شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

التنافس بالدم.. الاغتيالات تتصاعد في العراق قبيل الانتخابات البرلمانية

انتخابات العراق - أرشيفية

أيام قليلة تفصل العراق عن أول انتخابات له بعد إعلان الحكومة هزيمة تنظيم الدولة، نهاية العام الماضي، ولكن يبدو أن الاستحقاق الانتخابي لن يمر بصورة سلسة؛ فخلال شهر ومنذ انطلاق الدعاية الانتخابية للمرشحين، ظهرت منافسة من نوع آخر بعيدة عن البرامج الانتخابية واللافتات، بل استخدمت جهات مجهولة الأسلحة في ردع مرشحين عن استكمال مسيرتهم الانتخابية، لتطول ما يقرب من 15 مرشحا بين قتيل ومصاب، وناجٍ.

مسلسل النزيف العراقي

ذكرت وسائل إعلام محلية، أن «مسلحين مجهولين اغتالوا، فجر الإثنين، المرشح فاروق الجبوري عن القائمة الوطنية. وقد اغتيل طعنا بالسكاكين في قرية اللزاكة جنوبي الموصل»، ما يرفع المستهدفين من الاغتيالات إلى 15 شخصية خلال شهر بين قتيل ومحاولات فاشلة.

وفي سابقة، أعلن تنظيم الدولة، مسؤوليته عن اغتيال مرشح للانتخابات البرلمانية العراقية؛ حيث إنه على مدار شهر كامل لم تخرج أي جهة تتبنى عمليات القتل في العراق والتي تسبق الانتخابات البرلمانية.

والجبوري رابع مرشح يلقى مصرعه بعد مقتل 3 مرشحين اثنان منهم من كركوك ومرشحة أخرى في الأنبار، فيما نجا 4 آخرون في بغداد والبصرة وكركوك.

وقال زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، في بيان له، إن «الجريمة النكراء تأتي ضمن مسلسل ممنهج، وأن العملية الانتخابية والسياسية بوجود هذه الفوضى وصلت إلى مستوى متدنٍ من الابتذال والحملات المشبوهة التي تقوم على الرياء والكذب، وصولا إلى عمليات الاستهداف المتكررة».

ودعا علاوي القوات الأمنية إلى «تحمل مسؤولياتها في حماية أبناء شعبنا والتصدي بحزم لمحاولات عصابات الإرهاب والتطرف وإفشال مخططاتها الإجرامية».

وليس الجبوري الشخصية الأولى التي تفقد حياتها، قبيل الانتخابات، بل سبقه عدد من الشخصيات وباختلاف التوقيت والوسيلة التي قضوا بها حياتهم، فهم يشتركون في ترشحهم للانتخابات العراقية، فنجم الحسناوي، مرشح «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، سقط خلال نزاع عشائري تبعه إطلاق نار، ما تسبب في مقتله.

ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات التشريعية في العراق 12 مايو، وانطلقت الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات البرلمانية في 14 إبريل.

قُتل مرشح ينتمي لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، في حادث سير في محافظة واسط، وذلك في 14 إبريل الماضي، كما لقي المرشح عن محافظة بغداد، المحامي ياسين مجيد اللهيبي، حتفه؛ بعد إصابته بسكتة قلبية، منذ أكثر من أسبوع؛ إثر مشاجرة نشبت بينه وبين شقيق المرشحة عن ائتلاف الوطنية إيناس عودة اللهيبي.

وتسلل انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا إلى مقر حزب الحل وفجر نفسه خلال تجمع في حضور المرشحة زينب عبدالحميد الهيتي، ما أسفر عن إصابتها، بينما نجا المرشح عن ائتلاف جبهة تركمان كركوك، أنور فخري كريم، بعد تعرض سيارته لهجوم من قبل مسلحين، ومثله المرشح عن جبهة تركمان كركوك، عمار كهية، بعد أن نجا من عملية اغتيال بقنبلة محلية الصنع.

وأطلق مسلحون مجهولون النار على المرشح عن تحالف سائرون، أنور علي الكعبي، أثناء مروره في أحد الأحياء، ولكن لم يصبه أذى، إضافة إلى عدد آخر من المرشحين أعلنوا تعرضهم لمحاولات اغتيالات فاشلة.

