شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حملة الديمقراطيين ضد إدارة ترامب ودوافعهم الخفية

حملة الديمقراطيين ضد إدارة ترامب ودوافعهم الخفية
تُعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكروهة على مستوى قطاعات كبيرة من الأميركيين؛ حيث خرجت أعداد كبيرة إلى التظاهر ضدها بعد قرارتها العنصرية بشأن المهاجرين وهجماتها على البرامج الاجتماعية وقوانين البيئة والفن والثقافة

تُعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكروهة على مستوى قطاعات كبيرة من الأميركيين؛ حيث خرجت أعداد كبيرة إلى التظاهر ضدها بعد قرارتها العنصرية بشأن المهاجرين وهجماتها على البرامج الاجتماعية وقوانين البيئة والفن والثقافة والعلوم.

وجاء عدد المؤيدين لإدارته 37% مقابل 58% معارضين، وفقًا لاقتراع “غالوب” الذي أجري بعد الإعلان عن الخطوط العريضة لميزانية الإدارة الجديدة؛ علمًا بأن هذه النسب من قلة الشعبية لم يحصل عليها أي رئيس في العصر الحديث.

وبالرغم من كل هذه المشاكل؛ إلا أن الحزب الديمقراطي قرر تركيز معارضته لترامب على كونه دمية في أيدي روسيا؛ حيث يرون أن مرشح الحزب الجمهوري فاز بسبب تدخل موسكو في هذه الانتخابات بأوامر من الرئيس الروسي فيلاديمر بوتين، وفق ما قالته صحيفة “وارلد سوشياليست ويب سايت”.

وقالت الصحيفة إن “هذه الحملة من الحزب الديمقراطي بدأت الاثنين الماضي أثناء جلسة استماع للجنة الاستخبارات عقدت في الكونجرس”؛ حيث قال رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيميس كوماي ورئيس وكالة إن إس إيه مايكل روجرز شهادتهما بشأن التدخل الروسي في الانتخابات، وكذلك اتهامات ترامب لسابقه أوباما بالتجسس على حملته الانتخابية”.

ووبخ كلاهما ترامب على خلفية اتهامه لأوباما، مؤكدين عدم وجود إثبات؛ ولكن هذه القضية لم تستمر سوى خمس دقائق من أربع ساعات هي مدة الجلسة التي شهدت اعتبار بعض الديمقراطيين ترامب نتاج مؤامرة روسية لتخريب الديمقراطية الأميركية والاستيلاء على الحكومة.

وقالت الصحيفة إن الهجوم بدا واضحًا منذ الافتتاحية المطولة لآدم شيف، عضو الحزب الديمقراطي، الذي تحدث عن نظرية حزبه بتدخل قوى أجنبية لإضعاف الديمقراطية الأميركية والتأثير على النتائج لصالح أحد المرشحين، معلنًا أن السؤال الواجب طرحه هو: “هل عاونه أحد من مواطني أميركا ومنهم أعضاء من حملة ترامب أم لا؟”.

وذكر “شيف” أجزاء من التقرير المعد من عميل استخبارات بريطاني سابق زعم أن اتفاقًا يشمل تقديم وثائق تلحق الضرر بهيلاري كلينتون في مقابل تقليل سياسة ترامب من الاهتمام بغزو روسيا لأوكرانيا وتركيز سياسته على عدم التزام دول حلف الناتو بدفع نصيبهم من الأموال، وفق ما قالته الصحيفة، وذلك بعد لقاء ترامب بميركل منذ أيام.

وكرر “كوماي” ادعاءات وكالات الاستخبارات المركزية بأن بوتين تدخل في الانتخابات الأميركية بسبب كرهه لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، التي لامها على دعم واشنطن للتظاهرات ضده في موسكو في 2011 عندما كانت وزيرة خارجية، ولم يقدم أي أدلة على هذا الادعاء. وتساءل باتريك مارتن، الكاتب في الصحيفة، عن سبب عدم استفسار أعضاء الكونجرس عن أدلة ادعاءات كوماي؛ فكيف عرف ما يفكر فيه بوتين ودوافعه الداخلية؟

واعتبر “مارتن” أن الهدف من جلسة الاستماع ليس مرتبطًا بترامب؛ ولكن بتسريع الاستعدادات للحرب مع روسيا وتكثيفها، موضحًا أن ذلك ظهر جليًا في افتتاحية جلسة الاستماع من خلال ما قاله رئيس لجنة الاستخبارات دينيس نونيس، الذي يمثل الجمهوريين؛ حيث أعلن أنه بغض النظر عن أي اختلافات مع الديمقراطيين فإن فائدة جلسة الاستماع هي التركيز على التهديدات الملحة التي يمثلها الاستبداد الروسي، وألمح إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد عدوانية روسيا.

ويرى مارتن أن الطبقة العاملة تواجه جانبين يتسارعان على نشوب حرب؛ حيث يرى معسكر الديمقراطيين ضرورة الحرب مع روسيا، بينما يرى ترامب أن الصين وألمانيا تشكلان أهدافًا أقوى فيما يخص الهيمنة على العالم.

وأضاف مارتن أن ما يحدث يعد حرب أكاذيب: أكاذيب ترامب في مواجهة أكاذيب الديمقراطيين؛ حيث يمثل كلاهما ويدافعان عن مصالح بنوك وال ستريت والمنظمات الضخمة، ومستعدان للتضحية بملايين من أرواح العاملين في الحرب الجديدة للدفاع عن الهيمنة الدولية والإمبريالية الأميركية. وما يجب فعله هو تطوير الطبقة العاملة لصراعها ضد ترامب بعيدًا عن الحزب الديمقراطي.

ويؤكد مارتن أهمية تركيز الطبقة العاملة قوتها على أسس الاشتراكية والسياسات المضادة للإمبريالية ضد سياسات اليمين المتطرف لإدارة ترامب؛ ومن أهم المعارك القادمة الدفاع عن العمالة المهاجرة، معارضة خفض الميزانية، إدانة التهديدات ضد المكسيك والصين وأي دولة تستهدفها الطبقة الحاكمة في أميركا. ولكن، يجب أن يتم كل ذلك بعيدًا عن الحزب الديمقراطي الذي يسعى إلى معارضة ترامب من أجل مصالح سياساته الإمبريالية.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023