شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإيكونوميست: أبناء زايد يتجهون باليمن نحو التقسيم

الإيكونوميست: أبناء زايد يتجهون باليمن نحو التقسيم
من شُرفة قصره العلوي، يستطلع محافظ حضرموت اللواء أحمد بن بريك مدينة "المكلا"، عاصمة المحافظة. إنها ليست مملكته حتى الآن؛ ولكن بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي استولت في أبريل الماضي على الميناء في هجوم بري وبحري،

من شُرفة قصره العلوي، يستطلع محافظ حضرموت اللواء أحمد بن بريك مدينة “المكلا”، عاصمة المحافظة. إنها ليست مملكته حتى الآن؛ ولكن بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي استولت في أبريل الماضي على الميناء في هجوم بري وبحري، يبدو أن خريطة اليمن ستشهد الآن مزيدًا من التغيير. وفقًا لمجلة الإيكونوميست البريطانية. 

​وأضافت المجلة أنه عندما انسحبت الإمبراطورية البريطانية شكّل الاشتراكيون في الجنوب جمهوريتهم الخاصة وشرعوا في جعل التواصل مع الشماليين جريمة. واليوم، بعد 27 عامًا من الاتحاد، يحاول السياسيون بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة الانفصال مرة أخرى؛ لا سيما وأن “الإمارات” تولّت مسؤولية الجنوب كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية لإخراج قوات المتمردين الحوثيين. وبينما يقصف السعوديون من الجو، وضع الإماراتيون آلاف الجنود على الأرض، ودرّبوا ما يقرب من 30 ألف مقاتل يمني داخل البلاد وخارجها لمحاربة الحوثيين و”القاعدة” وضخوا ملياري دولار هناك.

يقول رياض ياسين، وزير الخارجية السابق وسفير اليمن لدى باريس، أثناء زيارة أجراها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة: “لن يخضع الجنوبيون مرة أخرى إلى سيطرة صنعاء في الشمال”.

كما أن الرئيس عبد ربه منصور هادي عيّن رسميًا جنرالًا من محافظة أبين الجنوبية يحكم جميع الأراضي؛ إلا أن علامات سلطته تكاد تكون معدومة في الجنوب كما هو الحال في الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون.

ولا يزال هادي يسيطر على البنك المركزي في البلاد، وقد أحبط تسليم حصة حضرموت من عائدات النفط اليمنية. وبالنسبة إلى هادي، فإن “عدن”، الواقعة على بعد 550 كم تجاه الغرب، تحدٍّ أكثر إلحاحًا. وفي أوائل صيف عام 2015، قاد الحرس الرئاسي الإماراتي المتمردين الشماليين الذين استولوا على معظم المدينة قبل أربعة أشهر، وبينما يسكن ابن هادي الآن القصر الرئاسي في عدن، يقضي هادي نفسه معظم وقته في المملكة العربية السعودية، وبقية المدينة خارج السيطرة.

وقُتل أكثر من 3700 شخص في معارك عدن منذ عام 2015، وفقًا لما ذكره الأطباء المحليون.

وعلى النقيض من شوارع المكلا المجهزة جيدًا والجدران البيضاء، تكثر القمامة والكتابة على الجدران، وتشعر عدن منذ فترة طويلة بالحنين إلى الماضي؛ حيث كانت عدن في الأزمنة الاستعمارية الميناء الرئيس في العالم العربي، وبه أول مصفاة، وخلال الحقبة السوفيتية تم حظر الممارسات الشمالية في المدينة؛ مثل مضغ القات والحجاب وتعدد الزوجات.

وحاول المواطنون تجميل المدينة، وبينما تبتهج طالبات المدارس بأجهزة الكمبيوتر الجديدة والفصول الدراسية التي وصلت حديثًا فإنهن يشعرن بالقلق من الوصول إلى المدرسة بأمان؛ لا سيّما في ظل انتشار عمليات الخطف وإطلاق النار والانفجارات. وقالت خلود موسى (19 عامًا) إن القصر الرئاسي ينبغي أن يكون المكان الأكثر أمانًا في عدن، وليس الأكثر خوفًا.

ويحافظ الانفصاليون الجنوبيون على النظام هناك، ويشعر بعض المسؤولين الآن بالثقة الكافية للتحرك حول عدن من دون حرس شخصي. ولكن، على الرغم من أن عَلَمَ جنوب اليمن هو الأكثر شيوعًا، يبدو أن القاعدة لا تزال حاضرة في جدران الأزقة؛ فبعد أن استعاد الإماراتيون المكتبة الوطنية في عدن فجّرها المتطرفون، واغتيل الحاكم السابق، ونجا الحالي من محاولات متعددة لاغتياله.

وانخفضت العملة اليمنية مقابل الدولار، وتستمر الأسعار في الارتفاع. وعلى الرغم من أن الاستثمار الإماراتي في المولدات الكهربائية يزيد على مائة مليون دولار، ازدادت حالات انقطاع التيار الكهربائي في معظم ساعات اليوم؛ لأن “هادي” يرفض دفع ثمن الوقود.

ويخشى المسؤولون، الذين يأملون أن تكون عدن نموذجًا لبقية اليمن، أن ينتهي ترك الجنوب بعدم الاستقرار، وهذا يجتاح شبه الجزيرة العربية بأكملها؛ فالآلاف من المقاتلين الذين تدربوا ذهبوا إلى ساحات القتال.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023