شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سوريا على طريق يوغوسلافيا.. وبشار على خطى سلوبودان!

سوريا على طريق يوغوسلافيا.. وبشار على خطى سلوبودان!
أميركا تتهم الأسد والميليشيات الموالية لإيران، التي لم يصدر عنها أي تصريح حتى الآن بشأن هذه المجزرة، كما تتهم إدارة ترامب إدارة أوباما بالضعف الذي تسبب في هذا المجازر في محاولة لتوظيف الحدث داخليا أيضا في الصراع الذي يخوضه ت

منذ عشرين عاما تقريبا؛ ترك الغرب السفاح سلوبودان ميلوسوفيتش في يوغوسلافيا وميليشياته الصربية (الأرثوذوكسية الموالية لروسيا بالمناسبة أيضا) يببيد المسلمين ثم تدخلوا لقطف الثمرة ومنع الروس من جني أي مكاسب لهم في البلقان. 

الآن يكرر الغرب نفس الأمر مع بشار؛ تركوه ينفذ مخطط التهجير السكاني والتغيير الديمواجرافي والحرب الأهلية والمذهبية والطائفية؛ ثم قرروا الآن التحرك لمنع روسيا و ايران من جني الثمار،  وأنه قد حان وقت التدخل لطردهما من المنطقة.

ترامب لم يغير موقفه من الأسد كما يدعي؛ بل تم استغلال مجزرة الكيماوي الأخيرة (والتي كانت بمثابة فخ للنظام الذي لا يهش ولا ينش في سوريا) كي تكون مبررا لانخراط غربي أكثر في سوريا، وتضييق أكبر على إيران!

لذا لا عجب أن صب ترامب كل كلامه على بشار والميليشيات الإيرانية في سوريا، دون التركيز على روسيا، فحين سئل ترامب عن هذه الميليشيات قال: “ستصلهم رسالتنا قريبا وسوف ترون”، في وقت امتنع فيه وزير الخارجية السابق جون كيري في تسجيل صوتي سربته نيويورك تايمز أواخر العام الماضي، عن استهداف حزب الله في سوريا المصنف إرهابيا على القائمة الأميركية لأنه لا يشكل تهديدا لأميركا حسب قوله!

هذا هو الفارق إذن بين إدارتين؛ إدارة أوباما الذي جعل إيران تستنزف في سوريا، وتقمع الحركات الإسلامية الجهادية هناك، ومنع سقوط الأسد وسمح باستخدام الكيماوي عدة مرات، وبين ترامب الذي يتحرك بتأثير إسرائيلي واضح أنه أقوى من التأثير الروسي المزعوم.

وإسرائيل لا تريد أن ترى الميليشيات الإيرانية في سوريا أكثر من هذا بعد أن أتمت المهمة، وأنقذت  الأسد، وهجرت أهل سوريا، ودمرت البلد، فلماذا تبقى على حدودها بشكل يجعل لإيران قيمة تفاوضية وأهمية دولية؟؟

النظام السوري يدرك خطورة الفخ الذي وقع فيه؛ فأعلن بتسرع على لسان وزير خارجيته أن النظام لم ولن يستخدم الأسلحة الكمياوية أبدا، وهو تصريح يوضح حجم الرعب الذي يشعر به النظام، للدرجة التي دفعته للكذب بهذا الشكل المفضوح!

كل ما يجري في مجلس الأمن إذن محاولة غربية لتوظيف الحدث – الذي بدأت أزداد قناعة أنه معد سلفا- ولكن كل يغني على ليلاه!

أميركا تتهم الأسد والميليشيات الموالية لإيران، التي لم يصدر عنها أي تصريح حتى الآن بشأن هذه المجزرة، كما تتهم إدارة ترامب إدارة أوباما بالضعف الذي تسبب في هذا المجازر في محاولة  لتوظيف الحدث داخليا أيضا في الصراع الذي يخوضه ترامب ضد خصومه!

أما أوربا تتهم روسيا الشغل الشاغل لها الآن، وتحاول من خلال الحدث الضغط على موسكو، في إفلاس شبه تام في مواجهتها بعد احتلال القرم، وخاصة مع التقارب الشديد بين ترامب وبوتين!

الشاهد أن كل تصريحات ترامب، ونائبه مايك بنس، ومندوبته الجديدة في مجلس الأمن نيكي هالي تؤكد أن هناك خطط عسكرية أميركية بشأن سوريا في الأفق، خطط قال ترامب بخصوصها أنه لا “يريد الإفصاح عنها الآن”.

وحتى يفصح عنها؛ ليس أمامنا إلا التخمين والتحليل؛ والتقاط التصريحات والتسريبات، ومحاولة الربط بين توقيت المجزرة التي ركز عليه الإعلام الغربي بشكل غير معهود، وكذلك حدة التصريحات الرنانة من نوعية (مجزرة – إهانة للإنسانية – فضيحة- هجوم مريع – أفعال شنيعة” من ناحية، وبين وجود السيسي وعبد الله في أميركا من ناحية أخرى، ولقائهما ترامب، ولقائهما معا هناك!

وإذا ربطنا بين كل هذا وبين الحديث المتواتر عن نيتو عربي بمشاركة إسرائيل (التي انتقدت بالمناسبة أيضا استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري !!)، والمناورات التي تجري في الكويت الآن (حسم العقبان)بمشاركة خليجية وأميركية، وبين حديث السيسي عن “صفقة القرن”، فسيكون من السهل استنتاج أن ترامب يريد استنساخ في سوريا ما فعله بوش الأب في عاصفة الصحراء في العراق بعد اجتياح الكويت، حين دخلت قوات عربية بأوامر أميركية، وذريعتها ستكون بحجة حفظ الأمن وإنقاذ المدنيين، وهي خطوة مهمة لتمهيد الطريق أمام أي تسوية منتظرة للقضية الفلسطينية!

لا تستغربوا إذن إذا كثر الحديث عن قوات حفظ سلام في سوريا، أممية أو عربية، أو تدشين مرتقب للنيتو العربي الموعود، لتكون أول مهمة له التواجد في سوريا، فهذا عين ما فعله الغرب في يوغوسلافيا بعد مجازرها ضد المسلمين، والنتهى الأمر بتقسيمها وضياع يوغوسلافيا إلى الأبد، وهذا عين ما يراد لسوريا، وأهم بنوده دولة كردية في شمال سوريا تتلتحم لاحقا بدولة كردية في العراق تمضي قدما في الاستقلال الرسمي عبر الحديث الصاعد فجأة مؤخرا عن حق تقرير المصير ورفع علم الأكراد فوق المؤسسات الحكومية في كركوك! فهل تسكت تركياعلى ذلك وهي المقصودة من  التغيرات الجغرافية والديموجرافية في سوريا؟؟ لا أظن!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023