شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نيوز ويك: دعم أميركا للسعودية يضر بمصالحها في المنطقة

نيوز ويك: دعم أميركا للسعودية يضر بمصالحها في المنطقة
لا يجب تجاهل حقيقة أن الأيديولوجية التي تُلهم معظم الجماعات الإرهابية هي «الوهابية» التي تتبناها السعودية. لذا؛ بصرف النظر عن التحالف مع الرياض، يجب التخلّص من مصدر الكُرْه في العالم.

اعتبرت صحيفة «نيوز ويك» أن أزمة الخليج الأخيرة تعتبر الكبرى في المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى. 

ونشرت السعودية وحلفاؤها الجمعة الماضية قائمة تتضمن 13 مطلبًا واجب النفاذ من جانب قطر لإنهاء الأزمة التي بدأت في يونيو الماضي.

ففي الخامس من يونيو الماضي قرّرت السعودية والإمارات ومصر والبحرين اتّخاذ خطوة غير مسبوقة وقطع كل العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وغلق الحدود والخطوط الجوية والبرية معها.

تضيف الصحيفة أن مطالب التحالف الذي تقوده السعودية لا تقتصر على القمع المالي وغلق شبكة الجزيرة؛ بل يُقصد بها إخضاع قطر، موضحة أن المطالب وضعت لتكون الموافقة عليها مستحيلة.

وترى الصحيفة أن التحالف تجرّأ لاتخاذ هذه الخطوة بعد تعهّد ترامب بمواجهة الإرهاب أثناء خطابه في المؤتمر الذي عقد في الرياض. رغم ذلك؛ إلا أن الرئيس الأميركي ووزير خارجته اعترفا بخطأ هذه المطالب وحاولا إنهاء الحصار.

اعتبر المحللون الدوليون أن دوافع عزل قطر استندت إلى مجموعة من الأزمات المعقّدة التي تعتبر أكبر من السبب الظاهري وأعمق، وهو مزاعم دعم قطر للإرهاب.  

قال أستاذ العلاقات الدولية «جيمس دورسي» إن مطالب السعودية والإمارات ابتعدت كثيرًا عن دعوات وزارة الدفاع الأميركية، التي قالت إن شروط رفع الحصار الدبلوماسي والاقتصادي يجب أن تكون معقولة وقابلة للتنفيذ.

على العكس، يبدو أن السعودية وحلفاءها لا يسعيان بشروطهما للوصول إلى حلّ سلمي؛ ولكنهما يحاولان إلحاق تعويضات عقابية ومفتوحة في محاولة لإعاقة دولة صغيرة وقوية مثل قطر.

شدّدت الصحيفة على ضرورة استغلال أميركا زيارة وزير الخارجية القطري لواشنطن هذا الأسبوع لمحاولة إصلاح الأزمة قبل أن يزداد التصعيد، بجانب تجديد الجهود معها لمكافحة الإرهاب.

اعتبرت الصحيفة أن العواقب غير المقصودة لتركيز أميركا على الإرهاب في الخليج يمكن أن تجلب تغييرًا ضخمًا؛ لذا إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي ترغب في مواجهة الأزمة يجب عليها التصرّف الآن.

رأت الصحيفة أن وجود قطر ودعمها ضروريان لمكافحة الإرهاب؛ حيث تستضيف كبرى قاعدة جوية أميركية في المنطقة ويوجد بها 11 ألف جندي؛ ما يجعلها هامة لمواجهة تنظيم الدولة، واستخدم الموقع في 2016 لإطلاق هجمات في سوريا والعراق، وقبل ذلك كانت هامة للحملات الأميركية في أفغانستان.

يعتبر التعاون العسكري بين أميركا وقطر في أعلى مستوياته بعد توقيع اتفاقية لبيع مقاتلات «إف 15» بقيمة 12 مليار دولار بعد اتهام ترامب للدولة بدعم الإرهاب. إضافة إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي إن الحصار المفروض على قطر أعاق الحملة ضد تنظيم الدولة في المنطقة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجب عليه تبني نهج يوازن بين مصالحه العديدة في الخليج، بعد ترحيب السعودية بقدومه لكسر التوتر في العلاقات بين السعودية وأميركا التي حدثت أثناء فترة حكم أوباما ووقعت معهم صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، موضحة أن اتخاذ أميركا أيّ خطوة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى صراع في منطقةٍ شهدت تدخلًا غربيًا كبيرًا في التاريخ الحديث.

يجب أن تمثّل الأحداث الأخيرة تذكيرًا دائمًا بأن كل دولة في الشرق الأوسط تدعم أجندة معقدة تستند إلى مقولة «عدوّ عدوي صديقي»؛ على الرغم من أن السعودية ترى إيران تهديدًا عظيمًا لسيادتها، ويرى ترامب أن طهران تمثل تهديدًا؛ ولكن الدعم الكامل لسياسات السعودية يمكن أن يخاطر بمصالح أميركا.

لا يجب تجاهل حقيقة أن الأيديولوجية التي تُلهم معظم الجماعات الإرهابية هي «الوهابية» التي تتبناها السعودية. لذا؛ بصرف النظر عن التحالف مع الرياض، يجب التخلّص من مصدر الكُرْه في العالم.

اعتبر المتابعون للوضع أن النهاية الحتمية للأزمة الخليجية هي إما أن تخضع قطر إلى مطالب السعودية وتصبح دولة عميلة لها، أو ترفض الخضوع وتُطرد من مجلس التعاون وتنضم إلى إيران.

رأت الصحيفة أن الحل لهذا الوضع هو أن يُعقد مؤتمر دولي ينضم إليه خبراء قانون لفحص مزاعم تعزيز قطر للإرهاب، وإذا أدينت تُدعى إلى التعامل مع هذه الاتهامات بشكل واضح وشفاف.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023