وحسب المفوضية العليا للانتخابات، فإن عدد الأحزاب والشخصيات السياسية المسجلة للمشاركة في انتخابات عام 2018 قد وصل إلى 88 قائمة انتخابية، و205 كيانات سياسية، و27 تحالفا انتخابيا، وهي أعداد تقل كثيرا عن الانتخابات السابقة، التي بلغت 277 حزبا وقائمة في عام 2014، فيما شهدت انتخابات 2010 مشاركة 297.

من يقف وراءها واهدافه

وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة، خاصة بعد إعلان مسؤوليته عن الحادثة الأخيرة، وسبق وأن توعد في تسجيل صوتي في أبريل الماضي باستهداف مراكز الاقتراع والناخبين خلال الانتخابات البرلمانية المقررة في العراق في 12 مايو الجاري.

وفي رسالة صوتية على تطبيق «تليجرام»، توجه المتحدث باسم التنظيم، أبو حسن المهاجر، إلى السنة لثنيهم عن المشاركة.

وقال إن «حكومة الحشد الرافضي الإيراني في العراق مقبلة على ما يسمونه انتخابات، فكل من يسعى في قيامها بالمعونة والمساعدة فهو متول لها ولأهلها، وحكمه كحكم الداعين إليها والظاهرين إليها».

وأضاف المهاجر «إنا نحذركم يا أهل السنة في العراق، من تولي هؤلاء القوم (…) وإن مراكز الانتخاب ومن فيها هدف لأسيافنا. فابتعدوا عنها واجتنبوا السير بقربها».

والانتخابات البرلمانية العراقية 2018 هي الأولى التي تجرى في البلاد بعد هزيمة تنظيم الدولة، نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011، والرابعة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

ويرى عضو اللجنة الأمنية النيابية، محمد الكربولي، أن هذه العمليات الهدف منها إرهاب الجميع مع قرب موعد الانتخابات، مطالبا بتكثيف الجهود الأمنية والاستخبارية للحد من عمليات اغتيال مرشحي الانتخابات لترهيب المرشحين والناخبين.

وأشار «الكربولي»، في تصريحات، إلى أن «العصابات الإرهابية قد تنشط في هذه الفترة ولا سيما أن هذه العصابات توعدت باستهداف العملية الانتخابية والديمقراطية في العراق».

ومن جهته، قال صباح الساعدي، النائب السابق والمرشح عن تحالف سائرون في تصريحات صحفية: «إن الاغتيالات الأخيرة التي حدثت في البلاد هي «تصفيات سياسية ورسائل إلى كتل معينة». لافتا إلى أن 3 مرشحين من كتلته تعرضوا إلى محاولات اغتيال.

وأكد الساعدي على أن «رسائل المستهدفين قد وصلت ولن نتراجع عن الإصلاح».

وعلق المحلل السياسي، ياسر الزعاترة، وقال: «البلد الوحيد في العالم الذي يجري فيه اغتيال المرشحين للانتخابات هو العراق في ظل سطوة مليشيات سليماني. 4 مرشحين قتلوا حتى الآن!! هذه ديمقراطية أميركا التي دفعت مقابلها 7 تريليونات دولار، حسب ترامب، ويريد استعادتها من العرب!!!».

وفي المقابل، يرى سياسيون أن ائتلاف الفتح الذي يضم فصائل وشخصيات من الحشد الشعبي، مسؤول عن التهديدات والعمليات التي يتعرض لها المرشحون، واتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، بأن قيادات الحشد تحاول تهديده تكرارا.

وكشف ملابسات مقتل رئيس الدائرة المالية في الحشد، وقال إنه أتى بعد تعاونه مع الحكومة في كشف الفاسدين داخل المليشيات، ممن يقومون بسرقة رواتب المنتسبين.

وائتلاف الفتح هو تحالف سياسي عراقي أنشئ من قبل هادي العامري في عام 2018، من أجل الدخول به في الانتخابات العراقية بعد أن انسحب العامري من ائتلاف النصر الذي يرأسه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

ويضم الائتلاف كلًا من كتلة بدر برئاسة هادي العامري، وعصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي، والمجلس الاعلى، وتجمع العدالة والوحدة برئاسة عامر الفايز، وتجمع عراق المستقبل برئاسة إبراهيم بحر العلوم، وحركة الوفاء والتغيير برئاسة إسكندر وتوت، بالإضافة إلى العديد من فصائل الحشد الشعبي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023