شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حرب ترامب على الإرهاب والتحالفات الخاطئة في السعودية

حرب ترامب على الإرهاب والتحالفات الخاطئة في السعودية
في مشهد وصفه النقاد "سينمائيًا"، وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك السعودي وعبدالفتاح السيسي أيديهم على كرة متوهجة، وقيل فيما بعد إن هذا المشهد جزء من التكريم للمركز الجديد الذي أنشئ في الرياض لمجابهة الأيديولوجيات

في مشهد وصفه النقاد “سينمائيًا”، وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك السعودي وعبدالفتاح السيسي أيديهم على كرة متوهجة، وقيل فيما بعد إن هذا المشهد جزء من التكريم للمركز الجديد الذي أنشئ في الرياض لمجابهة الأيديولوجيات المتسببة في الإرهاب، وقال محللون إنه يجب البحث عن جذور الإرهاب في المناطق التي بدأت فيها.

وبالعودة إلى تصرفات القيادات العربية نجد أنه في عام 2015 حكمت السعودية بجلد مدون ليبرالي بعد انتقاده المؤسسة الدينية، وفي مصر حُكم على مدونين بتهم شبيهة.

وحثّ الرئيس الأميركي قادة العالم الإسلامي، في خطابه بالرياض، على محو الإرهاب وإرسال أيديولوجيتهم الشريرة إلى طي النسيان، وأكد هؤلاء القادة أهمية هذه الدعوات، لكن تصرفاتهم تبدو عكس ذلك؛ فغالبًا ما تكون هناك أهداف مشتركة بينهم والمؤسسات الدينية التي يمتد دورها إلى ما هو أبعد من المسجد، كما أنها تتيح مساحة قليلة للتعبير عن المخالفة عن الدين.

على سبيل المثال، تدين كتب دراسية في السعودية الديانات الأخرى وتعتبرها فاسدة، ويتحدث رجال دين بشكل صريح ضد الطوائف غير السنية؛ على الرغم من وجود الشيعة في الدولة، خاصة في الشرق. بجانب أن القيود التي تضعها السعودية على المرأة، التي لا تستطيع القيادة، تجعل هذه الدولة تختلف عن دول العالم.

واعتبر شادي حامد، من معهد “بروكنيجز” في واشنطن، أن السعودية لا تعتبر المكان الصحيح ليُلقى فيه خطاب لتعزيز التسامح والتحضر؛ لأنها تعزز تفسيرًا صارمًا وقاسيًا للإسلام.

وانضم قادة خليجيوم إلى الجهود التي قادتها أميركا ضد الجماعات المتطرفة منذ أحداث 11 سبتمبر، التي كان معظم المتورطين فيها من السعودية، وعلى الرغم من أن هذه الجهود تضمنت في البداية تطبيقًا صارمًا للقانون بالداخل؛ أرسلت القوات الأميركية في السنوات الأخيرة الطائرات المحاربة لإطلاق القنابل على تنظيم الدولة، بجانب إنفاق ملايين الدولارات على مؤتمرات لتعزيز الحوار بين الأديان وبرامج إعادة التأهيل للأشخاص الذين كانوا منضمين إلى جماعات المليشيات في الخارج.

وأثناء لقاء يوم الأحد الماضي في زيارة ترامب، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنهم “في السعودية ليس لديهم تسامح نحو المتطرفين، وإذا رصدوا إمامًا ينشر الكره والعنف يُفصل؛ حيث فُصل الآلاف منهم”، وفق ما ذكره الجبير. 

إضاعة للوقت 

مثل هذه الجهود قُوّضت بالصراع في العراق وسوريا؛ حيث اعتبرت المليشيات التي تقاتل في هذه الحروب أن هناك حربًا بين السنة والشيعة، وفي الخليج يعزز رجال دين وجهة النظر نفسها في وسائل الإعلام. وأرسل سعوديون أثرياء أموالًا إلى جماعات متطرفة.

بعد عام من سقوط الموصل في أيدي تنظيم الدولة في يونيو 2014، أظهرت إيميلات مُرسلة بين هيلاري كلينتون وجون بوديستا، مستشار باراك أوباما حينها، أن أميركا تضغط على قطر والسعودية بسبب دعمهما المالي واللوجيستي للمقاتلين المتطرفين، وفقًا لـ”ويكيلكس”.

