شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مع خسارة تنظيم الدولة أراضي في سوريا.. هل نشهد صراعات أخرى؟

مع خسارة تنظيم الدولة أراضي في سوريا.. هل نشهد صراعات أخرى؟
رغم احتمالية توتر الأوضاع بين الدولتين في الفترة المقبلة في ضوء الهجوم على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومشروع القانون المناهض لروسيا الذي يدفعه الكونجرس، إلا أن التوصّل إلى حلول في المنتديات المقبلة يمكن أن يساعد أميركا على

قال الخبير في قضايا الأمن الدولية «أندريا أكولوف» إنّ التحالف الذي تقوده أميركا في سوريا حاول منع عبور الخطوط الجوية التي وضعها الجيش الروسي؛ لتجنّب إمكانية أن تصبح هدفًا لنظام الصواريخ. 

في 18 يونيو، سدّد التحالف الذي تقوده أميركا قرابة 15 ضربة مدوية ضد أهدافٍ لتنظيم الدولة في مناطق «أبو كامل» على مقربة من الحدود العراقية، و«دير الزور» في شمال شرق سوريا، و«الرقة» في الشمال. ولكن، في اليوم التالي أطلقت قرابة 13 ضربة جوية في المناطق بمحيط الرقة فقط. ورسميًا، أكّد التحالف حقّه في القيام بالضربات في أي منطقة.

يضيف «أندريا»، في تحليله لصحيفة «ستراتجيك كالتشر»، أن هناك مناطق نفوذ عسكرية في سوريا أنشئت ويمكن أن تتحول إلى مناطق نفوذ سياسية؛ حيث تسيطر جماعات عربية سنية مُدرّبة على أيدي الأردن ومدعومة من أميركا على الجزء الجنوبي من سوريا على الحدود الأردنية، وعُزّزت مؤخرًا بأفراد من القوات الديمقراطية السورية.

تنتشر مناطق النفوذ السياسي على الأراضي السورية بعد تحكّم القوات التركية في الحزام الأمني الموجود في شمال سوريا، بينما تسيطر الحكومة السورية على شمال غرب الدولة بدعم من روسيا وإيران. ويسيطر تحالف القوات السورية الديمقراطية، الذي يقوده الأكراد العرب وتدعمهم أميركا، على مناطق في الرقة ودير الزور.

انضمت القاعدة الجوية بالطبقة الموجودة على بعد 45 كيلومترًا من الرقة إلى الأراضي ذات النفوذ السياسي بعد أن أصبحت معقلًا أميركيًا على أراضي الأكراد، وقالت تقارير حديثة إن أميركا والأكراد وقّعا اتفاقية تعاون عسكرية.

في 4 مايو الماضي اتفقت تركيا وروسيا وإيران على إنشاء مناطق آمنة؛ من بينها مقاطعة إدلب ومناطق باللاذقية وحما وحلب،  وشمال حمص، والغوطة بالقرب من دمشق، ومناطق بدرعا والقنيطرة؛ ونصّ الاتفاق على وقف الأعمال العدائية بين قوات الحكومة السورية والمسلحين.

يقول «أندريا» إنه مع تراجع تنظيم الدولة وتركه الأراضي التي احتلها ربما نشهد نزاعات وصراعات بين أطراف مشاركين في الأزمة السورية؛ وإذا حدث ذلك ستكون الجماعات المتطرفة المستفادة.

يرى «أندريا» أنه مع تصاعد التوتر تزايدت تناقضات المصالح والتنافس، ولكن لم يتحدث أيّ طرف عن أيّ أهداف لتقسيم سوريا، ولا تعتبر المناطق التي تقع في أيدي مختلف الأطراف كيانات حكومية مستقلة.

من المتوقع أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات بشأن الوضع السوري تقودها الأمم المتحدة في 10 يوليو القادم، وسيتحدّث الحاضرون عن اتفاقية المناطق الآمنة، وانتهت محادثات جينيف في 19 مايو بعد أربعة أيام لم يحدث فيهم أي تقدم ملحوظ.

في 19 يونيو قالت الخارجية الروسية والكازاخستانية إن المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران لنقاش المناطق الآمنة سيقام في أستانا في الرابع والخامس من يوليو، وهي جولة جديدة من المحادثات كانت ستقام في يونيو ولكن تأجلت بسبب احتياج الأطراف لوقت أطول لتحديد موقفهم بشكل واضح فيما يخص دورهم في الخطوات العملية لإنشاء المناطق الأمنة المتفق عليها في مايو.

اعتبر «أندريا» أن المناطق الآمنة أفضل اختيار للتقدّم بعيدًا عن متاهات الصراعات العسكرية، ويبدو أن الأطراف المشاركة في الصراع كانت تعلم ذلك؛ ولهذا السبب أجرت روسيا وأميركا محادثات سرية بشأنها في سوريا، والآن لديهما فرصة لنقاش الوضع على هامش اللقاءات القادمة.

يضيف «أندريا» أنه رغم احتمالية توتر الأوضاع بين الدولتين في الفترة المقبلة في ضوء الهجوم على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومشروع القانون المناهض لروسيا الذي يدفعه الكونجرس، إلا أن التوصّل إلى حلول في المنتديات المقبلة يمكن أن يساعد أميركا على تجاوز صراع غير مرغوب فيه مع روسيا أو إيران أو سوريا.

تجنُّبُ ترامب الدخول في صراع على الأراضي السورية يمثّل فرصة لتبديد التوترات وتعزيز شعبيته؛ وهو ما سيقدّره الكونجرس والشعب الأميركي. تحتاج الإدارة إلى التفكير بشكل عميق بشأن الاتفاقيات التي يمكن التوصّل إليها.

في تأكيد لرفض الدخول في نزاعات مختلفة، قال وزير الدفاع الأميركي إن الأهداف التي تسعى إليها روسيا وأميركا في سوريا لا تتضمن المواجهة. وفي تصريح جديد لوزارة الدفاع، أكّدت أن هدف التحالف الذي تقوده أميركا هو هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ولا ترغب أميركا في محاربة النظام السوري والروسي أو القوات الموالية للنظام؛ لكنها لن تتردد في الدفاع عن نفسها أو عن شركائها ضد أيّ تهديد.

مع خسارة تنظيم الدولة الأراضي التي يسيطر عليها، يمكن أن تتسبب الرغبة في السيطرة عليها في مواجهة؛ ومن الهام تجنّب الدخول في صراعات لا يمكن السيطرة عليها.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023