شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هآرتس: ضغوط السعودية تُجبر مصر على التقارب مع حماس

هآرتس: ضغوط السعودية تُجبر مصر على التقارب مع حماس
كتب المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط، تسبي بارئيل، لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن الجهود السعودية لمواجهة إيران أجبرت القاهرة على التقرب من حركة حماس في قطاع غزة،

أكد تسبي بارئيل، المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط، لصحيفة “هآرتس” العبرية، أن الجهود السعودية لمواجهة إيران أجبرت القاهرة على التقرب من حركة حماس في قطاع غزة، كما أنها حركت المشاورات حول التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

وذكّر بارئيل -حسب موقع الخليج أون لاين- بزيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لمصر الشهر الماضي، ولقائه مع عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري؛ إذ عرض أمامهما مبادرة جديدة للمصالحة بين حماس ومصر، إلا أن السيسي رفض بشكل قاطع؛ مبررًا ذلك بأن حماس جزء من حركة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر “تنظيمًا إرهابيًا”.

وعلى الرغم من هذا الرفض القاطع، لم تمر بضعة أسابيع حتى ألغت محكمة مصرية قرارها السابق حول وضع حماس على قائمة الإرهاب المصرية، الأمر الذي تبعه فتح معبر رفح لعدة أيام والسماح بدخول وخروج الناس والبضائع ومواد البناء؛ ممّا يدل على تغيّر الموقف المصري وحصول تقارب ما مع حركة حماس.

في هذا السياق، يشدد بارئيل على أن مبادرة التقارب هذه لم تكن برغبة مصرية، وإنما بضغط سعودي على حكومة السيسي؛ إذ إن حماس بالنسبة للمملكة أصبحت لاعبًا أساسيًا وحيويًا في الخطة الإستراتيجية التي تحيكها السعودية في الأشهر الأخيرة بهدف تشكيل جدار أمني واقٍ ضد التأثير الإيراني، خاصة مع اقتراب موعد التوقيع على الملف النووي.

فعلى مدار السنوات الثلاث الأخيرة، منذ أن قطعت حركة حماس علاقاتها مع سوريا وصعدت على خط التصادم مع إيران، لم تحاول المملكة استغلال ذلك وتقريب حماس من الصف العربي، ويعود ذلك لسياسة الملك السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، الذي اتبع مصر واعتبر الإخوان المسلمين تنظيمًا “إرهابيًا” وأن حماس تابعة لها.

إلا أن تقلد الملك سلمان للحكم في المملكة غيّر الموازين بسرعة كبيرة؛ فبعد وقت قصير من تتويجه ملكًا، التقى الملك مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فاقترح عليه الأخير تقريب حركة حماس ودمجها في الخطة الإستراتيجية السعودية الجديدة.

ويعتبر بارئيل، قطع العلاقات بين حماس وإيران، وانضمام الأولى للساحة العربية، إنجازًا سعوديًا هامًا، وبهذا ترجو السعودية أن تفقد إيران جميع مداخلها إلى القضية الفلسطينية.

ويضيف الكاتب، أن تبني السعودية لحركة حماس مجددًا، وضع مصر في موقف اضطرها إلى اتباع طريقة جديدة تجاه التنظيم، وعلى الرغم من أنها ترددت للحظة، إلا أن السعودية أوضحت لها أنها مجبرة على تحسين علاقتها مع حماس وليس أمام حكومة السيسي خيار آخر، وأنه فيما بعد سيتم دراسة المصالحة أيضًا مع الإخوان المسلمين.

من ناحية أخرى، يرى بارئيل أن اسرائيل عليها الدخول إلى هذا المثلث؛ إذ إنه من الضروري إقناع الجانب الإسرائيلي بإتاحة الفرص أمام إعادة إعمار غزة، وليس هذا فحسب، إنما يجب أخذ تعهدات منه بعدم مهاجمة القطاع مرة أخرى؛ لأن ذلك يشكل خطرًا على الخطة السعودية.

وفي هذا السياق، يذكر بارئيل أن لقاءات عقدت بين مسؤولين قطريين ونظرائهم الأوروبيين من أجل التوصل لاتفاق هدنة طويلة الأمد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال.

وفي حين تنكر حماس حاليًا وجود مسوّدة اتفاق طويل الأمد، إلا أن أصواتًا من داخل الحركة قالت للصحيفة إنه في الوقت الحالي “تجري هناك عدة “بالونات اختبار” ليس فقط تجاه الاحتلال، لكن أيضًا تجاه محمود عباس والسلطة الفلسطينية والشعب في غزة”، وأضاف المصدر، أن “حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار ومهتمة بالاستمرار بذلك، لكن المشكلة الأساسية لجميع الأطراف هي كيفية التوصل لاتفاق دون تسميته اتفاقًا”.

وهنا يطرح بارئيل سؤالاً آخر، وهو كيف ستؤثر شبكة العلاقات الآخذة في التبلور بين المملكة العربية السعودية ومصر وحركة حماس على العملية السياسية؟ فبحسب مسؤول بالسلطة الفلسطينية، فلا مصر ولا السعودية تبديان أي اهتمام بتجديد المفاوضات، بل الهدف الذي تسعيان نحوه هو إقليمي يحتّم التقارب مع حماس.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023