وفي مصر، تعتبر الأزمة الطائفية الأقل؛ ولكن القوات تُستخدم لقمع السياسيين الإسلامين، ما يخلق مجموعة جديدة من الأزمات. 

وتسببت حملة القمع ضد الإخوان المسلمين بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي إلى اختفاء معظم داعميهم؛ ما أدى إلى تزايد مخاوف بعودتهم بمزيد من العنف بعد غلق الطريق الانتخابي أمامهم، وبعدها زودت المليشيات الداعمة للتنظيم الإسلامي هجماتها ضد قوات الأمن والمسيحيين.

وقال حامد إن أفضل طريقة لقتال الإرهابيين ليست قتال أيديولوجيتهم؛ ولكن تقديم حلول للعوامل السياسية التي سمحت لها بالظهور، حيث يعتبر التركيز على الدين فقط إضاعة للوقت.

القيادة الفكرية

ووافق قادة الخليج على الحاجة إلى تسويات سياسية للصراعات، مثل الصراع السوري؛ ولكنهم سعوا إلى مساعدة رجال الدين في تقويض تنظيم الدولة وجماعة الإخوان، التي على الرغم من ارتباطها بالسياسة أكثر من العنف في السنوات الأخيرة؛ فإنها صُنّفت “إرهابية” في مصر والسعودية.

في السعودية، جعل التحالف غير المستقر أحيانًا بين القيادة السياسية والدينية المهمة أصعب، ويعود الأمر إلى القرن الثامن عشر عندما عقد اتفاقية بين آل سعود ورجل الدين الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي تسبب في دخول التفكير الوهابي الذي لا زال موجودًا حتى الآن في المملكة.

وقال كرمان بخاري، من جامعة جورج واشنطن، إن السعوديين لا يؤيدون داعش؛ لكن الأزمة تكمن في تنافس رجال دين سعوديين مع الجماعة على القيادة الفكرية للأيديولوجية التي تعزز التطرف.

وتحوّل الحكام السعوديون إلى الجانب المتحفظ بشكل أكبر في الماضي ردًا على التحديات الدينية؛ فبعد الحصار الذي حدث في مكة من المليشيات في 1979 حُظرت وسائل الترفيه العامة وأعطت السلطة لرجال الدين مزيدًا من السيطرة على المدارس والمحاكم والحياة الاجتماعية.

لم نفعل ما يكفي

وفي الوقت الحالي، يسير الأمير محمد بن سلمان بطريقة مختلفة تمامًا؛ حيث وضع خطة ورؤية تتضمنان في شِقهما الاقتصادي دخول استثمارات أجنبية في مجال الترفيه.

ويأمل سعوديون أن يصاحب التغييرات المحتملة تغيير في الكتب الدراسية، وقال رجل الدين المعتدل حسن المالكي في لقاء له إن مدارس المملكة بها ضرر، ومن الضروري إجراء إصلاح وتغيير في المناهج الدراسية.

وقال فهد ناظر، مستشار السفارة السعودية في واشنطن، إن “المسؤولين السعوديين قاموا بجهود كبيرة لإصلاح نظام التعليم”، ويرى أن حذف المواد التي تعزز من التشدد الديني عنصر أساسي في جهود الحكومة للتأكد من انصراف الشباب عن الجماعات الإرهابية.

ولا يعتبر المركز الذي أنشأ حديثًا في السعودية أولى محاولة من السعوديين لمواجهة الإرهاب عبر الإنترنت، ولكنه ضمن أول الجهود من حيث التمتع بدعم أميركي متجدد في ظل وجود ترامب. وقال مسؤولون أميركيون إنه يمكن تكرار هذه التجربة في كل مكان، بينما أخبر وزير الخارجية الأميركية وسائل الإعلام أنهم يتمنون تكرار هذه التجربة في إفريقيا، مشددًا على أن هذا المركز رائع وسيُطوّر أكثر. وقال عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، إن الإرهاب تزايد بسبب أن الأساليب المستخدمة لم تكن كافيه، ولم يقوموا باللازم لمواجهة الأيديولوجية المتطرفة. 

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023