بالنسبة إلينا جميعًا، أصبح “الهاتف الذكي” ضروريًا ولا غنى عنه في الحياة؛ ولذلك قد يتعجب جميعنا من نصيحة هامة تقول: “عليك أن تتخلى تمامًا عن هاتفك الذكي من الآن فصاعدًا”، بحسب تقرير نشرته مجلة ” نيو ستاتس مان” البريطانية.
وكما تبرز السلسلة التلفزيونية الأميركية “ذا واير” كيف أن تجار المخدرات يشعرون بالاحتقار نحو متعاطيها، ولكنهم يستغلون هذه العلاقة الغريبة بين المدمنين والمخدرات من أجل تحقيق الربح، ومثلما يمتنع منتجو المشروبات الغازية عن تناولها لإدراكهم التام بمخاطرها وما تحتويه من كميات سُكّر كبيرة، ويفضلون تناول المشروبات الصحية كبديل؛ فإنه يمكن تطبيق الأمر ذاته على العلاقة بين منتجي الهاتف الذكي ومتسهلكيه.
وتضيف المجلة البريطانية في تقريرها أنه مثلما يجب أن نتخلى عن المخدرات والسكريات، يجب أيضًا أن نتخلى عن “المخدرات الرقمية”؛ فهي الإدمان الحديث المستشري في عصرنا هذا، فقد أصبح المشهد المعتاد لأغلب الأشخاص أن نراهم وهم يتصفحون هاتفهم طوال الوقت: أثناء الأكل وقبل النوم وفي العمل وفي المواصلات أيضًا، وحتى أثناء الجلوس مع الأهل والأصدقاء؛ فأي جيل يتكون ورأسه محشوّ بكل هذه التطبيقات الرقمية بلا انقطاع؟
وبعد أن تحول الأمر إلى إدمان حقيقي، أصبحنا نشهد كل يوم إنتاج تطبيقات جديدة، بغض النظر عن فائدتها أو أنها ستضيف جديدًا ومفيدًا للعالم أم لا، وكل ما يحدث هو أن تثار حول أي منتج جديد ضجة كبيرة تجعل المستهلكين يتهافتون على شرائه واستخدامه؛ وبالتالي تكون الشركات هي الرابح الوحيد من وراء غباء المستهلك، بحسب المجلة البريطانية نفسها.
ويواجه عديدٌ من المستهلكين صعوبة عدم تصفح هاتفهم في التو واللحظة التي يسمعون فيها صوت وصول رسالة أو بريد إلكتروني، ولمقاومة هذه العادة تقدم مجلة “نيو ستاتس مان” اختراع “الهاتف الأصم” الذي أنتجته الشركة السويسرية “بنكت”.
يتميز هذا الهاتف بأنك لا تستطيع أن تستخدمه إلا في المكالمات أو الرسائل النصية فقط، وغير قابل لتحميل أي تطبيقات أخرى؛ بحيث يجب عندما تذهب لتفحص بريدك الإلكتروني أن يكون ذلك قرارًا واعيًا منك، وليس مجرد عادة.
وتذكر المجلة أن مستخدمي الهاتف الأصم أظهروا قدرة أكبر على التركيز في أمور حياتهم، وكان إنتاجهم في العمل أفضل، وقلَّ شعورهم بالإرهاق بشكل ملحوظ، كما شهدت علاقاتهم الأسرية والاجتماعية تحسنًا كبيرًا.
ومن المتوقع أن يتزايد الإقبال على شراء هذا الهاتف خلال الفترة المقبلة؛ حيث يعرف كثيرون منّا أننا صرنا مدمنين حقًا.
