شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف حاول السيسي ونظامه تحقيق مكاسب سياسية من الرياضة؟ المنتخب نموذجًا

كيف حاول السيسي ونظامه تحقيق مكاسب سياسية من الرياضة؟ المنتخب نموذجًا
في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد يومًا تلو الآخر، والفشل في إدارة الأزمات الاقتصادية والسياسية، وتدني مستوى المعيشة، فضلًا عن حالة الانقسام الحادة التي يعشيها الشارع المصري؛ اتجهت أنظار حكومة السيسي إلى تلميعه عن طريق

في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد يومًا تلو الآخر، والفشل في إدارة الأزمات الاقتصادية والسياسية، وتدني مستوى المعيشة، فضلًا عن حالة الانقسام الحادة التي يعشيها الشارع المصري؛ اتجهت أنظار حكومة السيسي إلى تلميعه عن طريق اللعبة الأكثر شعبية عالميًا: كرة القدم.

ولم يجد الشارع المصري، لا سيما الشباب، متسعًا للفرحة والبعد عن اكتئاب المعيشة إلا من باب الرياضة؛ التي تحقق نوعًا من توحد الجماهير حول متعتها.

وعندما ارتبطت متعة الجماهير بكرة القدم وتوحدت خلف اسم مصر، شهدت الرياضة المصرية في الآونة الأخيرة محاولة لإضفاء صبغة سياسية عليها من أجل تحقيق إنجازات سياسية؛ باستخدام أدوات إعلامية يمتلكها الفريق الحاكم في السلطة. في التالي نستعرض أبرز هذه المحاولات التي تهدف إلى تحقيق إنجاز للسيسي ونظامه عن طريق لاعبين رياضيين:

مقابلة محمد صلاح مع السيسي وتبرعه لـ”تحيا مصر”

طلبت مؤسسة رئاسة السيسي حضور اللاعب محمد صلاح إلى مقرها بعد أحد تدريبات المنتخب، وذلك بحسب ما أقر به اللاعب بنفسه أثناء مقابلته التلفزيونية الأخيرة على قناة “cbc”؛ ليتفاجأ بعدها جمهوره بتبرعه إلى صندوق “تحيا مصر”.

وبعيدًا عن موقف اللاعب ذاته من السيسي أو النظام، فقد ظهر صلاح في الصورة الشهيرة كما طلب منه بجانب السيسي ووزير الرياضة خالد عبدالعزيز بعد تبرعه بمبلغ 5 ملايين جنيه للصندوق.

من الجانب الإعلامي، وفي مقطع فيديو سابق، كان الإعلامي أحمد موسى، الشهير بقربه من النظام، قد أبدى غضبه ومعاداته للاعب الذي تضامن مع أسطورة الكرة المصرية محمد أبو تريكة الذي وضعته محكمة مصرية على قوائم الإرهاب؛ إلا أنه بعد تبرعه لصندوق “تحيا مصر” مدحه.

ويعتبر صندوق “تحيا مصر” الاسم المشترك عند طلب الحكومة تبرعات وطنية من الشعب، ولا يتم الإعلان عما أنتجته هذه التبرعات؛ كالتبرع إلى قناة السويس الثانية، ودعوة السيسي للمواطنين للتبرع تحت شعار “اتبرع لمصر بجنيه” عبر الهاتف المحمول، وغيرها من الشعارات.

ظهور السيسي أثناء مشاهدة مباراة المنتخب

علق إعلاميون مقربون من النظام على لقطات أثناء مشاهدة السيسي مباراة المنتخب الوطني أمام غانا في البطولة، ورغم تفاعله غير المناسب عندما أحرز المنتخب الهدف؛ إلا أن تبرير الموقف من الإعلاميين كان بوصف ذلك “ثباتًا انفعاليًا” بعد تأخره في فرحته بالهدف.

 

السيسي يتصل بالمنتخب

وجّه عبدالفتاح السيسي تهانيه بعد ذلك للاعبي المنتخب الوطني المشاركين في بطولة كأس أمم إفريقيا، بعدما لاقوا إشادات الجماهير العربية والعالمية وإعجابهم؛ إثر عبورهم من دور المجموعات في البطولة وتفوقهم حتى وصولهم إلى نصف نهائي البطولة ووصولًا إلى المباراة النهائية.

وقبل خوض المنتخب مباراته النهائية أمام الكاميرون، حاولت قنوات مقربة من النظام بإعلامييها حصد مكسب من جهد لاعبي المنتخب المصري، ليضاف إلى الحكومة التي تستنزف رصيدها اليومي لدى عامة المصريين، بسبب الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ فقد طالب الإعلامي أحمد موسى عبر قناة “صدى البلد” بأن يسافر السيسي إلى الجابون ويحضر المباراة النهائية مع المنتخب أمام الكاميرون قبل أن يخسر المنتخب الوطني المباراة بنتيجة 2-1، عندما قال: “أنا بتمنى إن ده يحصل، يا سلام لو حصل بقى والسيسي راح ورجع مع المنتخب ومعاهم الكأس على الطيارة”.

وبعد فوز المنتخب في مباراة بوركينا فاسو بضربات الترجيح، وصل حد تلميع السيسي ونسب أي إنجاز إليه عندما ذكر الإعلامي ذاته قصة أقرب إلى الخيال العلمي، عندما قال: “الحضري قالي وكان عايز يحلفلي وقالي إنه في آخر ضربة جزاء سمع صوت السيسي وهو بينده عليه وبيقوله: يا حضري اوعى شمالك يا حضري؛ في اللحظة دي قفز الحضري على الشمال وأصر إنه يقفز هناك وصد الكورة بكل لياقة عالية”.

من جهة أخرى، حملت طائرة من مصر للطيران عددًا من نواب البرلمان والفنانين وإعلاميي نظام السيسي إلى الجابون لحضور المباراة النهائية؛ أملًا في حضور احتفالات الفوز، التي لم تكتمل بعد تتويج الكاميرون باللقب الإفريقي للمرة الخامسة في تاريخها.

السيسي يلتقي بالمنتخب

كان من المرتقب أن يلتقي السيسي بلاعبي المنتخب حال الفوز، لكن اللقاء لم يُلغَ برغم خسارة الفريق؛ فقابل السيسي جميع اللاعبين والجهاز الفني ووجه لهم كلمة أمام التلفزيون الحكومي، والتقط الصور مع اللاعبين ونُشرت على صفحته الخاصة عبر “فيس بوك”.

أيضًا، رغم خسارة المنتخب، كان الخطاب الإعلامي متجهًا إلى نفس الطريق، وهو تلميع السيسي، ولكن مع اختلاف الطريقة؛ فكان الخطاب الإعلامي بأن خسارة بطولة ليس أمرًا مرفوضًا، مُرجعين السبب إلى انهيار الرياضة المصرية بعد ثورة يناير في 2011م.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023