شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ساندرز اليهودي يفرض نفسه مرشحا رئاسيا قويا يُهدد كلينتون

ساندرز اليهودي يفرض نفسه مرشحا رئاسيا قويا يُهدد كلينتون
أكد محمد المنشاوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الأمريكي، أنّه لا يمكن إنكار ما يمثله المرشح ساندرز، البالغ من العمر 74 عامًا، من ظاهرة جديرة بالمتابعة، إذ استطاع خلال شهور قليلة أن يفرض نفسه كمرشح جاد، ويهدد المرشحة القوية

أكد محمد المنشاوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الأميركي، أنّه لا يمكن إنكار ما يمثله المرشح ساندرز، البالغ من العمر 74 عامًا، من ظاهرة جديرة بالمتابعة؛ إذ استطاع خلال شهور قليلة أن يفرض نفسه مرشحا جادا، ويهدد المرشحة القوية هيلاري كلينتون.

وأوضح المنشاوي، في مقال له منشور في أحد المواقع الإلكترونية، أن حملة ساندرز نجحت رغم وجود عدة عوائق، فهو مغمور ولا يملك المال، واضطرت وسائل الإعلام لتغطية كل تحركاته ومقابلاته وتصريحاته.

وكشف مشروع جديد ومعقد GDELT PROJECT لتحليل البيانات الضخمة Big Date، بعد أن جمع وحلل مخازن بيانات وسائل الإعلام الأميركية الأهم خلال الشهر الأخير، أن ساندرز يحل ثالثًا بين كل المرشحين من الحزبين ذكرًا وتكرارًا في وسائل الإعلام، بعد ترامب 35040 مرة، وكلينتون 15587 مرة، وقبل كروز 8596 مرة، وروبيو 6920 بـ11784 مرة، كذلك حل ساندرز ثالثًا بين المرشحين من حيث المتابعين على حسابات تويتر، ويبلغ عدد متابعي ترامب 5.9 ملايين شخص، وكلينتون 5.2 ملايين شخص، في حين يتابع بيرني ساندرز 1.2 مليون شخص.

وأشار المنشاوي إلى أن ساندرز استطاع كذلك أن يجذب إليه ملايين الشباب من المنتمين للحزب الديمقراطي على الرغم من الفجوة الجيلية الواسعة التي تبعده بنصف قرن عن متوسط أعمارهم، وأضاف: “ويدير ساندرز حملة انتخابية ذكية، واقتبس الكثير من تكتيكات حملة الرئيس باراك أوباما عام 2008، ويعد أداء ساندرز حتى الآن مفاجأة سارة له ولمناصريه ولأعداء كلينتون، وللحزب الجمهوري كذلك، ففي ولاية أيوا جاء ساندرز ثانيا بنسبة 49.6% من أصوات الناخبين، وفي ولاية نيوهامشر استطاع ساندرز أن يكتسح كلينتون”.

وأضاف: “اختزل الكثير من المتابعين العرب للمرشح الديمقراطي بيرني ساندرز ملامح حملته الانتخابية في شقها الإيجابي والذي يتحدى وول ستريت ويواجه سطوة المال ورجال الأعمال على المجتمع الأميركي، وبمناداته بتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية وضرورة إعادة توزيع الثروة والدخل، هؤلاء المتابعون تجاهلوا، عمدا أو كسلا، التعرف على بقية ملامح حملة المرشح ساندرز، وتجاهلوا ما يتعلق بموقفه وتاريخه من قضية العرب الأولى، الصراع مع “إسرائيل” وحقوق الفلسطينيين.

مضيفًا: “قد يُبرر الشباب الأميركي المتحمس لساندرز تجاهل قضايا السياسة الخارجية، وعدم اقترابه من خطوط حمراء يدرك خطورتها خاصة تلك المرتبطة باللوبيات المهمة، مثل اللوبي اليهودي، لوبي حق حمل السلاح، ولوبي شركات التصنيع العسكري، تلك اللوبيات التي ترتبط بعلاقة وجودية، وتبادلية نفعية مع النظام السياسي الذي ينادي ساندرز بالثورة عليه”.

المرشح اليهودي

وحول سياسة ساندرز يقول المنشاوي: “لا يعيب المرشح ساندرز كونه يهودياً، إلا أن إيمانه بإسرائيل كفكرة وواقع وعلاقة خاصة بأميركا يتخطى ما نألفه من مواقف شبه موحدة من السياسيين الأميركيين من كلا الحزبين”.

