شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ما الذي حدث في الجزيرة؟ وكيف يمكن إصلاحه؟

ما الذي حدث في الجزيرة؟ وكيف يمكن إصلاحه؟
منذ خمس سنوات بالضبط، ذُهل العالم كله برؤية ملايين المصريين يتظاهرون لتنحية النظام بعد عقود من الحكم بالسياط. تمكّن العالم من رؤية الحقيقة بتغطية من الجزيرة فيما عُرفت بلحظة إختراق للشبكة في جميع أنحاء العالم.

منذ خمس سنوات بالضبط، ذُهل العالم كله برؤية ملايين المصريين يتظاهرون لتنحية النظام بعد عقود من الحكم بالسياط.

تمكّن العالم من رؤية الحقيقة بتغطية من الجزيرة فيما عُرفت بلحظة إختراق للشبكة في جميع أنحاء العالم.

فقد رأى المتظاهرون أنفسهم على شاشات الجزيرة بعد أن نصبوا شاشات إرتجالية كالسينمات بإستخدام القماش الابيض.

كانت الجزيرة هي المنفذ الاول في المنطقة التي تعدّت الحدود، وقصّت قصصًا لأشخاص عاديين وسألت أسئلةً محرجة بشأن حكّامهم. جعلها هذا الموقف ظاهرة إذاعية مميزة وبرغم من ظهور العديد من المنافسين إلا أنها أكثر قنوات المنطقة مُشاهدةً.

كان لإدارة الشبكة نُهج مختلفة للثورة. فقد كانت تقول القنوات الاخبارية الأخرى أنها تُغطّي الثورة لا تُشجعها. إلا أنه بالرغم من ذلك فإن قول الحقيقة في وقت الخداع الشامل آنذاك كان تصرفًا ثوريًا. وهو ما كنت تسعى إليه الجزيرة فقد تحدّث وضاح خانفار المدير العام للجزيرة في ذلك الوقت إلى منظمة تيد العالمية قائلًا بأن المستقبل الديمقراطي الذي كنا نحلُم به قد جاء أخيرًا.

ولاحقًا بعد خمس سنوات، مرّت الثورة في أزمة لبعض الوقت، وكذلك ثروات الجزيرة – التي ارتفعت مع الثورة – فقد جاء المستقبل، ولكن ليس بما حلمنا به أثناء النشوة الاولى أثناء اندلاع الثورات.

ألقت الكثير من أوساط الشرق الاوسط اللوم على الجزيرة على خلفية المجازر والفوضى التي تبعت الثورة، وهؤلاء النقّاد لا يرون عدم الاستقرار بنفس قُبح ومرارة الطغيان الذي لا مفر منه مؤمنين بأن الديكتاتوريين بإمكانهم تولّي الحكم للأبد وأن الاحلام والروح الثائرة التي عشناها في 2011 يُمكن بشكل ما هزيمتها للأبد. فإن قبل أحدهم الفساد والإستبداد ببساطة، فإن كل شيء سيكون بالنسبة إليه عاديًا.

كان رد الجزيرة على التراجع الثوري غير كافيًا. وبعض هذا كان متوقعًا. فقد صارت اراضي المعارك في مصر وسوريا وبعض البلاد الاخرى مرتبطة شخصيًا بالمغتربين فيها الذين يشكّلون قاعدة كبيرة من العاملين في الجزيرة، فهم يعيشون كل لحظة قتل وحبس وظلم. وقد ظهر هذا في بعض التصرفات الحزبية – ولعله كذلك كان بغرض تصفية حسابات قديمة – أكثر من تسليط الضوء على التقدّم أو الحريّات.

وهذا أمر شديد الاهمية فقد عانت الثورات من إنتكاسات بسبب الفشل في التخطيط، فإن كان لابد من خطوة ثانية لأي ثورة فيجب أن تكون مدروسة بشكل جيد. على الرغم من ذلك، فالمؤتمر السنوي للشبكة الذي صُمم لجمع أهم السياسيين في المنطقة لم يُستغل جيدًا في تشكيل الخريطة المستقبلية تفصيليًا. هناك القليل فقط من الشبكات المُهمة في العالم العربي وهذا ما يجعل أثر الجزيرة أكثر أهمية.

مُؤخرًا، سبّب القطع الذي قامت به الحكومة القطرية الهلع في الجزيرة. فبجانب إنخفاض أسعار النفط فإن هناك توقّع كبير أن تُقلّل الحكومة القطرية دعمها للجزيرة بسبب المشاكل التي سبّبتها الجزيرة للبلاد المجاورة. وهناك خبر تقرير نُشر مُؤخرًا أنهم اضطرّوا بحظر مقال ما بسبب ضغط الحكومة السعودية.

والآن يتم إغلاق الجزيرة الإنجليزية بعدعامين فقط وإستثمارات وصلت لأكثر من 2 بلايين دولار. وقد شعر مُوظّفو الجزيرة الانجليزية بالإحباط بأن الإحتمال القائم بإصلاح الـ CNN و الـ BBC قد انقطع منذ 18 شهرًا بدون إدارة حذقة تتولّى الأمر. في نفس الوقت الذي لا ترى فيه الشبكة أن تستمر بدعم القسم الإنجليزي.

يحاول المدير العام للـ BBC مُؤخرًا أن يُبرر تمويل مُنظمته من خلال إدّعاء أنها تُعزز الديمقراطية ولذا فإنها لا ينبغي أن تستمر فقط بالعربية والفارسية والروسية واللغات الاخرى، ولكن ينبغي أن تنتشر كذلك في كوريا الشمالية. قد يناقش البعض أثر هذا الانفتاح، ولكن الجزيرة هي الصفقة المثلى عندما يتعلق الامر بقوة الديمقراطية في الشرق الاوسط. وينبغي على العالم أن يهتم بذلك لأن الحريات الأوسع والأمل في المستقبل سيُوقف إمتداد جماعة داعش الارهابية.

والجزيرة على الرغم من أي شيء تعبر عما يكنّه خانفار. فقد توقفت عن تحقيق غرضها الاكبر. وتوقّف تباعًا تيار الزوّار رفيعي المستوى على مقرّها الرئيسي في محاولة لمعرفة ما يجري في الشرق الاوسط. ولا يبدو أن أحدهم يهتم أو يتساءل لماذا تم تعيين مصطفى سواج كمدير عام مؤقت لما يزيد عن ثلاث سنوات حتى الآن. أو كيف بإمكانها الاستمرار في العمل حتى الآن مع غياب القيادة الرشيدة.

هناك الكثير من الامور على المحك، وهناك الكثير للقيام به. على الجزيرة أن تُحسن قبضتها على الوضع وأن تتوقف على العيش فيما مضى وتبدأ في إثارة العالم من جديد بأفكارها وآرائها.فهي لازالت أفضل أداة إعلامية في العالم العربي وأفضل أمل يملكونه. عليها أن تدرك قوتها وأن تستخدمها على أفضل نحو، وحينها سيكون الناس في صفّها من جديد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023