شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إبراهيم عيسى..هل يستحق الشماتة؟! – رضا حمودة

إبراهيم عيسى..هل يستحق الشماتة؟! – رضا حمودة
هل يستحق إبراهيم عيسى حقًا هذه الحالة من الضجة والجدل الاعلامي والاهتمام والتضامن المبالغ فيه من زملاء المهنة بعدما أقعده السيسي قسرًا في منزله لأنه تعدى الخط الأحمر الذي رُسم له من قبل ولي نعمته؟!

هل يستحق إبراهيم عيسى حقًا هذه الحالة من الضجة والجدل الاعلامي والاهتمام والتضامن المبالغ فيه من زملاء المهنة بعدما أقعده السيسي قسراً في منزله ، لأنه تعدى الخط الأحمر الذي رُسم له من قبل ولي نعمته؟! أم أنهم (أي زملاءه) أدركوا أن الحبل على الجرار والدور عليهم قادم وبدأ العد التنازلي للبقية الباقية من الاعلام أم خوفاً على الملايين التي يتقاضونها مقابل تزييف وعي الشعب؟!.. فعيسى ليس أول من تخلص منهم نظام السيسي ، فقد سبقته ريم ماجد ويسري فودة ومحمود سعد وليليان دواد وحافظ الميرازي وعمرو الليثي ، والبقية تأتي.

لا شك أن إبراهيم عيسى موهبة صحفية لا يُشق لها غبار ، حيث استطاع أن يحفر لنفسه اسماً بين كبار صاحبة الجلالة من الصفر منذ أن جاء للقاهرة من قريته في المنوفية ، لكنه طوّع ثقافته للعبث بالثوابت وتشويه الرموز الدينية لا سيما أم المؤمنين السيدة عائشة وكبار الصحابة عليهم رضوان الله ، والطعن في الشريعة الإسلامية ، وهذا ما عجّل بصعود نجمه  في عالم الصحافة والاعلام من بابها الخلفي القذر على حساب الغمز واللمز في الثوابت(عذاب القبر نموذجاً) والرموز.

إبراهيم عيسى احترف اللعب على المتناقضات كما يفعل السيسي الآن ، من أجل جني أكبر قدر من المكاسب والمصالح ، ذلك أن عيسى اكتسب شعبية زائفة في التسعينيات لمجرد هجومه على الشيخ الشعراوي ، ثم عارض مبارك بمقالاته النارية صباحاً لكنه كان يرتمي في فراش زكريا عزمي(ذراع مبارك الأيمن) ليلاً يأكلون ويشربون في صحة المواطن المغفل البسيط تكريساً للعبة المعارضة المستأنسة.

رغم أن عيسى معروف عنه اتجاهه القومي الناصري إلا أنه يدعي الديمقراطية ويدعو لتداول سلمي للسلطة ويتبني مباديء الحرية والعلمانية والليبرالية وحقوق الإنسان ، ثم يروج للانقلاب على أول رئيس متخب بأحط الوسائل البعيدة تماماً عن المهنية ، وتجده أيضاً يؤيد زعيم حزب الله اللبناني الديني الشيعي حسن نصر الله ويضع صورته خلف مكتبه ، في الوقت الذي يلعن كل التجارب الإسلامية ” السنية ” وفي القلب منها عصر الخلفاء الراشدين ، أليس هذا قمة التناقض في المواقف والمنطلقات الفكرية التي يتبناها الرجل ، إذ كيف يجتمع عبدالناصر مع الليبرالية الرأسمالية؟! ، وكيف يجتمع جيفارا الاشتراكي مع حسن نصرالله الإسلامي الشيعي؟! ، وقبل هذا وذاك كيف يعارض مبارك ويلعنه نهاراً وينام في فراشه ليلاً؟!

عيسى الذي صدع رؤوسنا بضرورة احترام وتقديس حق الإنسان في الحياة حتى وإن كان مجرمًا (حمادة المسحول نموذجًا)، فوّض السيسي على حرق معتصمي الإخوان المسلمين خاصة والإسلاميين عامة في رابعة والنهضة وكافة ميادين مصر، وابتلع اسطواناته المشروخة التي تغنى بها على الأمة كلها في كتاباته عن قيم العدالة والحرية والمساواة والاستقلال الوطني في أول اختبار بعد ثورة 25 يناير وبعد تبرئته مبارك من تهمة قتل المتظاهرين ، وهو عيسى نفسه الذي خرج في التحرير وسب مبارك على قناة ” الجزيرة” الذي كان ضيفًا دائمًا على شاشتها معلنًا إعجابه الشديد بمهنيتها ودورها في ثورات الربيع العربي قبل أن تصبح شيطانا رجيماً بعد ذلك.

إبراهيم عيسى بنظري ليس مناضلاً أو بطلًا أو فارسًا مغواراً كما يحاول أن يروج بعض تلاميذه وزملاءه في زمن عز فيه الفرسان لأنه لا يوجد مناضل يتقاضى الملايين مقابل نضاله ، وحيث أنه اختلف فقط مع السيسي وليس على السيسي ، والفرق بين المصطلحين كبير ومعبر ، ذلك أن الرجل سلك طريق النجومية من باب الانتهازية وقبض ثمن ذلك مالاً ونفوذاً ومكانةً وشهرة ، ونتيجة لذلك لم يترك لنا فرصة للتعاطف تجاه ما حدث معه من استبعاد أو حجب للصوت أو منع من الظهور على الشاشة التي لطالما حرّض من خلالها على قطع رقاب المعارضين واستئصال شأفتهم وليس منعهم فقط من العمل أوقطع أرزاقهم ، حيث أن الأمر ليس شماتة أو تشفّي بقدر ما هو نهاية طبيعية ومتوقعة انطلاقاً من القاعدة الشهيرة ” الجزاء من جنس العمل “.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023