شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدل إيست أي: تأثير الأزمة الخليجية على الجماعات المعارضة السورية

ميدل إيست أي: تأثير الأزمة الخليجية على الجماعات المعارضة السورية
إنّ الأزمة القطرية السعودية لم تؤثّر بشكل مباشر حتى الآن على الجماعات السورية، سواء عسكريًا أو سياسيًا؛ لأنه لم ينتصر أيّ جانب، موضحًا أن الدولتين لم تطلبا بشكل رسمي من الجماعات السورية اختيار جانب على حساب آخر.

رأت صحيفة «ميدل إيست أي» البريطانية أن الصراع الخليجي المستمر أدى إلى قلق بين المعارضين السوريين الذين يخشون أن تتسبب الأزمة في تعميق الانقسامات بين التحالف المناهض للنظام السوري؛ ما سيؤدي إلى إعاقة الجهود ضد بشار الأسد.

تعتبر السعودية وقطر، بجانب تركيا وأميركا، من أكثر الأطراف الداعمين؛ سواء من الناحية المالية أو الأسلحة للجماعات التي تقاتل لإسقاط نظام الأسد. لكنّ الدعم الخليجي لم يكن متناغمًا؛ بسبب تطوّر مناطق نفوذ قطرية وسعودية، وهو ما أدى إلى انقسامات وقتال داخلي بين الجماعات السورية ويهدد الصراع الخليجي الحالي بتطوّر الوضع بين الجماعات في سوريا.

تنافس قديم

تضيف الصحيفة أنه على مدار الستة أعوام الماضية استندت السعودية وقطر في دعمهما وتمويلهما للجماعات المعارضة السورية إلى أيديولوجية كلّ مجموعة. تذهب أموال قطر بشكل كبير إلى الجماعات الإسلامية، التي تختلف ما بين «إخوان مسلمين» وجماعات أكثر تحفّظًا مثل «أحرار الشام»؛ بينما تموّل السعودية جماعات أكثر اعتدالًا.

في مقابلة حديثة، اعترف رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جبر آل ثاني بوجود منافسة بين السعودية وقطر، وأعطى تفسيرات لذلك؛ حيث قال إنه عند تدخّل الدوحة في الصراع السوري أعطاها الجميع الضوء الأخضر للقيادة؛ بسبب رفض السعودية في هذا التوقيت قيادة الوضع. بعد ذلك، حدث تغيير في السياسات ولم تبلغهم السعودية برغبتها في تهميشهم، مضيفًا أن الوضع انتهى بتنافسهما.

رأت الصحيفة أن الجماعات المعارضة السورية تخشى أن يتسبب اختيارهم جانبًا في الأزمة الخليجية الحالية في تفريقهم وتقليل قدراتهم. كنتيجة لذلك، حاولت هذه الجماعات البقاء على الحياد؛ آملين أن تنتهي الأزمة دون أيّ أضرار، وامتنع معظمهم عن الخروج بأيّ تصريح يدعم جانبًا على حساب آخر.

قال الدبلوماسي السوري السابق «باسم باراباندي» إنّ الأزمة القطرية السعودية لم تؤثّر بشكل مباشر حتى الآن على الجماعات السورية، سواء عسكريًا أو سياسيًا؛ لأنه لم ينتصر أيّ جانب، موضحًا أن الدولتين لم تطلبا بشكل رسمي من الجماعات السورية اختيار جانب على حساب آخر.

رغم ذلك؛ إلا أن البعض يخشى أن يؤدي استمرار الصراع بين الدوحة والرياض في النهاية إلى إجبار الجماعات السورية على الانحياز إلى أحدهما.

يلفت «قائد معارض» في شمال سوريا، رفض ذكر اسمه، إلى أن هذا الصراع سيكون له تأثير ضخم على العلاقة بين الجماعات المسلحة السورية؛ لكن ذلك يعتمد على موعد نهاية الأزمة الخليجية، موضحًا أنها إذا استمرّت فترة طويلة سيضع ذلك ضغوطًا على الجماعات المختلفة للانحياز إلى طرفٍ. وفي حالة انتصار طرف منهما سيسعى إلى إضعاف الجماعات التي كانت تتبع الجانب الآخر.

