شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ناشيونال بيزنس تايمز»: الجوع والنزاعات المسلحة والصراعات يقودون إلى «الجوع العالمي»

ذكر تقرير جديد صدر عن الأمم المتحدة أنّ الصراعات العنيفة في جميع أنحاء العالم وتغيّر المناخ وانعدام الأمن الغذائي نتج عنها تزايد في معدل «الجوع» العالمي، وكما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في جميع أنحاء العالم من 777 مليونًا في عام 2015 إلى 815 مليونًا في عام 2016؛ ما يمثل قرابة 11% من إجمالي سكان العالم، ووصف التقرير الزيادة بأنها الكبرى منذ عقد من الزمان، بحسب «إنترناشيونال بيزنس تايمز».

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، إنّ النزاعات هي المتسبب الرئيس في المجاعات في العالم اليوم؛ فسوريا واليمن من أبرز الدول التي سببت فيها النزاعات مجاعات، وتتصدر آسيا بعدد الأشخاص المتأثرين بالمجاعات، تليها إفريقا.

وأكّد «جوزيه غرازيانا دا سيلفا» المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، و«جيلبير انغبو» رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، و«ديفيد بيزلي» المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في المقدمة المشتركة للتقرير، أن «عدد النزاعات في العقد الماضي زاد بشكل كثير وأصبحت أكثر تعقيدًا وتداخلًا».

وقال برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية إنّ «ذلك دق أجراس الخطر التي لا يمكننا أن نتجاهلها، ولا يمكن أن نقضي على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية بحلول 2030 ما لم نعالج جميع العوامل التي تقوّض الأمن والغذاء والتغذية. كما أنّ ضمان وجود مجتمعات سلمية وشاملة لجميع الشرائح شرطٌ ضروريٌّ لتحقيق ذلك».

وقال التقرير إنّ آسيا تحتل المرتبة الأولى في عدد من يعانون من نقص التغذية، بـ520 مليون نسمة، تليها إفريقيا بـ243 مليون نسمة. وفي أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي لا يحصل 42 مليون شخص على الغذاء الكافي. وفي جميع أنحاء العالم، من بين 815 مليون شخص يعانون من نقص التغذية وجد أنّ 489 مليونًا منهم في المناطق المتضررة من النزاعات، ومن بين 155 مليون طفل يعانون من التقزم في العالم فإن 120 مليونًا منهم في مناطق الصراع.

وسلّط آخر استنتاجات الأمم المتحدة عن الجوع في العالم الضوء على التحديات من أجل العمل على وجود عالم خالٍ من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وهو هدف حددته خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بقيادة الأمم المتحدة، وتدعو فيها البلدان إلى إنهاء الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة بحلول عام 2030.

ومع أنّ المجاعة أصابت في وقت سابق من هذا العام أجزاء من جنوب السودان، فإنّ هناك خطرًا كبيرًا من احتمال تكرارها ثانية، كما ظهرت في مناطق أخرى متأثرة بالنزاع مثل «شمال شرق نيجيريا والصومال واليمن».

وقال التقرير إنّ «الصراع والحرب الأهلية قاسمان مشتركان في كل هذه الحالات، كما هو الحال في معظم الدول الأخرى التي تواجه أزمة غذائية». كما حدّدت منظمة الأغذية والزراعة 19 بلدًا تعاني من أزمات ممتدة، وتتأثر جميعها بالصراعات. وتتفاقم الظروف المعيشية هناك أيضًا بسبب الأحداث المناخية المعاكسة؛ مثل فترات الجفاف الطويلة، التي تؤثر بشدة على إنتاج الأغذية وسبل العيش.

كما أدى العنف في مناطق النزاع إلى تشريد الملايين من الناس، وهو ما يسلط التقرير الضوء عليه؛ مما تسبب في انعدام الأمن الغذائي في المجتمعات الموجودة فيها.

في حين نزح أكثر من ستة ملايين شخص داخليًا بسبب الحرب في سوريا، واضطر خمسة ملايين شخص آخر إلى الفرار. وفي عام 2016، كان أكثر من ملياري شخص يعيشون في بلدان متأثرة بالنزاعات.

وفي هذه البلدان، أصبح القضاء على الجوع حلمًا بعيد المنال. وأوضح التقرير أنّ «الصراع قد يسبب ركودًا اقتصاديًا عميقًا ويزيد من التضخم ويعرقل فرص العمل ويقوّض الموارد المالية للحماية الاجتماعية والرعاية الصحية؛ مما يضر بتوافر الأغذية وإمكانية الحصول عليها في الأسواق؛ وفي النهاية التأثير على الصحة العامة، كما أنه يقوّض القدرة على الصمود، وكثيرا ما يُجبِر الأفراد والأسر على الانخراط في استراتيجيات تكيف متزايدة لا رجعة فيها تهدد مستقبل سبل عيشهم وأمنهم الغذائي والتغذية».

وفي المدة ما بين 1990 و2015، تمكّنت البلدان التي تعاني من أزمة طويلة الأمد من خفض نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية بنسبة 26% فقط.

وفي «التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية 2017» الذي أعدته منظمة الأغذية والزراعة، كشف أن أكثر من 15.3 مليون شخص نزحوا بسبب ستٍّ من أسوأ الأزمات الغذائية الناجمة عن النزاع في عام 2016. والعدد الأقصى للأشخاص المتضررين بسبب انعدام الأمن الغذائي كان في اليمن، بـ17 مليون شخص، تلته سوريا بسبعة ملايين، وجنوب السودان 4.96 ملايين، وشمال شرق نيجريا 4.7 ملايين، والصومال 2.9 مليون، وبوروندي 2.3 مليون، وجمهورية إفريقيا الوسطى بمليونين.

وفي مقال نشره المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، تزامنًا مع مؤشر الجوع العالمي لعام 2015، فمن بين ما يقدر بـ780 ألف شخص توفوا في جميع أنحاء العالم بسبب العنف وآثاره المباشرة: قُتل في الأعوام بين 2004 و2009 قرابة 66% في أماكن غير النزاع «بسبب الجرائم»، و27% ماتوا بسبب الجوع والمرض والنزاع، وتوفي 7% فقط نتيجة مباشرة للحرب.

ولفت التقرير إلى الصلة القوية والمباشرة بين الجوع والنزاعات المسلحة؛ فالمجاعات اليوم ناجمة عن هذه النزاعات، إضافة إلى تفاقم الكوارث الطبيعية. وقال المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية إن النزاعات قد لا تفضي إلى المجاهات إذا كانت الاستجابات الإنسانية فعالة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023