وأضاف: “عاش ساندرز لأشهر في إحدى المستوطنات في فلسطين المحتلة في منتصف ستينيات القرن الماضي للتعرف عن قرب على الفكرة “اليسارية المثالية” حيث يعمل المزارعون والعمال ويعيشون معًا، ولا ينكر ساندرز أنه داعم ومؤيد بشكل كامل ومستمر لدولة “إسرائيل”، على الرغم من المعارضة الخفيفة هنا وهناك، وسجله التصويتي يكشف موافقته على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين، ويرى أن عدوانها مجرد دفاع عن النفس، لكنه ينتقد فقط الاستخدام المفرط للسلاح!”.

كما يعكس سجل ساندرز في قضايا السياسة الخارجية تناقضًا غريبًا، فقد دعم حرب إدارة بيل كلينتون ضد صربيا عام 1999م، ودعم غزو إدارة جورج بوش لأفغانستان عام 2001م، فى حين عارض حرب الخليج عام 1991م، وعارض غزو العراق 2003م، ويؤيد اليوم الحملة الجوية العسكرية داخل العراق وسوريا.

ولا تعكس ملامح سياسة ساندرز الخارجية توجها ثوريًا على الثوابت الأمريكية المعروفة، بل تعكس مرشحاً وسياسيًا برجماتيًا غير معارض للحروب، شأنه شأن الرئيس الحالي باراك أوباما، ويرتبط بما سبق تجاهل لا تخطئه العين من حملة ساندرز تجاه موقفه من الميزانية العسكرية أو طرق الإنفاق العسكري، واشتبك ساندرز في معارك عديدة كي تكون ولايته مقرا لمصانع المقاتلة العسكرية F35، والتي ستتكلف 4.2 مليار دولار، كذلك صوت ساندرز دوما موافقًا على المخصصات المالية الضخمة للبنتاجون، وصوت كذلك على تمويل الحروب التي عارضها. 

دعم اليسار

وعن دعم اليسار للمرشح ساندرز، يقول المنشاوي: “على عكس عادتها، أعلنت مجلة “The Nation ذا نيشان” والتي تمثل عقل وقلب اليسار الأميركي دعمها لساندرز رئيسًا لأميركا، وذكرت المجلة في افتتاحية التأييد أن المرشح ساندرز استطاع أن يحول بالفعل دفة السباق الرئاسي داخل الحزب الديمقراطي، معتمدًا على مطالبه القديمة بضرورة تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية”.

ورأت المجلة أن ساندرز استطاع إلهام كثير من الفقراء والعمال عن طريق المطالبة بإصلاح هيكلي لنظم الرعاية الصحية بحيث تدفع الدولة جميع التكاليف، ومن أجل تعليم جامعي مجانى، ومن أجل حد أدنى للأجور يبدأ من 15 دولارا في الساعة، وتقويض البنوك الكبرى، وضمان أن يدفع الأغنياء نصيبهم العادل من الضرائب، إلا أن المجلة العريقة صمتت تجاه سجل ساندرز فيما يتعلق بحق حمل السلاح، فساندرز له موقف غير مفهوم من قضية حق حمل السلاح فى أميركا يناقض كل يساريته الفكرية.

وأضافت المجلة: “فهو لا يعارض هذا الحق، لكنه يريد وضع بعض العقبات بما يبطئ فقط شراء المواطنين للأسلحة الفتاكة، وحتى اليوم لا يستطيع ساندرز الخروج من قوقعة الناخبين البيض التقدميين والشباب الجامعي والمثالي، ولا يستطيع بعد التواصل الجاد مع الناخبين من أصول أفريقية ولاتينية وأسيوية، والذين باتوا يشكلون الدوائر الأساسية الأهم للحزب الديمقراطي”.

وخدم ساندرز في مجلس النواب ممثلا لولاية فيرمونت الصغيرة في شمال شرق أميركا بين 1991م ــ 2007م، ثم خدم منذ 2007م وحتى الآن كسيناتور في مجلس الشيوخ عن ذات الولاية.

ويعكس سجل ساندرز التصويتي داخل مجلسي الكونجرس معارضة مستمرة وشديدة لمصالح وول ستريت، وهو مطالب دائما بلا نجاح بإخراج المال من السياسية، ويصف ساندرز نفسه بالاشتراكي الديمقراطي أحيانًا، وبالديمقراطي المستقل أحيانًا أخرى، فيما يصفه بعض المراقبين بأنه من أقصى اليسار بالمعايير الأميركية.

ويرفض ساندرز أن يمتلك 1% من الأثرياء ثروات توازى ما لدى 90% من الأميركيين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023