شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ما هو الموقف الحقيقي لـ«إسرائيل» من المصالحة الفلسطينية؟

قيادات حماس مع الحكومة الفلسطينية في غزة

على الرغم من أن الانقسام في فلسطين يصب في مصلحة العدو في المقام الأول، إلا أن المصالحة التي تمت بين حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية التي تتزعمها حركة «فتح»، برعاية مصرية، جاءت على مرأى ومسمع من الاحتلال الإسرائيلي دون تعليق طوال فترة المفاوضات وحتى إتمامها، ما جعل كثيرا من التحاليل تتقول إنها جاءت بمباركة الاحتلال.

وأكدت وسائل الإعلام العبري، تلك الفرضية، بعد السماح  لوفود السلطة الفلسطينية ومنهم قيادات أمنية بالتوجه إلى قطاع غزة بحرية كاملة دون أن تعيق ذلك، حتى أنها سمحت لبعض قيادات فتح التنقل ما بين غزة والضفة عبر معبر إيرز (الخاضع للسيطرة الإسرائيلية شمال قطاع غزة) خلال الأعياد اليهودية، بحسب إيهود إيعارى محرر الشؤون العربية فى القناة الثانية الإسرائيلية.

شروط قبول المصالحة

كان أول تعقيب رسمي من الجانب الإسرائيلي على المصالحة الفلسطينية متأخرًا، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أن هناك ثلاثة شروط لقبول المصالحة الفلسطينية.

وقال نتنياهو في تصريح له، إنه من أجل أن يتفهم الجانب الإسرائيلي، هذه المصالحة، يتطلب من القائمون عليها ثلاثة أمور، وهي «اعترفوا بدولة إسرائيل، وقوموا بحل الجناح العسكري لحركة حماس، واقطعوا العلاقات مع إيران التي تدعو إلى إبادتنا وما إلى ذلك».

وردا على الشروط، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إنه يجب أولا الاعتراف بدولة في فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق نهائي

واعتبر عريقات أن تصريحات الجانب الإسرائيلي تساهم في إحباط المساعي الفلسطينية في تحقيق المصالحة الوطنية باعتبارها اللبنة الرئيسية التي يقوم على اساسها تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

مصالحة برعاية الاحتلال

ويرى دكتور القانون الدولي محمود رفعت رئيس المعهد الأوروبي للقانون والعلاقات الدولية، أن «المصالحة تمت بمظلة إسرائيلية واللواء خالد فوزي مدير المخابرات المصرية نفذ حرفيا ما أملاه الإسرائيليين ومحمد دحلان من شروط ».

وأوضح رفعت في تصريح لـ «رصد» أن الرعاية المصرية للمصالحة لم تكن من أجل الفلسطينيين، ولكن في إطار سعيها لإتمام «صفقة القرن» والتي تعتبر غزة عقبة في طريقها، وتمثل حلا لإسرائيل في قضية 5 مليون عربي تم تهجيرهم سنة 1948، بإيجاد «وطن بديل للاجئين الفلسطينيين بتمويل إماراتي».

وأشار رئيس المعهد الأوروبي للقانون والعلاقات الدولية إلى أن « محمود عباس لم يخرج عن الإطار الذي أملاه الإسرائيليون للمخابرات المصرية»، مضيفا أنه «للأسف قبلت حماس بالمصالحة، وهي تعتبر آخر الحصون المتبقية».

وأكد رفعت، أن الكرة الآن في ملعب حماس وهي التي تمثل صمام الأمان في المصالحة، لافتا إلى أن أمامها خياران « إما جعل المصالحة لفك أسر غزة الممتد منذ 11 سنة واما ستنساق لتنازلات أخرى من شأنها تسهيل صفقة القرن التي لو تمت ضاعت القضية الفلسطينية برمتها، فضلا عن سيناء، حيث سيكون لدى إسرائيل وثائق لا يمكن إلغاؤها مستقبلا، وبذلك تكون استطاعت أن تحوز عن طريق «محدودية عقل حكام أبوظبي» – على حد وصفه- ما لم تستطع نيله بكل حروبها».

لقاء بين هنية (رئيس المكتب السياسي لحماس) والحمد لله (رئيس الحكومة الفلسطينية) عقب المصالحة

ايجابيات المصالحة للاحتلال

وقال محلل الشؤون العربية في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، ايهود يعري، إن صمت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيجدور ليبرمان، حيال المصالحة، يدفع في اتجاه أن «إسرائيل اختارت أن تمنح مبادرة المصالحة بين فتح وحماس فرصة للنجاح».

ولفت الصحافي أساف غفور، محلل الشؤون الفلسطينية في موقع nrg اليميني والمقرب من نتنياهو، أن أهمية الصالحة بالنسبة لإسرائيل تكمن في رعاية مصر لها، حيث «تتحمل عمليا المسؤولية عن قطاع غزة».

ومن جهته لفت المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن تحقيق المصالحة بين السلطة و«حماس»، قد يفرض لجاما على سلوك حماس، وهذا من فضائلها بالنسبة لإسرائيل.

ولكن هرئيل، لفت أيضا إلى أن «إسرائيل تخشى أن تخفيف الضغط عن خلايا حماس في الضفة، من شأنه أن يسهل عليها تنفيذ عمليات ضد إسرائيل».

كتائب القسام


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023