شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نتيحة عام من القتال: حلب مدمّرة بالكامل وترقّب من السكان لإعادة البناء

جانب من حلب المدمرة

بعد عام من المعركة الدامية والشرسة التي دمّرت مدينة «حلب» السورية، لا يزال سكانها يكافحون من أجل التعافي. وقال عمال الإغاثة لـ«الجزيرة» إنّ مدينتهم -الشمالية الغربية- تحمل ندوبًا من الهجوم الذي قادته الحكومة العام الماضي، ويحتاج سكانها إلى المساعدة لاستعادة شعورهم الطبيعي بإنسانيتهم التي فُقدت.

وأضافت الشبكة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ قرابة ثلاثة آلاف مشرّد عادوا مؤخرًا إلى شرق المدينة منذ بداية عام 2017، وفقًا لما ذكرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وقالت «إنجي صدقي»، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنّ الوضع الإنساني يتحسن؛ لكن بشكل طفيف، غير أنّ هناك دمارًا كثيرًا لا يزال في المدينة؛ سواء في البنية التحتية أو منازل العائلات، وهناك أحياء مدمرة بالكامل، وأيضًا مخاوف من نقص الكهرباء والمياه النظيفة، ويعتمد سكّانٌ على المولدات الكهربائية، التي تكلف قرابة ثلاثة دولارات في الأسبوع لكل أمبير؛ وهو مبلغ من الصعب عليهم توفيره.

وتساعد منظمات الإغاثة في تلبية احتياجات السكان من المياه، لكنهم في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد المتواصل لتمكينهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية، كما تُقدّم وجبات يومية وإمدادات شتوية ومساعدات طبية، وجلسات تأهيل خاصة بـ«اضطرابات مع بعد الصدمة» التي أصابت بعضهم بسبب الحرب، ومحاولة إعادتهم إلى مستوى ما قبل الأزمة.

وقال «ماسيمو ديانا»، ممثل سوريا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إنّ الخدمات محدودة للغاية.

مخاوف أمنية

وقادت قوات الحكومة السورية، بدعم من الجماعات المتحالفة وروسيا، هجومًا كبيرًا لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شرق حلب قبل عام، في سبتمبر 2016. ومع اشتداد القتال في نوفمبر، دُمّرت الأبنية وقصفت المستشفيات والبنى التحتية للمدينة، وشُرّد أهلها.

وقُتل ما لايقل عن 463 مدنيًا، بينهم 62 طفلًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وبعد هجوم عسكري استمر شهرًا واحدًا، استعادت قوات الحكومة السورية «شرق حلب بالكامل»، في 22 ديسمبر 2016.

وبعد عام من المعركة القاتلة، قُصفت حلب مرة أخرى بشدة بطائرات حربية حكومية استهدفت المقاتلين المعارضين في الأسابيع الأخيرة، وقُتل أكثر من 60 شخصًا وجُرح العشرات في ثلاث غارات جوية على سوق مزدحم في مدينة عطارب في ريف حلب الأسبوع الماضي.

وقال «فاضل عبدالغني»، مؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «نعتقد أنّ أكبر تحدّ يواجهه السكان حاليًا انتشار الحواجز العسكرية في الأحياء الشرقية؛ بسبب الخوف من الاعتقال والاختفاء القسري».

وقال «أيمن الشيخ»، عمل جرّاحًا تابعًا للجمعية الطبية السورية في حلب أربع سنوات، إنّ الناس يريدون فقط إنهاء كل «القتل والتفجير والضربات الجوية». ويعمل حاليًا في إدلب بعد إجلائه من حلب، وقال: «إنهم مدنيون يريدون حقوقهم ومساواة وحرية فقط لا غير».

عودة الأمل

ويتطلع «مشروع حلب»، وهو تعاون مفتوح بين اللاجئين السوريين والطلاب والأكاديميين وخبراء السياسة، إلى المساعدة في إعادة البناء، وأجرى الفريق المكون من أربعة أعضاء، مقره في «بودابست»، مقابلات مع أكثر من ألف حلبيّ، سواء في الداخل أو في المنفى، عن علاقتهم بالمدينة والخبرات في الحرب والنزوح ورؤيتهم للمستقبل.

وقال «الحكيم شعار»، باحث في المشروع، إنه على الرغم من الفساد وانعدام الأمن والخدمات أحرز تقدمًا؛ ولكنّ التحدي الأكبر هو عودة السكان النازحين، مضيفًا أنه مع نظام شبه وظيفي، والخوف من الاضطهاد والابتزاز في نقاط التفتيش الأمنية يعرقل من عودة النازحين إلى ديارهم، كما أنّ كثيرًا من الأبنية والبنى التحتية لم يُعد بناؤها.

ومع ذلك، قالت «ديانا» إنه لا زال من المهم استعادة الأمل بين المدنيين وإعطاؤهم إحساسًا بأن «الأسوأ قد انتهى».

وأمضى «إياد طويل»، الذي درس القانون في جامعة حلب، عطلات عيد الفطر الأخيرة مع الأصدقاء والعائلة في حلب، وقال إنّ الاحتفالات «لا تتعلق بالمتعة؛ وإنما بالإغاثة»، مضيفًا أنّ الناس في حلب يعيشون لأنهم يحبون أن يعيشوا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023