لقي عشرة أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات في تفجير عبوة ناسفة في عربة قطار داخل مترو أنفاق مدينة سان بطرسبورج الروسية.

وأوضحت وزيرة الصحة الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، أن سبعة أشخاص لقوا مصرعهم فور التفجير، فيما توفي ثلاثة مصابين لاحقًا، أحدهم أثناء نقله، والآخران بعد وصولهما إلى المستشفى.

وبلغ عدد المصابين 47 شخصًا، ولا زال 39 داخل المستشفيات، بينهم ستة في حالة حرجة، فيما أعلنت سلطات بطرسبرج الحداد على أرواح الضحايا لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من الثلاثاء.

ونفت الأجهزة الأمنية ما تناقلته وسائل إعلام حول وقوع تفجير ثان في مترو الأنفاق؛ لكنها أكدت إبطال مفعول عبوة ناسفة أخرى عثر عليها في محطة “بلوشاد فوستانيا” في مترو الأنفاق.

وفي أول رد فعل للرئيس فلاديمير بوتين، الذي يوجد حاليًا في سان بطرسبرج، على الحادث المأساوي، قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن أسباب التفجير، مضيفًا أن الأجهزة المعنية تدرس كل الاحتمالات، بما فيها العمل الإرهابي.

وحسب معلومات لجنة مكافحة الإرهاب الروسية، وقع الانفجار في الساعة 14.40 داخل عربة قطار بين محطتي “تيخنولوغيتشيسكي إينستيتوت” و”سينايا بلوشاد“.

وذكرت اللجنة أنه تم إخلاء مترو الأنفاق بالكامل وإجلاء جميع الركاب.

وقالت مصادر أمنية إن العبوة الناسفة كانت متروكة في عربة قطار، معتبرة أن قوة التفجير كانت تتراوح ما بين مائتي و300 جرام من مادة “تي إن تي”. وأوضحت مصادر أن التفجير وقع في العربة الثالثة للقطار ولم يتسبب في حريق؛ وجميع من قتلوا أو أصيبوا جراء الهجوم كانوا متواجدين قرب المكان الذي وضعت فيه العبوة.

وأعلنت لجنة الرعاية الصحية في بطرسبرج أن 25 من الجرحى الذي أصيبوا في التفجير وصلوا إلى مستشفيات في المدينة.

وكانت غالينا ستيبانوفا (38 عامًا) خارج المحطة، وقالت: “رأيت الناس يخرجون وكانوا مثل الصم، يمسكون برؤوسهم. وتولت فرق الإنقاذ تقديم المساعدة إليهم بسرعة كبيرة”.

كذلك، قالت ناتاليا (خارج المحطة)، بينما كانت تحاول إجراء مكالمة هاتفية: “أمي كانت في المترو، ولا أعرف ما حدث لها، لا أستطيع الوصول إليها”.

وذكر الجهاز الإعلامي للمترو في ثاني مدينة روسية أن جميع محطات المترو أغلقت وأن الانفجار وقع في عربة قطار لدى وجودها بين محطتين في جنوب غرب سان بطرسبرج، فيما أعلنت أكبر شركات سيارات الأجرة عن نقل الركاب مجانًا بعد توقف حركة المترو.

وأظهرت صور أولى بثتها شبكات التواصل الاجتماعي والتلفزة الروسية إحدى قاطرات المترو التي دمرها الانفجار وعددًا كبيرًا من المسافرين يحاولون إخراج مصابين من بين الأنقاض.

من جهته، أكد مترو موسكو عبر “تويتر” أنه “يتخذ اجراءات أمنية إضافية”، وفقًا لما يقتضي القانون في مثل هذه الحالات.

ودعا تنظيم “داعش” إلى ضرب روسيا بعد تدخلها لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد في أيلول 2015. ومنذ ذلك الحين، تعرضت روسيا إلى عدد كبير من الهجمات؛ لكنها وقعت جميعًا في جمهوريات القوقاز الروسية غير المستقرة.