شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من مناضل إلى ديكتاتور.. حقائق مهجولة عن فيدل كاسترو

من مناضل إلى ديكتاتور.. حقائق مهجولة عن فيدل كاسترو
أيقظ موت الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، عن عمر يناهز 90 عاما، العديد الحقائق التاريخية التي غاب عنها الضوء لفترات طويلة، فهو يمثل أيقونة الثورة لدى العديد من الشعوب أولهم شعبه الشعب الكوبي الذي رأى فيه المخلص من فساد وظلم الرئيس

أيقظ موت الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، عن عمر يناهز  90 عاما، العديد الحقائق التاريخية التي غاب عنها الضوء لفترات طويلة، فهو يمثل أيقونة الثورة لدى العديد من الشعوب أولهم شعبه الشعب الكوبي الذي رأى فيه المخلص من فساد وظلم الرئيس فالجنسيو باتستا الذي انتشر في عهده اللامساواة والمحسوبية والتضييق على الآراء.

فيدل كاسترو  ولد عام 1926 لعائلة ثرية، بيد أنه تمرد منذ صغره على حالة الترف التي كان يعيشها بعد ما صدم بالتناقض الكبير بين رغد العيش في أحضان عائلته وبين قسوة العيش والفقر في مجتمعه.

الانطلاقة الثورية

في عام ١٩٥٥ شكل فيدل كاسترو حركة ٢٦ يوليو المسلحة التي واجهت نظام الرئيس باتستا ونجحت في إسقاطه عام ١٩٥٩ ورحب الشعب الكوبي بمبادئ كاسترو الثورية وانحيازه للفقرء ولطوائف الشعب من عمال وكادحين معلنا حكم كوبا تحت نظام شيوعي يسعى للعدالة الاجتماعية ونظام صحي يشمل الجميع وكذلك نظام تعليمي على حسب ما قدم به كاسترو نفسه لشعبه.

المواجهة الحقيقية

لم يكن لدى الولايات المتحدة استعداد لوجود حليف قوي للاتحاد السوفيتي مع بداية السيتينيات؛ فسرعان ما سعت لإسقاط حكومة كوبا من خلال تشكيل جيش خاص من الكوبيين المنفيين ودعمتهم لاجتياح جزيرة كوبا في ابريل ١٩٦١ وتمكنت القوات الكوبية من هزيمتهم في جزيرة الخنازير وألقت القبض على المئات منهم وأفشلت محاولتهم لإسقاط كاسترو وحكومته. بعدها صار فيدل كاسترو العدو الأول للولايات المتحدة والمعسكر الغربي بشكل عام. وأصبح نموذجا محتذى في العديد من بلدان أميركا اللاتينية.

وذكرت عدة تقارير استخبارية وغيرها أن الولايات المتحدة حاكت أكثر من ستمائة مؤامرة لاغتيال كاسترو. إلا أنه ظل هناك بينما تعاقب على حكم الولايات المتحدة تسعة رؤساء.

كاسترو..الوجه الآخر

يرى خبراء أن ظهور كاسترو كعدو للرأسمالية والغرب كان باعثا للشعوب للتعلق به كمخلص من الظلم إلا أن الرجل ورغم وعوده بتداول السلطة والعدل قام بإعدام 400  شخص من معارضيه في أول ثلاثة أشهر من حكمه ووصفه أحد معارضيه ويُدعى” دوران دومينيغو” بأنه لم يكن يريد إلا إيجاد مكان له في المجتمع الدولي كزعيم ملهم للجماهير ولكن كان يرى أن هذه الجماهير يجب أن تُساق بحسب “دوران”.

أما الدبلوماسي الكوبي السابق دومينيغو أموشاستسغو الذي خدم خلال عهد كاسترو كان يرى  أنه “لم يكن يستمع إلا لنفسه” فقد كان يستشير مساعديه قبل تنفيذ أي مشروع لكنه كان ينفذ ما يقتنع به هو فقط.

 بالرغم من تلك الديكتاتورية التي عرفت عن كاسترو ظل الرجل محبوبا ومحتفى به شعبيا، وقد أظهر موته ذلك بشكل لافت.

فهل كان مجرد الوقوف في وجه أميركا والغرب والوعود بالعدالة ومناصرة الفقراء كافيا لأن تنسى الشعوب ديكتاتورية الرجل واستبداده؟

يقول الدكتور عمرو عبد الكريم أستاذ الدراسات السلوكية بجامعة أم درمان الإسلامية كانت هذه طبيعة المرحلة؛ حيث كانت الشعوب تصبو إلى من يحدثها عن أحلامها ويعدها بالتخلص من الظلم فقط مجرد الحديث واتخاذ بعض الخطوات البسيطة كان كفيلا بأن تنضم إليك الشعوب وتهتف باسمك، أما أن يكون الحاكم متسلطا على معارضيه فاتحا في وجوههم أبواب السجون والمعتقلات فهذه لم تكن قضية الشعب من الدرجة الأولى.

ويؤكد أن كاسترو نجح في إقناع شعبه بنفسه قبل أن يتولى الحكم من خلال تحركاته في المنفى وتشكيله لقوة ٢٦ يوليو التي حملت السلاح في وجه باتيستا الذي كان رمزا للفساد لدى الشعب الكوبي.

وبحسب حوار أجرته معه قناة “إن بي آر” الأميركية يقول “دوران دومينيغو” إن عدم اهتمام الشعب بالمعارضين السياسيين في تعاملهم مع حكامهم هو أقسى ثمن يدفعه المعارض السياسي خاصة في بلاد تحكمها الشيوعية، ويؤكد أن احتفاء الشعب الكوبي وغيره من شعوب أميركا اللاتينية لا علاقة له بالاستبداد بالسلطة او الديكتاتورية ضاربا بذلك أمثلة عديدة منها عبد الناصر في مصر وهوجو تشافيز في فنزويلا.

ويرى خبراء أن ديكتاتورية كاسترو لم تكن العنصر الطاغي على سياسته، فالرجل تحرك على المستوى الدبلوماسي وحقق تحالفات قوية مع الاتحاد السوفييتي والصين وفنزويلا ودول أميركا اللاتينية وهو ما كان يصب في صالح الملف الاقتصادي لبلاده فضلا عن الملف السياسي ومع هذه التحركات كانت الديكتاتورية تتوارى غير متصدرة للمشهد مما يجعل اقتناع الشعب بكاسترو في تزايد مستمر.

كما أكد الخبراء أن الشعوب في تلك المرحلة كانت تبحث عن رجل قوي يعدها بتحقيق أحلامها بقوته وذكائه وهو ما دفع الشعب الكوبي وغيره لغض الطرف عن ديكتاتورية كاسترو التي لم تخلُ من تعذيب وسجن وإعدام لمعارضيه.

وهكذا يظل كاسترو الذي اطلق عليه شعبه اسم القائد أو فيدل رقما صعبا في تاريخ السياسة الدولية في نظر الجميع سواء كانوا معارضين أو مؤيدين له..وتظل علامة الاستفهام قائمة تاريخيا حول سبب قبول الشعوب بالاستبداد والديكتاتورية مقابل أشياء أخرى.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023