شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

اتهامات متبادلة بين المتحاربين.. القصة الكاملة لـ”مجزرة الموصل”

اتهامات متبادلة بين المتحاربين.. القصة الكاملة لـ”مجزرة الموصل”
يوم الخميس الماضي، وقعت مجزرة في أحد أحياء الموصل، قتلت عشرات المدنيين جراء غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي، وأعلن الجيش الأميركي، أن الموقع الذي تم قصفه في الموصل، تم بناء على طلب عراقي، مؤكدا مسؤوليته.

يوم الخميس الماضي، وقعت مجزرة في أحد أحياء الموصل، قتلت عشرات المدنيين جراء غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي، وأعلن الجيش الأميركي، أن الموقع الذي تم قصفه في الموصل، تم بناء على طلب عراقي، مؤكدا مسؤوليته.

ووصف العديد من السياسيين المجزرة بالمروعة، فأكثر من 250 جثة (مصادر أشارت إلى 500) انتشلت من تحت الأنقاض والركام، معظمها لنساء وأطفال، إثر ما قيل إنها ضربة جوية للتحالف الدولي بقيادة أميركا استهدفت 3 منازل.

أسبابها

اللواء الركن معن السعدي، قائد العمليات الخاصة الثانية بجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والقائد الميداني في المنطقة، قال إن “تنظيم الدولة” استخدم المدنيين دروعًا بشرية، من أجل إيقاف القصف الجوي، واحتجزهم رهائن، وزج بهم داخل أقبية المنازل، وبدأ يقاتل فوق الأسطح.

وأكد “السعدي” في تصريح لـ”العربية.نت”، أنه تم إيقاف القصف الجوي مباشرة بعد ورود معلومات استخباراتية عن استخدام “تنظيم الدولة” للمدنيين كـ”دروع بشرية”، وأضاف أن “تنظيم الدولة” بدأ يستخدم سيارات مفخخة كبيرة تحدث انفجارًا هائلًا، وقد تسقط العديد من منازل.

من جانبه، ذكر النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي، عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك” أن “أحد الموصليين ميسوري الحال، كان يستضيف في داره التي تقع في حي الموصل الجديدة خلف مستشفى الرحمة بفرعين، عددًا من العائلات الموصلية، لأن لديه كمية كبيرة من المؤن، وأراد المساهمة في مساعدة تلك العوائل التي نفدت مؤنها”.

وأضاف: “خصص هذا الشخص غرفة للرجال وقاعة على شكل سرداب للنساء، لكن (تنظيم الدولة) اتخذ من سطح تلك الدار موقعًا له، وبمجرد أن وجهت طائرات التحالف ضربة قوية إليها وأخرى بجوارها، لقي جميع من في الدارين حتفهم، ولغاية عصر الجمعة تم انتشال 56 جثة كلها لرجال، إذ لم تتمكن جهود الإنقاذ من الوصول إلى القاعة السفلية التي تقبع فيها جثث النساء والأطفال”.

قتل عشوائي

إلى ذلك، تشير معلومات رسمية إلى أن القوات العراقية استهدفت شاحنة صهريج ملغمة تابعة لـ”تنظيم الدولة”، والتي كانت تمر بالقرب من المنطقة التي لجأ إليها أكثر من 500 نازح من الأحياء الأخرى، ما أدى إلى وقوع انفجار هائل أطاح بالبنايات الثلاث المجاورة لمسجد “فتحي العلي”، وأدى إلى تهدمها فوق رؤوس النازحين.

إلا أن تلك الرواية تتضارب مع روايات أهلية، تشير إلى أن القوات الحكومية استهدفت البنايات الثلاث براجمات صواريخ عمداً، لاعتقادها بوجود عناصر تابعة للتنظيم بين النازحين، وأن النازحين كانوا قد تجمعوا بالمكان قبل يومين بمعرفة القوات الحكومية التي أكدت لهم أنها ستنقلهم بصفة عاجلة إلى مخيمات للنازحين بحيث يتلقون المساعدة.

وقد أسفرت الواقعة عن مقتل المئات، حيث تم انتشال 305 جثامين حتى الساعة الثالثة من عصر الجمعة، وتتوقع المصادر وجود نحو 200 آخرين تحت الأنقاض، وبينما لا يمكن للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ترجيح صحة الروايات الرسمية أو الأهلية إلا أنها تعتقد أن المعطيات المتوافرة في الرواية الأهلية تستدعي إجراء تحقيق مستقل بصفة عاجلة.

الحكومة العراقية

وأعلن الجيش العراقي وقف عملياته العسكرية بالجانب الغربي من الموصل بعد مجزرة حي الموصل الجديدة، وقد فُتح تحقيق بالمجزرة التي نفذتها طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وقال متحدث باسم قوات الأمن العراقية إن القوات الحكومية أوقفت هجماتها لاستعادة الشطر الغربي من مدينة الموصل من “تنظيم الدولة” بسبب ارتفاع عدد القتلى والمصابين المدنيين.

وأمر وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي بفتح تحقيق فوري بحادثة القصف الجوي التي جرت في حي الموصل الجديدة، بحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية، وبدوره قال التحالف الدولي إنه فتح تحقيقا في مقتل العشرات بغارة جوية نفذت بناء على طلب الجيش العراقي.

وكان أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية العراقي طالب حكومة بلاده بإصدار أوامر بوقف قصف المناطق الآهلة بالسكان، وقال إن الأوضاع في الجانب الغربي للموصل قد تفاقمت بعد استهداف مناطق مدنية بالقصف الجوي والمدفعي دون التثبت من وضعها، وهو ما ألحق خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء.

أعداد القتلى

يشار إلى أن رئيسة مجلس قضاء الموصل بسمة بسيم أكدت أن أكثر من خمسمائة مدني أعزل قُتلوا في غارات للتحالف الدولي على حي الموصل الجديدة أثناء التمهيد لدخول القوات العراقية إليه قبل نحو أسبوع.

وفي وقت سابق، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن 3846 مدنيا قتلوا في الجانب الغربي لمدينة الموصل شمالي البلاد منذ بدء العمليات العسكرية يوم 19 فبراير الماضي لاستعادة هذا الشطر من تنظيم الدولة.

وكان مسؤول في المفوضية العليا للاجئين في العراق قال الخميس إن نحو ستمئة ألف شخص لا يزالون في مناطق سيطرة تنظيم الدولة في الموصل، بينهم نحو أربعئمة ألف في المدينة القديمة وحدها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023