شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

احتمال انضمام قطر إلى المثلث «التركي الإيراني الروسي» بعد نهاية أزمتها

احتمال انضمام قطر إلى المثلث «التركي الإيراني الروسي» بعد نهاية أزمتها
يرى «أليكس» أن هذه الحقائق تلفت إلى أن قطر ليست معزولة، والتوترات بدأت في الهدوء التدريجي. ولكن، بصرف النظر عن نتائج هذه الأزمة؛ تعلّمت قطر درسًا هامًا: أن تنوّع حلفاءها ولا تعتمد على حلفاء تقليديين فقط.

اعتبر المحلل الدبلوماسي «أليكس جوركا» أن اتّهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقطر بتمويل الإرهاب يُمثّل تدخّلًا في الأزمة التي بدأت في الخامس من يونيو الماضي عندما قرّرت السعودية وحلفاؤها عزل الدوحة متهمين إياها بدعم إيران وجماعات المسلحة، وهو ما نفته قطر. 

بعد أيام من اتهامات ترامب لقطر، وقّعت الدوحة مع أميركا عقدًا لشراء 36 طائرة مقاتلة من نوع «إف 15»، تكلّفت قرابة 12 مليارًا، بين وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير قطر لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، الذي قال إن توقيع الاتفاقية يمثّل خطوة جديدة نحو تقوية العلاقات الدفاعية.

يوضح «أليكس» أن الاتفاقية ستساهم في خلق 60 ألف فرصة عمل في 42 دولة بأميركا، واعتبر أن الرسالة التي أوصلتها أميركا بعد هجوم ترامب على قطر أنها لا تواجه مشكلة في أزمة دعم الإرهاب ما دام ذلك سيفيد في صفقات الدفاع معها؛ وهو الذي يؤكّد بشكل عملي تصوّر «أميركا أولًا».

إضافة إلى ذلك، وصلت سفينتان بحريتان أميركيتان إلى الدوحة للمشاركة في التدريبات العسكرية مع البحرية القطرية في يوم توقيع الاتفاقية نفسه مع الدوحة.

دور تركي

ويضيف «أليكس» أن الرئيس التركي أردوغان انحاز إلى الجانب القطري في أزمته مع السعودية، وعرض التوسط لحل الأزمة؛ وفي الثامن من يونيو وافق البرلمان التركي على إرسال آلاف من قوات الجيش إلى قطر. 

في 14 يونيو، زار رئيس الوزراء التركي الدوحة ليظهر دعمه الدبلوماسي، ثم زار الكويت، التي أظهرت سعيها لحل الصراع. أما العراق فأبدى اعتراضًا على عزل قطر، وسافر رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى السعودية في 14 يونيو للحديث مع الجانب السعودي، وحاول العراق البقاء على الحياد مثل الكويت وعمان والمغرب.

درس هام

تسبّب الحصار على قطر في ردود أفعال عربية وعالمية؛ ففي 13 يونيو، وبعد حديثه مع وزير الخارجية الأميركية، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن العقوبات ضد قطر لم تصل إلى درجة العزل؛ فلا زالت المطارات والموانئ القطرية مفتوحة، بينما أكّدت قطر أن غلق وسائل النقل منها وإليها يعتبر حصارًا وليس مقاطعة.

في السياق نفسه، أعلن وزير الطيران المصري أن دولته ستسمح بمرور الطائرات غير المسجلة في قطر منها وإليها، ويعيش قرابة 350 ألف مصري في قطر. ورفضت باكستان الانضمام إلى التحالف السعودي ضد الدوحة. وبشأن ردود الفعل الأوروبية، ظهر قلقٌ بسبب استيرادها الغاز الطبيعي، ودعت إلى إنهاء الأزمة.

يرى «أليكس» أن هذه الحقائق تلفت إلى أن قطر ليست معزولة، والتوترات بدأت في الهدوء التدريجي. ولكن، بصرف النظر عن نتائج هذه الأزمة؛ تعلّمت قطر درسًا هامًا: أن تنوّع حلفاءها ولا تعتمد على حلفاء تقليديين فقط.

ازدياد نفوذ

بمجرد اندلاع الأزمة الخليجية تدخّلت روسيا للوساطة ولم تنحز إلى أيّ جانب؛ لتحسين موقفها كوسيط. واعتبر أليكس أن موسكو تمتلك أدوات تستطيع بها التأثير على الوضع، وهي في وضع جيد يتيح لها أن تصنع السلام من دون تدخّل مباشر في الصراع.

يلفت «أليكس» إلى أن قطر لديها نفوذ أقوى على الجماعات السورية المُسلّحة المعارِضة أكثر من السعودية ودول الخليج، وبانضمامها إلى جهود السلام «الروسية التركية الإيرانية» يمكنها أن تصبح طرفًا هامًا في المعركة السورية لتعزيز نفوذها في المنطقة مع تقلّص الهيمنة السعودية.

فيما يرى «أليكس» أن الانقسام بين دول مجلس التعاون الخليجي يلفت إلى أنه لا وجود لتحالف مناهض لإيران ولا حلف ناتو عربي؛ ولكنها مجرّد أحلام. وفي الوقت ذاته، يزداد نفوذ المثلث الإيراني التركي الروسي، الذي تتلاقى مصالحه مع قطر في أكثر من قضية؛ ومن المحتمل أن تنضم الدوحة إليه وتغيّر سياستها إذا استمرّت السعودية وحلفاؤها في الضغط عليها.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023