شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ما بعد معركة «الرقة».. وإمكانية خروج المشهد في الشرق السوري عن السيطرة

ما بعد معركة «الرقة».. وإمكانية خروج المشهد في الشرق السوري عن السيطرة
من سيحكم شرقي سوريا، أو يتحكم فيه، بعد طرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة؟ تساؤل يزداد إلحاحًا مع تقدّم «قوات سوريا الديمقراطية» في المدينة بدعم أميركي، وفي الوقت نفسه تحاول قوات النظام السوري بدعم حلفائها من الروس والإيرانيين

من سيحكم شرقي سوريا، أو يتحكم فيه، بعد طرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة؟ تساؤل يزداد إلحاحًا مع تقدّم «قوات سوريا الديمقراطية» في المدينة بدعم أميركي، وفي الوقت نفسه تحاول قوات النظام السوري بدعم حلفائها من الروس والإيرانيين التقدّم أيضًا في المنطقة.

وتزايدت نذر حدوث مواجهة بين التحالفات المتعارضة، خاصة بعد إسقاط الولايات المتحدة طائرة تابعة للنظام السوري قرب الرقة؛ ما أجّج التوتر في علاقات موسكو وواشنطن التي تشهد خلافات في أكثر من ملف دولي.

حلف أميركا والأكراد

يقول الدبلوماسي الروسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف إن روسيا ليست ضد حقوق الأكراد، لكن دون أن يعني ذلك تقسيم سوريا ولا أي دولة أخرى في المنطقة.

ويضيف في تصريحات تلفزيونية أن «أميركا تزوّد منظمات كردية بسلاح متطور، وخلف ذلك أيضًا دعم إسرائيلي، وتخوض اشتباكات مع الجيش السوري».

وأعاد التذكير بما قاله السفير الأميركي السابق في دمشق «روبرت فورد» إن اعتماد الأكراد على أميركا في تحقيق أحلامهم خطأ استراتيجي؛ فواشنطن بعد أن تستفيد منهم في محاربة تنظيم الدولة ستتركهم وحدهم يواجهون دول المنطقة.

جدارة الأكراد

من ناحيته، وردًا على سؤال بشأن ما تريده أميركا من الأكراد، قال كبير الباحثين بمركز التقدم الأميركي «هاردن لانغ» إنها تريد شريكًا في محاربة تنظيم الدولة، والأكراد أثبتوا جدارتهم في هذه المهمة.

لكنه تساءل إن كان سيحدث تصدّع في قوات سوريا الديمقراطية بعد انتهاء معركة الرقة، وهل ستخرج منها العناصر العربية. ويرى أن التعاون مع الأكراد سيستمر، قائلًا إنه من غير المتوقع أن يسيطر النظام السوري على هذه المنطقة الشاسعة في السنوات القليلة المقبلة.

مواجهة الحلفاء

وبشأن سيناريوهات المستقبل في ضوء تناقض مصالح موسكو وواشنطن في المنطقة، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية زياد ماجد إن المواجهة مستبعدة بين الروس والأميركيين، وممكنة بين حلفائهما.

ويضيف أن الساحة تشهد تبادل رسائل ميدانية وضغطًا متبادلًا بين القوتين؛ فأميركا تقود الحرب عبر المليشيات الكردية، وتراهن على قوى محسوبة على الجيش الحر للتقدم من البادية إلى البوكمال، لكن المليشيات الإيرانية كان لها دور بمحاصرتها وقطع الطريق بينها وبين بادية دير الزور.

ويلفت إلى البُعدين الروسي والإيراني وما لديهما من ثوابت أكثر من الأميركي «البراجماتي» الذي يريد حسمًا ميدانيًا دون البحث فيما بعد الرقة، دون إهمال تركيا التي تشعر بخيانة أميركا لها.

وينتهي إلى القول إن صراع «الهمجيات»، في مقدمتها همجية النظام، الذي يقع السوريون ضحيته، ينتظر معركة كبرى في دير الزور القريبة من الحدود العراقية.

رؤية للجارديان

وألمحت صحيفة الجارديان إلى الغياب الواضح لاستراتيجية أميركية متماسكة لمستقبل سوريا بعد سقوط تنظيم الدولة المتوقع في الرقة، وأن هذا الأمر لا ينبغي إغفاله؛ لأن الرئيس ترامب يُقدّم القليل من الرؤية، مفضلًا ترك جنرالاته لإدارة جدول الأعمال. 

ورأت أيضًا أن الوضع السوري المُعقّد يجب أن يُنظر إليه في ضوء إعادة الاصطفاف الإقليمي، كزيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي -الحليف الرئيس لإيران- إلى الرياض في محاولة لتعزيز المصالحة، وتخطيط السعودية و«إسرائيل» لمفاوضات تجارية، ومحاولات الدولة الخليجية لعزل قطر الداعمة لتحركات الربيع العربي، وموقف تركيا الداعم لقطر بعزمها على إجراء مناورات حربية مشتركة.

وأكدت الجارديان في افتتاحية لها منذ أيام أن هذه أوقات محفوفة بالمخاطر، وهناك حاجة ماسة إلى التفكير الفطن والرؤوس الهادئة من جميع الأطراف في سوريا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023