شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«واشنطن بوست»: سيناء تشهد أسوأ أزمة إنسانية.. والقوة الغاشمة «فشلت»

«الحرب جحيم، على المقاتلين وأيضًا للأشخاص الذين قادتهم الظروف ليكونوا في خضمّ الصراع». هذا ما بدأت به صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحيتها، مركّزة على الحملة العسكرية للجيش المصري في سيناء تحت مسمى «العملية العسكرية الشاملة.. سيناء 2018»؛ وبدأها عبدالفتاح السيسي قبيل الانتخابات الرئاسية الصورية التي فاز فيها، واعدًا بالقضاء على المسلّحين في غضون ثلاثة أشهر.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الحملة لم تأتِ بالنتائج المرجوة؛ فبالإضافة إلى فشلها، زادت من بؤس سكان شمال سيناء ومعاناتهم، وأصبحت المحافظة مسرح هجمات حاليًا ضد مقاتلي «تنظيم الدولة»، وأُغلقت منذ أسابيع؛ ما أسهم في تفاقم الأزمات الإنسانية داخلها، مع تضاؤل الإمدادات الغذائية والأدوية والوقود، وغيرها من الأساسيات.

وطالبت الصحيفةُ السلطات المصرية بضرورة تجنّب معاقبة أهالي شمال سيناء؛ خاصة أنّهم لا ذنب لهم في المعركة الدائرة هناك.

توسّع «تنظيم الدولة»

وبعد هجوم نوفمبر الماضي على مسجد بلال بقرية الروضة في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، طالب السيسي القوات المسلحة باستخدام «القوة الغاشمة» ضدّ «الإرهابيين». وقال ناجون إنّ المهاجمين كانوا تابعين لتنظيم الدولة، حاملين أعلام التنظيم ومردّدين عبارة «الله أكبر».

ويقاتل «تنظيم الدولة» في سيناء منذ نحو خمس سنوات بعد انقلاب عبدالفتاح السيسي في يوليو 2013، وازدادت وتيرة الأعمال الإرهابية في سيناء وطالت جميع المحافظات المصرية، بما فيها العاصمة «القاهرة»، وثانية كبرى مدنها «الإسكندرية».

وتعهّد السيسي مرارًا وتكرارًا بإلحاق الهزيمة بـ«تنظيم الدولة»، واستخدم في سبيل ذلك كلّ إمكانيات القوات المسلحة من قوات برية وجوية وبحرية. وبالرغم من كل ما فعله؛ ما زال «الإرهاب» نشطًا في شمال سيناء، وتمكّن «الإرهابيون» مؤخرًا من استهداف دوائر تابعة للقوات المسلحة، قتل فيها ثمانية مجنّدين، وبعد أيام قليلة اعترفت مصر بأنّ قاده «تنظيم الدولة»، أو «أنصار بيت المقدس» المتعهدون بالولاء لأبي بكر البغدادي.

حصار أهالي سيناء

وحذّر تقريرٌ أصدرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» أواخر الشهر الماضي من حصار المدنيين في شمال سيناء ومواجهتهم نقصًا في الاحتياجات الأساسية؛ إذ تعزلهم الحواجز الأمنية عن البر الرئيس لمصر، ولا يُسمح بدخول المحافظة أو الخروج منها.

وأكّد التقرير أنّ الأسواق أصبحت قاحلة، ونفد الوقود من محطات البنزين، وانقطعت خطوط الهواتف، وتواجه المستشفيات والصيدليات هناك نقصًا حادًا في الأدوية. وتقول الصحيفة إنّ معظم سكان شمال سيناء من البدو، وعلى مدار عقود هُمّشتهم الحكومات المصرية المتعاقبة.

وقالت المنظمة إنّ ما يزيد من سوء الأوضاع «جهل العالم بما يحدث داخل شمال سيناء؛ بعد أن قطع الجيش الطرق أمام دخول الصحفيين والمراسلين، مكتفيصا فقط بالبيانات المقتضبة وغير الموثّقة التي ينشرها المتحدث باسمه على صفحته في فيس بوك».

وأكّد التقرير أنّ معظم المعلومات تؤخذ من الفيديوهات والصور والمعلومات التي يتداولها سكان شمال سيناء بين حينٍ وآخر عن الأوضاع داخل محافظاتهم وما يواجهونه من صعوبات معيشية؛ وكان السكان الأكثر تضررًا في «الشيخ زويد» ورفح المصرية، الواقعة على الحدود مع قطاع غزة؛ وأجلي معظم سكانها في محاولة سابقة لهدم أنفاق غزة على طول الحدود مع مصر.

وأكّدت مصادر أنه بعد نشر تقرير «هيومن رايتس ووتش» زادت الحكومة المصرية من الطعام في الأسواق، وسمحت لمئات من المدنيين بمغادرة سيناء، ولا يزال السكان في المنطقة الشرقية يواجهون ظروفًا قاسية؛ إذ يستمر انقطاع الكهرباء والمياه لأيام متتالية.

وطالبت «واشنطن بوست» بضرورة سماح السلطات المصرية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحافظة، وأن تهتم الحملة العسكرية بتجنّب قتل الأبرياء عن طرق الخطأ أو قصدًا، مؤكّدة أنّ أسوأ استراتيجية يمكن مواجهة الإرهاب بها هي «القوة الغاشمة» التي ينتهجها السيسي حاليًا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023