شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبير نزاعات لـ«سي بي إس»: ترامب يفتقر لاستراتيجيات متماسكة.. ولسانه ورّط الجميع

نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدات صباح الأربعاء عن سوريا. وكثرة تغريداته عن السياسة الخارجية، خاصة السورية، تثبت آراء النقاد فيه بأنّه يريد إثبات أنه يمثّل كل شيء عندما يتعلق الأمر بخا؛ أو بمعنى أدق «الأنانية». فوعد بإطلاق سلسلة صواريخ ضد نظام بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائي على دوما، وأعلن قبل أسبوعين فقط عن خططه لسحب القوات الأميركية من الأراضي السورية؛ ما يكشف تخبّطًا في القرارات التي يتخذها.

هذا ما يراه الخبير في الشؤون الدولية والنزاعات «مات كوونغ» في مقاله بشبكة «سي بي إس» الأميركية وترجمته «شبكة رصد». وقال «جيم أركيفيس»، المحلل السابق في وزارة الدفاع لمكافحة الإرهاب، إنّ ما ينقص ترامب الافتقار إلى خطة أو هدف نهائي محدد؛ فهو لا يمتلك مبدأ محددًا أو عقيدة، ويفتقر أيضًا إلى الاتساق؛ وهذا التناقض غير الاستراتيجي يقود السياسة الأميركية نحو طريق مجهول.

وهدد ترامب روسيا بأنّ الصورايخ الأميركية قادمة قريبًا، في تغريدة منفصلة يوم الأربعاء. وقال الخبير في الشأن الروسي «ديفيد سزكوني» إنّ نغمته المتشددة تعيد التذكير بأساليب التفاوض العدوانية التي يحاول تكرارها دائمًا، ويمكن للرئيس الأميركي أن يتبع دبلوماسية تجبر الأطراف الأخرى على التنازل بدلًا من الدخول في صراع عسكري مباشر.

وأضاف أنّ تهديدات ترامب بشأن ضرب كوريا الشمالية يبدو أنها نغمة متبعة؛ ما يتسبب في حرائق ومشاحنات وتوترات لا داعي لها. ولم يكتفِ بذلك؛ بل أعلن حروبًا تجارية، مثل فرض تعريفة جديدة على الواردات الصينية لأميركا.

ونظرًا لأنّ ترامب أساسًا رجل أعمال، فحروبه التجارية تبدو أكثر فائدة لأميركا؛ واستطاع في المدة الماضية جلب مزيد من الصفقات والاتفاقيات لبلده، وهو ما يبرع فيه؛ مثلما حدث مع السعودية ومع الصين، مضيفًا أنّ «ترامب يمتلك غرائز تجارية».

لكن، لا يمكن استخدام القوة العسكرية دون التأكّد من جدواها؛ فالضربة الأميركية العام الماضي كانت منفصلة تمامًا عن أي خطة أو استراتيجية محددة، وإذا كنت ستسخدم القوة العسكرية عليك أن تعرف سبب قيامك بذلك وما تريده تحديدًا؛ فإعلان ترامب من قبل بأنّ مهام القوات الأميركية ستنتهي قريبًا، ثم تهديده مؤخرًا بضربة عسكرية، يتعارض مع أيّ استراتيجية أو خطة أو أهداف.

عواقب وخيمة

وحّذر ديفيد سزكوني من وقوع ترامب في خطأ متكرر؛ فاستعداء الروس والسوريين له عواقب وخيمة. وأكّدت روسيا استعدادها للدفاع عن نظام بشار وأنها ستسقط الصواريخ الأميركية وستقود هجمات تستهدف السفن والطائرات الأميركية.

وأضاف أنّ «هناك نقصًا في البحث ومحاولات التنبؤ بكيفية ردّ فعل الجانب الآخر على ذلك»؛ فالجانب الأميركي يستخدم التهديدات بكثرة، وهو أمر سيئ ويهدد بخطر التصعيد العسكري المباشر ذي العواقب الوخيمة؛ فالمتوقع احتمال حدوث سوء فهم وتشويش، خاصة مع اقتراب القوات الأميركية والروسية على الأرض في سوريا.

وتغريدة ترامب الثانية صباح اليوم المتعلقة بروسيا مثيرة للفزع، وأعادت التذكير بأجواء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأميركا؛ والوضع هذه المرة أصعب مع وجود هذا الكم الهائل من الأسلحة النووية لدى كل دولة.

وقال «هنري باركي»، المدير السابق لبرنامج الشرق الأوسط في مركز وودرو ويلسون بأميركا، إنّ الوضع ليس مخيفًا كما كان أيام الحرب الباردة؛ فلهجة ترامب الحادة ورد روسيا عليها قد تذكّر بذلك بالفعل، لكنّ الأمور لن تصل إلى ما كانت عليه في السابق.

ويتّفق المحللون على نطاق واسع على أنّ أميركا ملزمة بضرب سوريا مرة أخرى، ربما مع تحالف من الشركاء، ويرى «باركي» أنّ هناك شيئًا واحدًا مؤكدًا حاليًا، وهو ضربة أميركية على سوريا؛ لكن إذا لم يفعل ترامب شيئًا فسيضر بصورة أميركا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023