إضعاف «المعارضين»

على غرار المنافسة السعودية القطرية التي أدت إلى صراع وقتال داخليين في سوريا، تخشى الجماعات المعارضة أن تتسبب الأزمة الخليجية في ظهور صراعات جديدة من شأنها إفادة النظام السوري وتحالف «تحرير الشام».

اعتبرت معظم الجماعات المعارضة أن «تحرير الشام»، التي تضم جبهة «فتح الشام»، تهديدًا وجوديًا كلما زادت قوتها وجذبت جماعات أخرى لها، وأدى ذلك إلى حماية نفسها من الهجمات الجوية الأميركية وزاد نفوذها على نفوذ الجماعات المتمرّدة الأخرى؛ وهو ما يقلّص من دور هذه الجماعات وقدرتها على التعاون مع الغرب.

أثناء الشهر الماضي، قُتل قرابة 95 شخصًا على الأقل في شرق الغوطة بالقرب من دمشق؛ نتيجة القتال بين «جيش الإسلام» الذي تدعمه السعودية و«فيلق الرحمن» الذي تدعمه قطر، وأدى الصراع بين الجماعتين لمدة عام إلى مساعدة النظام السوري على التقدّم في هذه المنطقة.

تضيف الصحيفة أننا -على الأغلب- لن نشهد قتالًا كبيرًا في الوقت الراهن. ولكنّ هجمات النظام السوري، بجانب عجز أيّ جانب من المعارضة عن الفوز بأيّ حرب، يعني أن مناوشات من حين لآخر مثل التي شهدناها في شرق الغوطة سوف تستمر. 

إضافة إلى ذلك، سيعيق هذا التوتر التعاون بين الجماعات المعارضة ويفيد أعداءهم؛ وهو ما اتّضح يوم 20 يونيو الماضي عندما رفض «فيلق الرحمن» عرضًا من «جيش الإسلام» لمساعدتهم ضد هجمة مستمرة من النظام السوري على المناطق المتواجدين بها.

يرى المحرر السياسي بموقع الميدان «عبيدة عامر» أنه رغم أن الأزمة الخليجية لم تؤدّ حتى الآن إلى صراعات مباشرة بين الجماعات المسلحة؛ إلا أنها ستزيد انقسام هذه الجماعات وضعفها، وهو ما سيعيق من تحركاتهم المشتركة ضد النظام؛ ما سيعطي تحالف «تحرير الشام» المساحة للمناورة واكتساب القوة.

انقسام الشمال والجنوب

أثناء فترة الحرب السورية، كان هناك انقسام واضح في النفوذ الجغرافي بين الداعمين الإقليميين للجماعات المعارضة؛ ومن المتوقّع أن يتسبب الصراع الخليجي في تعميق هذه الانقسامات.

ركّزت السعودية والإمارات والأردن على دعم الجماعات المعارضة في جنوب سوريا، بينما وجّهت قطر وتركيا دعمهما للجماعات في الشمال.

بجانب مخاوف المتمردين، أدت الأزمة الحالية إلى تقرّب القوات الكردية ناحية السعودية والإمارات؛ ما سيعقّد ديناميكية الصراع السوري. وفي خطوة غير مسبوقة، قال مسؤول كردي في أوائل يونيو تصريحات موالية للسعودية ومناهضة لقطر، في مقابلة نشرتها صحيفة «الرياض» السعودية، وبعدها بأسبوع نشرت الصحيفة نفسها مقابلة مع مسؤول كردي آخر ردّد التصريحات نفسها.

نتيجة لذلك؛ انتشرت شائعات باستخدام الإمارات والسعودية دعمهما للأكراد السورين للضغط على تركيا، التي تعد حليفة لقطر، وترى أنقرة أن القوات الكردية السورية تمثّل خطرًا قوميًا لها؛ بسبب ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني.

تضيف الصحيفة أنه نظرًا لطبيعة حروب الوكالة في الصراع السوري، فمن المؤكد أن الأزمة الخليجية ستؤثر على علاقة الجماعات المعارضة مع بعضها البعض؛ ولكن هذا التأثير يعتمد بشكل كبير على مدّة الصراع ونتيجته النهائية. حتى ذلك الوقت، من الأفضل أن تنتهج الجماعات المتمردة السورية نهجًا حياديًا.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023