شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محللون سياسيون: الكويت ستتأثر بشكل أكبر من أزمتها مع إيران

نشرت صحيفة «سبوتنيك» الروسية تحليلاً لعدد من السياسيين الإيرانيين في أعقاب الأزمة بين الكويت وإيران؛ ليوضحوا الطرف المتسبب في هذه الأزمة وأي الدولتين ستعاني أكثر جراء العواقب.

يذكر أن الكويت أرسلت رسالة دبلوماسية، الخميس الماضي، للسفارة الإيرانية تبلغها أنها ستغلق مكتبها العسكري والملحق الثقافي الإيراني بجانب ضرورة مغادرة 15 دبلوماسي إيراني من الدولة خلال 45 يوماً وهو ما يترك حوالي 4 دبلوماسيين إيرانيين فقط في الكويت.

وفي تعليقه على الأمر، قال وزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد المبارك آل صباح في بيان له: إن «هذا التحرك جاء وفقاً للمعايير الدبلوماسية وتماشياً مع اتفاقيات فيينا فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران».

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام فإن الكويت قامت بهذه التحركات بعد إدانة خلية العبدلي الإرهابي والتي تم اتهام أعضائها بالتواصل مع إيران وحزب الله في لبنان، وردت إيران على ذلك باستدعاء القائم بالأعمال الكويتي.

وفي الوقت الذي رفضت فيه إيران هذه الاتهامات، قالت أن الخطوات التي اتخذها المسؤولين الكويتيين مؤسفة حيث أن المنطقة تمر الآن بمرحلة حرجة.

الضغط السعودي

وفي مقابلة مع صحيفة «سبوتنيك» قال صباح زنكنة المبعوث الإيراني في مجلس التعاون الإسلامي والمستشار السابق لوزير الخارجية الإيراني: إن «تحركات الكويت جاءت بعد ضغوط سعودية».

حتى الآن لا تعلم السلطة الإيرانية بتفاصيل التحقيق الكويتي ولا التهم، ولم يسمح للممثلين القانونيين الإيرانيين أو الخبراء المستقلين بالاطلاع لدراسة القضية.

ويضيف «زنكنة» أن هذا التصعيد الكويتي لا أساس له، بل جاء لضغوط سعودية والتي لا تريد أن تتسامح مع الدول العربية مثل الكويت أو قطر فيما يخص علاقتهم الجيدة مع إيران، لذا مارست الرياض ضغوط قوية على السلطات الكويتية وعلى وسائل الإعلام الجماهيرية الخاصة بها.

وأوضح «زنكنة» أن الكويت حتى وقت قريب كانت تتبع سياسة خارجية منطقية ومتزنة، ولكنها وقعت تحت ضغط كبير من السعوديين، حيث كانت قطر أول المستهدفين ثم حان وقت الكويت.

ويشير السياسي الإيراني، إلى أن السعوديين لا يمكنهم التسامح مع دور الكويت الرئيسي لتهدئة الأزمة القطرية، وكذلك دورها في مفاوضات الأزمة اليمينة وأيضاً في قضية المراسلات الدبلوماسية مع إيران نيابة عن مجلس التعاون الخليجي، وعلى عكس قطر فإن الكويت يعتبر استقلالها أقل.

وفي تعليق منفصل على الأزمة، قال المحلل السياسي حسن هاني زادة والخبير في العلاقات العربية الإيرانية، إن «الكويت ستعاني من هذه الأزمة، في حين أن البيئة الاقتصادية لإيران لن تتأثر كثيراً».

يضيف زادة أن تحركات الكويت والتي تهدف إلى تقليل العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بدأتها السعودية وأمريكا خلال زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، والذي طالبهم بقطع علاقاتهم الدبلوماسية مع ايران أو على الأقل تقليل التعامل معها، موضحاً أن قطر كانت أولى الدول التي يتم معاقبتها لعدم الانصياع لهذه الأوامر.

يوضح زادة أن الكويت تعتبر دولة ذات كثافة سكانية منخفضة مقارنة بجيرانها، لذا فإنها تفضل عدم معارضة الضغوط السعودية والأمريكية، مضيفاً أن الخطورة تكمن في أن هذا التصعيد يمكن أن يزيد من التوتر في المنطقة بين طهران وباقي الدول العربية.

كما أكد المحلل السياسي، أن الكويت تمكنت خلال ثلاثين عاماً من الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران وتجنب أي عداء، في عام 1990 عند هجوم صدام حسين على الكويت، كانت السفارة الإيرانية في الكويت ملجأ لمئات من النساء ومن بينهم نساء وبنات الأمير الكويتي وأشقائه، في مواجهة القوات العراقي، وأرسلتهم مؤقتاً لإيران في سلام، مضيفاً أن السلطات الكويتية تناست هذه الواقعة وقامت باتهامات لا أساس لها ضد إيران.

ويوضح  أن الكويت ستكون هي الطرف الذي سيعاني من هذا التحرك، موضحاً أن ايران دولة قوية وستستطيع التغلب على الأزمة.

ويضيف «زادة» أن الكويت ليست أولوية بالنسبة للسياسية الخارجية الإيرانية لذا فإن تقليل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين لن يكون له أي أثار قوية على إيران.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023