسرائيلي وللصمت الدولي عليه، الأمر الذي زاده حبًا وقبولًا في قلوب الفلسطينيين والأحرار، وكان لافتًا تسمية عدد من الفلسطينيين لمواليدهم باسم أردوغان.

وكانت حركة حماس احتفلت الأسبوع الماضي بزفاف 2000 عريس بدعم تركي وبتكلفة 4 مليون دولار.

وأبدى نشطاء الإعلام وكتاب معروفين في فلسطين تعاطفًا كبيرًا مع أردوغان في هذه المعركة الانتخابية، على الرغم من التراجع لكنه ما زال الحزب الأكبر ومن شبه المؤكد أنه سيشكل الحكومة القادمة بالتحالف إما مع الحركة القومية أو الأكراد، لأنه لا أمل لخصومه بتشكيل حكومة بدون العدالة لأن الأحزاب الثلاثة يستحيل أن تتفق مع بعضها البعض، كما يقول الكاتب والناشط ياسين عز الدين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023