شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الاغتصاب”.. السلاح الأسوأ استخداما في الحروب

“الاغتصاب”.. السلاح الأسوأ استخداما في الحروب
على الرغم من الأدلة المتوفرة على جريمة الاغتصاب المروعة، لم يكن هناك حراك كبير لإنقاذ الضحايا الضعفاء عندما بدأ هذا النوع من الصراع.

على الرغم من الأدلة المتوفرة على جريمة الاغتصاب المروعة، لم يكن هناك حراك كبير لإنقاذ الضحايا الضعفاء عندما بدأ هذا النوع من الصراع.  

نشرت صحيفة “ذا ستار” مقالًا للكاتب “مارتن فنجتسن” يتحدث فيه عن جرائم الاغتصاب كسلاح في الحروب، وجاء نص المقال كالتالي:

لقد قرأتُ هذه المقال الرائع الذي لم أستطع إكماله، وإذا بدا حديثي وكأنه متناقض؛ فهذا بسبب أن موضوع المقال كان مروّعًا فوق تصورنا، ولكن القصة وتفاصيلها كانت متحركة.

كان موضوع المقال منذ سنة، ولكنه يروي قصة قديمة، بعنوان “سر جريمة الحرب”؛ حيث كتبت آرين بيكر في مجلة “التايم” تفاصيل استخدام الاغتصاب كأداة في الحروب. نُشرت أول مرة في مارس 2016، وركزت على الحرب في جنوب السودان.

دخلت جنوب السودان في حرب أهلية بعد انفصالها عن السودان، جعلت من هذه الدولة رمزًا للمأساة؛ فلعل الجزء الجيد في هذه القصة بدأ حراكه منذ 50 سنة، حين شن المسيحيون في الجنوب حربًا على الجزء الشمالي من أجل التحرير؛ بدعوى هيمنة المسلمين عليه ومحاولة فرض الشريعة على الدولة بأكملها. 

أما الحرب الأهلية الثانية السودانية فبدأت من 1983 وحتى 2005، وحرّض جيش الحكومة المركزية بقيادة جعفر النميري وعمر البشير ضد جيش تحرير الشعب السوداني بقيادة جون جرانج. وجاء موت “جرانج” في نهاية الحرب كمفاجأة، ولكني كنت أحد من تمنوا أن يمثل تحرير جنوب السودان في 2011 بداية جديدة في المنطقة.

وبدلًا من ذلك، بدأت حرب جديدة بسبب صراع على السلطة بين سيلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار؛ وهو ما أدى إلى انحدار الدولة في عنف القبائل المحلية بين قبائل الدنكا والنوير، وكانت سِتارًا رأينا من خلفها كيف أصبح استخدام الاغتصاب أمرًا شائعًا.

تحدثت بيكر مع سيدة صغيرة تدعى “ماري” من قرية النوير، وكان يتحكم فيها جنود الأعداء؛ فسردت لها ما حدث لأسرتها، فقد قتلوا زوجها ثم اثنين من أبنائها ذوي خمس سنوات وسبع سنوات حتى لا يصبحوا جنودًا عندما يكبروا ويقاتلونهم؛ ولكن كل ذلك لم يكن أسوأ جزء في القصة.

بدأ اثنان من الجنود بالتناوب على اغتصاب ابنة ماري ذات العشرة أعوام أمام أعين والدتها، التي قالت إنهم استمروا في اغتصابها ووصل الأمر إلى رؤيتها للدماء تغطي جسد ابنتها؛ لتموت الطفلة بعدها بعدة ساعات.

ما حدث لابنتها لم يكن آخر شيء؛ حيث تم اغتصاب ماري نفسها من قبل ستة من الجنود، ثم وجدت نفسها تحمل جنينًا في أحشائها.

يقول الكاتب: “قراءة هذا الحادث سبّب لي حالة من الاختناق. افتراض أننا يجب أن ننسى ذلك ولا نفرط في التعاطف ونصدق أن العدالة ستجعل كل شيء أفضل، ولكني لم أصدق ذلك منذ أن كنت مراهقًا، فما يعد محزنًا أنه يجب تحمل هذا الشر والفساد”. 

وتعد “ماري” واحدة من عشرات الآلاف من ضحايا اغتصاب الحروب في جنوب السودان، بالإضافة إلى غيرهم من الكونغو. ويمتلئ تاريخ الحروب بقصص نساء تم اغتصابهن والتعامل معهن على أنهن غنائم؛ كوسيلة من الخوف المستمر.

ولعل اليونانيين القدماء، والنازيين في الحرب العالمية الثانية وحرب البوسنة، كانا الرؤية الأوضح لهذا السلاح؛ فبالفعل كان التهديد بالاغتصاب الجماعي واحدًا من أكثر الأسلحة البذيئة التي يمكن للجيوش فعلها في المدنيين.

لا يمكن لأحد توقع كيف يستطيع أي شخص أن يحصل على إثارته من مثل هذا الفعل العنيف. وإذا كان الشخص جنديًا، لماذا يمكن أن يخاطر برفع وتيرة الحرب إلى هذا الحد؟

في بداية هذا الشهر، اُعتُقل أربعة جنود في مدينة جوبا بجنوب السودان وسيواجهون محاكمة بتهم الاغتصاب والتقصير في أداء الواجب، وقال الرئيس كير إن الضباط المغتصبين سيُطلق النار عليهم.

ولكن، هل يعد ذلك وعدًا بنفاذ العدالة على هذه الأرض أم مجرد تصريحات لن تتحقق؟

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023