شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسي جزائري لـ«رصد»: لهذه الأسباب لا يصلح بوتفليقة لولاية خامسة

بوتفليقة يدلي بصوته في الانتخابات المحلية على كرسي متحرك

دعوات الحزب الحاكم في الجزائر تتجدد على فترات من أجل الدفع بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للترشح لولاية خامسة، متغاضية عن وضعه الصحي وسنه التي تعدت الـ81 عاما، في ظل غياب رؤية مستقبلية واضحة من المعارضة أو الحكومة.

مجددًا دعوة للترشح

جدّد حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، أمس السبت، وناشد بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية خامسة، على الرغم من حالته الصحية المتدهورة.

وقال جمال ولد عباس، الأمين العام للحزب الذي يرأسه بوتفليقة، في ولاية الجلفة: «هذه المناشدة هي من أجل الاستمرارية وبغية أن تكون البلاد في أمان ولفائدة الأجيال الصاعدة».

ولم تكن دعوة ولد عباس هي الأولى من نوعها؛ ففي 7 إبريل في اجتماع مغلق وجه دعوة لبوتفليقة من أجل الاستمرار في مهمته التي بدأها عام 1999، وهي دعوة أثارت الجدل حولها، خاصة أنها تلاها ظهور نادر للرئيس الجزائري في التاسع من الشهر نفسه، قام خلالها بتدشين خط جديد لمترو الأنفاق، وافتتح مسجد «كتشاوة» العتيق، بالعاصمة الجزائرية.

وفي 15 أبريل، أكد رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، أنه شخص سيكون جد سعيد في حال قرر الرئيس بوتفليقة مواصلة مسيرته كرئيس للجمهورية الجزائرية، وهذا بالنظر إلى الإنجازات التي حققها.

لهذا لا يصلح بوتفليقة

واعتبر الدبلوماسي الجزائري، محمد العربي زيتوت، أن تصريحات رئيس الحزب الحاكم، وظهور بوتفليقة الفترة السابقة خلال تدشينه أحد المساجد، هي إشارات غير رسمية إلى أنهم يحضرونه لمدة خامسة.

وقال زيتوت، في تصريح لـ«رصد»، إن الوضع في الجزائر مأساوي للغاية من جميع الجوانب؛ حيث تهوي في مشاكل لا حصر لها، وتعقيدات اقتصادية لا حصر لها، بعد انهيار أسعار البترول؛ حيث إنه السلعة الوحيدة التي تصدرها الجزائر بعد أكثر من 55 من الاستقلال، ويشكل البترول والغاز 99% من دخل البلاد».

واستنكر الدبلوماسي الجزائري السابق، ترشح بوتفليقة في ظل «استمرار أوضاع الجزائر يشيع فيها الفساد، ونهب الأموال وتهريبها للخارج، إضافة إلى ملايين العاطلين، والملايين لا يجدون إمكانيات للزواج، ومثلهم لا يجدون السكن، وهو مشابه للوضع في مصر، إلا أنه لا يظهر للعلن».

يذكر أن الدستور الجديد للجزائر الذي أقر في عام 2016، حدد الولايات الرئاسية باثنتين، بعد أن كانت قد ألغيت هذه المادة سنة 2008، وهو ما قد يبدو وكأنه عائق أمام ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، إلا أن خبراء أكدوا أن الدستور لا يطبق بأثر رجعي، ولذا سيتم احتساب الولاية الرابعة والتي تم إقرار الدستور خلالها وكأنها الولاية الأولى، ومن ثم يبقى أمام بوتفليقة ولاية ثانية يمكنه الترشح لها.

وأشار إلى الوضع الصحي المتدهور للرئيس الجزائري، مؤكدا أنه «لا يوجد في العالم أجمع رئيس يمر عليه أكثر من 71 شهرا، منذ آخر خطاب ألقاه لشعبه في 8 مايو 2012، حتى ظهوره الأيام الماضية، والذي تحدث فيه عن أن جيلهم انتهى دوره وسيسلمون الشعلة للشباب، ثم أصيب بجلطة دماغية، لا يمكنه التحدث أو التحرك، ويضعونه جثة محنطة على صدر الجزائر.

وأضاف أنه «للأسف نتجه لأوضاع أكثر مأساوية، وكلها بضعة أسابيع أو على الأكثر أشهر وتنفجر الأوضاع، ولا ندري لاي منحنى ستأخذنا؛ لأن حالات الغضب العارم التي تسود البلاد، والتي قد تتحول لفوضى، إذا لم تجد قوى تستطيع تحويل الانتفاضة إلى شيء إيجابي، وهي متشابهة لأوضاع المنطقة العربية، وكان من الممكن للجزائر أن تلعب دورا جيدا بالمنطقة إلا أن حكامها يصرون على أن يأخذوها مأخذ الهاوية».

 

لماذا يصر الحزب الحاكم على رشحه

أصيب الرئيس الجزائري بجلطة دماغية في 2013، أصبح بعدها مقعدا على كرسي متحرك ويجد صعوبة في الكلام، إلا أن تصريحات الحزب الحاكم تؤكد على أنه يصرون على أن يكون بوتفليقة رئيسا للجزائر حتى آخر عمره.

وعلق الإعلامي عمار عبدالحكيم، والباحث سام تادروس، على دعوات الترشح من خلال برنامج «سام وعمار» المذاع على قناة الحرة؛ حيث سخرا من تلك الدعوات، خاصة أنه في ترشحه للولاية الرابعة، انتقل على كرسي متحرك للجنة الاقتراع، كما أدى القسم بصعوبة بالغة.

وقال تادروس إن «الرئيس الجزائري متمسك بالكرسي لآخر يوم في عمره، أي أنه من الكرسي إلى القبر أو يصبح الكرسي قبرا»، مشيرا إلى أن دعوات الترشح تكشف مدى هشاشة الوضع في البلاد، فالمعارضة ليست قادرة على تقديم بديل، بل إن الحزب الحاكم نفسه ليس لديه بديلا عن بوتفليقة».

ومن جهته، اعتبر عبدالحكيم، أن استمرار ترشح بوتفليقة للرئاسة في ظل وضعه الصحي المتدهور هو التجسيد الحي لأسطورة «الموتى السائرون»، معتبرا نموذج الجزائر معبرا حقيقيا عن حالة الإفلاس السياسي في الوطن العربي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023