شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

انعكاسات الأزمة الخليجية.. من مصالح قطر إلى مكاسب إيران

انعكاسات الأزمة الخليجية.. من مصالح قطر إلى مكاسب إيران
أن السعودية الخاسر الأكبر من الأزمة الراهنة؛ حيث تحاصرها إيران، كما أن السعودية فتحت جبهة مع قطر أقرب الدول وأشدها وفاءً لها، لافتًا إلى أن الأزمة ربما تؤدي إلى اصطفافات إقليمية ودولية ستكون السعودية الخاسر الأول والأخير منها

منذ اندلاع الأزمة الخليجية بإعلان ثلاث دول مقاطعة «قطر» وحصارها اقتصاديًا، أصبحت الساحة السياسية الخليجية مفتوحة على مصراعيها من جوانب عديدة؛ فانضمت دولٌ ضمن تحالفات متنوعة، فأوجدت تركيا لها دورًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا في الأزمة، وكذلك اتّسع حضور إيران الإقليمي على حساب أطرافها.

كما سعت دول أوروبية إلى اتّخاذ موقف بارز، منها ألمانيا وفرنسا، فضلًا عن الاتحاد الأوروبي بشكل عام؛ إلا أن مجريات الأحداث حتى الآن أبرزت رابحين وخاسرين إثر هذه الأزمة.

ويرى البعض أن إيران أبرز الرابحين، بما كسبته من حضور سياسي على المستوى الإقليمي إثر الحصار الثلاثي على قطر؛ خاصة في ظل الالتفات إلى ملفات أخرى كانت أولى بالاهتمام وأكثر حضورًا على الساحتين العربية والعالمية قبل هذا الحصار.

إيران و«إسرائيل»

قال محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمد بن خليفة بالدوحة، إن المستفيد الأول من هذه الأزمة المفتعلة بين دول الخليج «إيران»، والثاني «إسرائيل».

وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أن إيران دولة ذكية وأرادت استثمار الخلخلة التي حدثت في دول الخليج بسبب هذه الأزمة، معتبرًا أن الأزمة تساعدها على تبييض وجهها وإظهار نفسها على أنها تقف في صفّ خليجيٍّ مظلومٍ ضد خليجيٍّ ظالمٍ، كما أنها تريد إعادة تأهيل نفسها في المنطقة بعد أن كانت في مواجهة مع الجميع؛ وقد فتحت لها الأزمة أبوابًا جديدة للدخول في التحالفات الإقليمية. 

وقال إن إيران أصبحت المستفيد الأكبر بسبب هذه الأزمة ولم تعد الخطر الأكبر؛ حيث بدأت تدخل في المعادلة الخليجية.

خسارة السعودية

ورأى الشنقيطي أن السعودية الخاسر الأكبر من الأزمة الراهنة؛ حيث تحاصرها إيران، كما أن المملكة فتحت جبهة مع قطر أقرب الدول وأشدّها وفاءً لها، لافتًا إلى أن الأزمة ربما تؤدي إلى اصطفافات إقليمية ودولية ستكون السعودية الخاسر الأول والأخير منها.

وأعرب عن اعتقاده بأن قطر بعد الحصار لن تكون هي نفسها قبل الحصار، «وستبقى الجراح غائرة حتى ولو سُوّيت الأزمة التي تجاوزت الخلاف السياسي إلى مستوى من الإسفاف الإعلامي، وقطع الأرحام سيبقى في النفوس طويلًا».

تحالفات إقليمية ودولية

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت فيصل أبو صليب إن «كل الأطراف الخليجية خاسرة من هذه الأزمة غير المبررة»، ولأوّل مرة منذ قيام مجلس التعاون الخليجي عام 1981 تحدث أزمة بهذا الحجم.

وأوضح، في تصريحات تلفزيونية أيضًا، أن الفرق بين الأزمة الحالية والأزمات السابقة التي مر بها مجلس التعاون الخليجي أن الأزمات السابقة كانت بين القادة؛ لكن في الأزمة الحالية تأثّرت الشعوب سلبًا وحصل اصطفاف واستقطابات داخل مجلس التعاون سيخسر بسببهما كل الأطراف.

أطراف مستفيدة

وأضاف أن الأطراف الخارجية هي المستفيدة من هذه الأزمة، قائلًا إن كل الجهود كانت إبّان زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية موجهة لمواجهة التمدد الإيراني؛ لكن بعد مغادرته حصل تحوّل مفاجئ، ليس باستهداف إيران؛ ولكن باستهداف قطر، عضو مجلس التعاون والمشاركة في التحالف العربي في اليمن؛ وهذا ليس في المصلحة الاستراتيجية لدول الخليج.

وأكّد أن المستفيد الأول من الأزمة «إيران»، التي ستستفيد من التناقضات «الخليجية الخليجية» و«الخليجية العربية» لتحقيق أهدافها في المنطقة؛ عن طريق الانسجام والاندماج داخل معادلة الأمن الخليجي والعربي، كما أنها ستستفيد من الضغوط على قطر لوقف دعم حماس لاستقطابها مرة أخرى.

تغيير متوقع

وقال إن «الأزمة يمكن أن تؤدّي إلى تغيير التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة؛ بسبب الاستقطاب الحاصل، ويمكن ظهور تحالف إقليمي بين تركيا وإيران تنسجم معه قطر مستقبلًا إذا لم تُحلّ الأزمة، كما أن من بين الاحتمالات المطروحة انسحاب قطر من مجلس التعاون، وإذا حدث ذلك فنتيجته هزّة عنيفة للمجلس، خاصة السعودية؛ فالخاسر ليس قطر بالتحديد، لكن أيضًا السعودية».

ووصف قطر بأنها دولة «براجماتية» تستطيع تحقيق مصالحها دون الالتفات إلى انعكاسات المسائل النفسية والشخصية الناجمة عن الأزمة إذا حققت هذه المصالح، وهي قادرة على تجاوز الأزمة بشرط أن تُحلّ عن طريق الوساطة السلمية دون أن يكون هناك ضغط على أيّ دولة؛ لأن الأمر بمرور الوقت يكون في صالح المضغوط عليه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023