سلط تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الضوء على حالة الغضب التي تنتاب المجتمع الإيطالي؛ بسبب مقتل الإيطالي “جوليو ريجيني”، مشيرة إلى أن ما حدث مع “ريجيني” أمر يحدث في مصر بشكل منتظم.
وقالت الصحيفة، إن إيطاليا في ضجة بسبب تعذيب وقتل “جوليو ريجيني” طالب الدكتوراه بجامعة “كامبريدج”، البالغ من العمر 28 عامًا، الذي اختفى في مصر في الخامس والعشرين من يناير، ووجدت جثته على الطريق نصفها عار، وقال وزير الداخلية “أنجلينو ألفانو”: “إن جثة السيد “ريجيني” تحمل دلائل عنف غير آدمي، ولا يمكن القبول به”.
وتابعت الصحيفة قائلة: “ما حدث مع “ريجيني” هو بالضبط نوع من التعذيب تمارسه قوات الأمن المصرية بانتظام مع المصريين، وترفض السلطات المصرية التهم الموجهة إليها بقتل “ريجيني”، وقد أدلى وزير الداخلية المصري، مجدي عبدالغفار، في يوم الإثنين، تصريحًا لا يمكن تصديقه، وهو “مثل هذه الجرائم لم تنسب أبدًا إلى جهاز الأمن المصري”.
وأشارت الصحيفة إلى الاهتمام الشديد من قبل الصحافة الإيطالية بمقتل “ريجيني”، فكان العنوان الرئيسي لصحيفة “لارببليكا”، يوم الإثنين، “السلطات المصرية عذبت “ريجيني” لأنهم اعتقدوا أنه جاسوس”، مضيفة أنه في “مملكة جنون العظمة -تقصد مصر- يتهم الأجانب بشكل منتظم أنهم جواسيس من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة”.
وأضافت الصحيفة، أنه في ظل حكم السيسي تم اعتقال وتعذيب الآلاف من المصريين، وأصبح التعذيب والإخفاء القسري أمر شائع، وتم استهداف الأكاديميين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين بشكل خاص، وسيصيب مقتل “ريجيني” الحريات الأكاديمية بالتجمد الشديد.
واستطردت الصحيفة: “بالإضافة إلى جنون العظمة، فإن حكومة السيسي مرعوبة من الحالة المزرية لاقتصاد البلاد والخوف مما قد يشعله هذا من اضطرابات، وعلى الرغم من أن أطروحة “ريجيني” كانت تدور حول النقابات العمالية، وهو موضوع حساس، فإن أصدقاءه يقولون إنه كان دقيقًا جدًا في بحثه.
وأردفت: “تعول إيطاليا على مصر للمساعدة في احتواء خطر المتطرفين في ليبيا ولديها أيضًا علاقات تجارية قوية مع مصر، لكن مقتل السيد “ريجيني” قد صدم بعمق الشعب والحكومة الإيطالية ويصر وزير الخارجية الإيطالي “باولو جنتلوني” على معرفة الحقيقة قائلًا: “نريد أن نعرف الحقيقة بكل جوانبها مكتملة”.
وختمت الصحيفة تقريرها: “الحقيقة هي أنه حان الوقت لحلفاء مصر بما في ذلك الولايات المتحدة، أن يوضحوا للسيسي أن الانتهاكات التي شجع هو على ازدهارها لا يمكن السكوت عنها أكثر من ذلك، وقامت إيطاليا بإرسال فريق من المحققين إلى مصر للمساعدة في تحقيقات مقتل “ريجيني”، لذا وجب التعاون الكامل والشفاف من قبل الحكومة المصرية”.
