شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون لـ«رصد»: الانقسامات تضرب الأحزاب العراقية والبرلمان محسوم للكتل الفاسدة

مجلس النواب العراقي

تنتظر الساحة العراقية، انتخابات برلمانية في 12 مايو المقبل، بـ 52 ألف مقر انتخابي بعموم مدن العراق. وصفها سياسيون بأنها إعادة انتاج نفس الوجوه والكتل، مع استمرار «الفشل»، السياسي والخدمي في كل القطاعات، مع توقعات بعزوف كامل عن المشاركة من الشعب العراقي، وسط انقسامات واستقطابات شديدة بالعراق، في ظل أزمات متعددة.

وحسب المفوضية العليا للانتخابات فإن عدد الأحزاب والشخصيات السياسية المسجلة للمشاركة في انتخابات عام 2018 قد وصل إلى 204 حزباً وشخصية سياسية، وهي أعداد تقل كثيرا عن الانتخابات السابقة، التي بلغت 277 في عام 2014، فيما شهدت انتخابات 2010 مشاركة 297.

وعلى الرغم من بدء العد التنازلي للانتخابات، إلا أنه لا يزال الجدل قائما حول شكل الحكومة المترتبة على الانتخابات، بين مؤيد لاستمرار نظام التوافق السياسي، ونظام المحاصصة، وبين مطالبا لتغيير النظام إلى الأغلبية السياسية.

ونظام المحاصصة، هو  تقسيم المناصب و السلطات حسب نسب المكونات الطائفية والاثنية للشعب العراقي، وهو ما يؤيده رئيس الوزراء حيدر العبادي رافضا تطبيق نظام الأغلبية السياسية، وفقال ما صرح به في 17 مارس الماضي.

انقسام داخل التكتلات الحزبية

وقال المحلل السياسي، الدكتور  فراس الزوبعي، إن الواقع الحزبي في العراق يختلف كثيرا عما سواه في الدول الأخرى فليست هناك حياة حزبية سياسية بمفهومها الصحيح، أي هناك حزب له أفكار ونظريات وبرنامج ويحاول تطبيق ما يعتقد إلا ما يخص حزبين أو ثلاث وحتى هذه الأحزاب التي كان لها تاريخ سياسي لم تعد تعتمد عليه .

وأوضح الزوبعي في تصريح لـ«رصد»، أن الكتل الانتخابية أو ما يطلق عليه «أحزابا سياسية» تتغير وتنشق على نفسها كل أربع سنوات أكثر من مرة لتعيد انتاج نفسها وتتمكن من خداع المواطن العراقي لينتخبها من جديد، وهذا ما يجرى خلال الاستعدادت لانتخابات 2018 المرتقبة.

وتختلف الخارطة الانتخابية لهذه الانتخابات عن ما قبلها، بسبب الزخم السياسي في العراق خلال الأربع سنوات الماضية،  فالأحزاب الشيعية انقسمت إلى أربعة تحالفات متصارعة بعد أن كانت تخوض الانتخابات تحت اسم «التحالف الوطني»، وهي «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي و«النصر» بزعامة العبادي و«الحكمة» بزعامة عمار الحكيم و»سائرون نحو الإصلاح» بزعامة مقتدى الصدر.

وبالنسبة للأحزاب السنية التي ستخوض الانتخابات في خمسة تحالفات أبرزها «الوطنية» بزعامة اياد علاوي و«القرار» بزعامة أسامة النجيفي، وكذلك مع الكرد الذين انقسموا بعد أزمة الاستفتاء على الانفصال والتي لا يزال صداها مؤثر على إقليم كردستان، وهما، «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«الديمقراطي الكردستاني».

ولفت الزوبعي إلى أن هذه الدورة تختلف عن سابقيها، في أن الأحزاب سابقا، كانت تستخدم المعممين (رجال المذهب الشيعي) للترويج لها وكذلك تقدمهم بصفة مرشحين للبرلمان وبعد أن تأكدت هذه الأحزاب والكتل من امتعاض الجمهور من رجال الدين حاولت استقطاب شريحة كبيرة من النساء آملين تغيير الوجوه بهم، مشيرا إلى أن الكتل الانتخابية تستخدم في الترويج للانتخابات شيوخ القبائل،  ولذلك نرى مقرات الشيوخ وبيوتهم أصبحت قبلة لهؤلاء المرشحين وكتلهم.

واعتبر المحلل السياسي، أن ما يجري الآن من تحالفات هي محاولة لإعادة إنتاج نفس الوجوه والكتل بمسميات أخرى مع عدم تقديم أي شيء ملموس للمواطن واستمرار الفشل السياسي والخدمي في كل القطاعات .. وتتخلل عملية التحالفات هذه عملية تسقيط واسعة لبعض الشخصيات وهذا ما اعتدنا عليه كل أربع سنوات.

ولم تصمد تلك الاحزاب على انقساماتها الحالية، فبدأ الإعلان عن الانسحابات، ففي 2 إبريل الجاري، انسحب رجل الأعمال العراقي، خميس الخنجر من السباق الانتخابي، بعد إعلان ترشحه في بغداد عن ائتلاف القرار .

الاستعداد للانتخابات

واعتبر الناشط السياسي محمد الكعبي، أن الانتخابات العراقية، هي «إعادة تدوير للنفايات»، و«خدعة كبيرة»، لان كل الذين يشاركون في الانتخابات من الاحزاب الإسلامية الطائفية، لا تؤمن بالديمقراطية، ولديها منهجية خاصة بها، وتتخذ من الانتخابات مدخل لتحقيق أهدافها.

وأوضح الكعبي، في تصريح لـ«رصد»، أن الأحزاب بوضعها الحالي، هي نتاج الاحتلال الأميركي للعراق، «وترعرعت في إيران واعادت العراق لوضع مأساوي كارثي».

ورفض الكعبي، إطلاق وصف «الأحزاب»، على التجمعات الحزبية بالعراق، ووصفهم بـ«العصابات أو المجاميع»، لافتا إلى أن الحزب له فلسفة وأهداف ومضمون، ويحققها لجماهيره .

ما شكل البرلمان القادم؟

وأشار الكعبي إلى أن كل الحكومات السابقة هي نتاج برلمانات سيئة تعبر عن حالة طائفية، وساعد خلالها البرلمان في تقطيع رؤس العراقيين، وتأجيج الصراع الطائفي، والعبث في مقدرات الشعب العراقي، والفساد.

واستدرك الكعبي بأن البرلمان القادم، محسوم نتائجه لصالح الحشد الشعبي، وللميلشيات والقتلة والإرهابيين، ولذلك المرحلة القادمة أسوء مرحلة في تاريخ العراق .

ولفت إلى أن مجرد الحديث عن الانتخابات أصبح مدعاة للسخرية، وهذا يدل على أن الشعب العراقي، رافض للعملية السياسية، وعازف عن المشاركة في الانتخابات، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن الشعب العراقي يعي من يحكمه اليوم.

ورأى الزوبعي، أن البرلمان القادم لا يستطيع ولن يستطيع التعبير عن آمال وطموحات الشعب، فالكتل الفاسدة والفاشلة هي نفسها موجودة والوجوه الجديدة ستكون محكومة لهذه الكتل، ولن يشغلها شيء إلا محاولة البحث عن فرض لكسب المال بأي طريقة.

وأضاف أنه «طالما بقي البرلمان يقدم امتيازات كبيرة لأعضائه سيكون من الصعب جدا أن نشهد تغيرا وبرلمانا يعبر عن الشعب».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023