شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

على وقع تبني “داعش” هجوم لندن.. لماذا لا يعترف العالم بأصل المشكلة؟

على وقع تبني “داعش” هجوم لندن.. لماذا لا يعترف العالم بأصل المشكلة؟
أعلن "تنظيم الدولة" مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف البرلمان البريطاني الأربعاء وأودى بحياة خمسة أشخاص، بينهم المهاجم، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن منفذ الهجوم بريطانيُّ المولد ومتأثر بأيديولوجية تنظيم الدولة.

أعلن “تنظيم الدولة” مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف البرلمان البريطاني الأربعاء وأودى بحياة خمسة أشخاص، بينهم المهاجم، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن منفذ الهجوم بريطانيُّ المولد ومتأثر بأيديولوجية تنظيم الدولة.

فما هي دلالة استهداف التنظيم للبرلمان البريطاني بالتزامن مع اجتماع واشنطن للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب؟ وهل يضع العالم رأسه في الرمال ويتجنب مواجهةً حقيقية لظاهرة العمليات الإرهابية المتتالية في أوروربا على وجه الخصوص؟

جريمة مزدوجة

في هذا الصدد، وصف الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان، الهجوم بأنه جريمة مزدوجة، ليس فقط ضد الضحايا الأبرياء الذين سقطوا؛ وإنما كذلك ضد المسلمين الذين تلصق بدينهم تهمة الإرهاب.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن هناك إشكالات تتمثل في فظاعات وهمجية في المنطقة العربية ترتكب من قبل الحكام ومسانديهم، شرقيين وغربيين، ستفرز ظواهر الهجمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن مرتكب هجوم لندن إنسان ذو حصانة فكرية بسيطة رأى فظاعات يرتكبها صليبيون ضد مسلمين في المنطقة فقام بالرد عليها، معتبرًا أن ما حركه هو الفظاعة وليس العامل الديني.

العرض لا المرض

وقال إن المشكلة هي أن السياسيين، سواء في المنطقة العربية أو الغرب، يعالجون الأعراض ولا يعالجون الأمراض، وهم لا يريدون الاعتراف بالحالة المتفجرة في المنطقة، والتي لن تنتهي إلا بوجود أنظمة سياسية ديمقراطية مفتوحة تحترم شعوبها وكرامة الإنسان؛ “وما دام هناك قمع واستبداد ودعم له من دول أخرى فإن الشرر سيظل يتطاير وسيصل للجميع”.

وعن تأثير هذه الهجمات على المسلمين في أوروبا، قال الشنقيطي إنها ليست مشكلة المسلمين في الغرب ومحنتهم حيث هم أقليات، لكنها مشكلة المسلمين في المنطقة العربية الذين يعانون أكثر؛ وخير مثال على ذلك تدمير مدن بكاملها مثل حلب والموصل.

واتهم الشنقيطي النخب السياسية الغربية بيمينها ويسارها بالتواطؤ في الفظاعات التي تحدث في المنطقة العربية، سواء بدعم مستبدين أو تضخيم تنظيم الدولة الإسلامية أو جمع أحلاف في معركة لن تنتهي، معتبرًا أن ما يقوله هو تفسير للعمليات الإرهابية وليس تبريرًا لها، مشيرًا إلى أن التهرب من التفسير يعني استمرار الظاهرة.

المعادلة واضحة

من جانبه، يرى الدكتور عمرو عبدالرحمن، أكاديمي بالجامعة الأسترالية بالكويت، أن المتابع العادي لا يستطيع أن يفصل بين هذه العمليات وما يتم ارتكابه من مجازر وجرائم داخل بلاد المسلمين.

ويتابع في تصريحات خاصة لـ”رصد”: لا شك أنه لا يصح إلا الصحيح، ولا يمكن لأحد عاقل أن يبرر للإرهاب؛ إلا أن توصيف الأمر على نحو سليم يدعو الغرب إلى مراجعة سياساته والتعامل بعدل مع شؤون المسلمين بشكل عام، وحينها ستكون محاربة الإرهاب أسهل، على حد قوله.

سرطان الإرهاب

من جهته، قال كيث بويفيلد، الباحث في مركز الدراسات الأمنية والسياسية في لندن، إن التعامل مع ما سماه “سرطان الهجمات الإرهابية” الذي ينتشر في مختلف أنحاء العالم وليس أوروبا فقط سيستغرق سنوات كثيرة قادمة.

وأضاف أن الأمر سيزداد سوءًا؛ لأن خسارة تنظيم الدولة الإسلامية معاقله في العراق سيقوده للقيام بهجمات أكبر في أوروبا والغرب، مشيرًا إلى أن السجون الممتلئة عن آخرها في بريطانيا يبدو أنها مدارس لتعبئة الأنصار للتنظيم وتجنيدهم.

وأوضح بويفيلد أن المتضرر من هجمات التنظيم في أوروبا هم مواطنو الدول الأوروبية والسياح الذين يأتون لزيارتها، واصفًا من ينفذون هذه الهجمات بأنهم مجرمون لهم تاريخ إجرامي ويعانون من التهميش ويشعرون أنهم غرباء في المجتمعات الغربية.

خطأ كبير

وقال الباحث في مركز الدراسات الأمنية والسياسية في لندن إن وسائل الإعلام الغربية تقع في خطأ كبير عندما تضع هؤلاء المجرمين في خانة واحدة مع المسلمين المعتدلين.

ودعا هذه الوسائل إلى تسليط الضوء على الأنشطة الجيدة التي تقوم بها الجمعيات الإسلامية في بريطانيا، واصفًا عمدة لندن “صديق خان” بأنه مثال ناجح ومتميز للمسلم المعتدل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023