شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

برلماني تركي لـ«ميدل إيست آي»: أوباما خرق الاتفاق النووي الإيراني قبل ترامب

الرئيسان الأميركيان: السابق باراك أوباما والحالي دونالد ترامب

افتقر رئيسا أميركا «السابق باراك أوباما» و«الحالي دونالد ترامب» إلى النظرة الجيوسياسية للمنطقة، ولم يستطيعا وضع تصوّر لأزماتها المستقبلية؛ ما ضاعفها. كما إنّ التداعيات الكارثية للصفقة النووي الإيرانية تمتد إلى الشراكات والاتفاقات عبر دول العالم أجمع، خاصة المتورطة فيها أميركا؛ وأضرّت بالشراكات المتعددة الأطراف التي أدّت فيها أدوارًا رائدة، من حلف الناتو إلى اتفاقيتي التجارة الحرة لأميركا الشمالية وباريس المناخية؛ ما ينذر بنشوب حرب عالمية ثالثة.

هذا ما يراه عضو البرلمان التركي «طه أوزهان» في مقاله بصحيفة «ميدل إيست آي» وترجمته «شبكة رصد»، مضيفًا أنّ ترامب أيضًا يفكّر بشكل غير عقلاني، ساعيًا إلى تنفيذ وعوده الشعبوية التي قدّمها أثناء حملته الانتخابية؛ لكنها ذات عواقب جيوسياسية واقتصادية خطيرة.

وبنظرة عابرة على المواضيع الرئيسة في الأجندة السياسية العالمية وكيفية عملها، مثال الأزمة المالية في 2008 والكساد السياسي في الألفية الجديدة؛ نجد أنّ العالم يتحوّل الآن نحو العدمية السياسية، وبتنا نشهد عناوين مثل «هل يموت الديمقراطيون؟ هل نهاية النظام الليبرالي أوشكت؟».

وعلى مستوى أميركا وخطواتها وما ستضيفه لهذه المعادلة الهشّة، فقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي ستكون له تداعيات هامة على الشرق الأوسط والعالم في السنوات المقبلة غير المذكورة من قبل، وبالرغم من أنّ الرئيس الأميركي كافح لتقديم مبررات مقنعة للانسحاب؛ فأوباما أوّل من خرق الاتفاقية، كيف؟

الاتفاق القديم معيب

في مايو 2010، أقنعت تركيا والبرازيل إيران بالتعاون مع المجتمع الدولي في مجال الطاقة النووية؛ عبر سنّ اتفاق نووي، وشجعت إدارة أوباما بدورها هذه الدول على أداء هذا الدور. وبمجرد صياغة اتفاقٍ رفضته أميركا؛ بل وطلبت من الدول صاحبة الاقتراح التصويت ضد إيران في مجلس الأمن والموافقة على فرض عقوبات عليها؛ وكان هناك تمهيد للاتفاق الأخير في 2015.

وبالرغم من الاختلاف السطحي بين دوافع ترامب وأوباما، وبقراءة متأنية للمشهد، نجد أنّ هناك أرضية مشتركة: فالاثنان يعانيان من غياب واضح للتفاهم الجيوسياسي؛ فلا أوباما ولا ترامب يمتلكان هذا البعد.

وحينما غضب أوباما من اتفاق 2010، اتخذ قراره بالانسحاب من العراق في العالم التالي، ثم ثورات الربيع العربي، وعلق أوباما حينها آماله على أن الديمقراطية التي بدأت تغزو الشرق الأوسط ستفعل مثل إيران؛ لكنّ هذه الديمقراطية قُضي عليها، ونبذ المجتمع الدولي إيران، ثم نشأ «تنظيم الدولة» واندلعت الحرب الأهلية في سوريا؛ وتحوّلت إلى مشكلة عالمية.

ولن يقتصر أثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي على إيران؛ بل سيتحوّل إلى أزمة إقليمية.

الدور الإسرائيلي

برفضه اتفاق 2010 وعقده اتفاق 2015، لم يقدّم أوباما أي رؤى جيوسياسية جديدة للمنطقة؛ إنما اقتصرها على الطاقة النووية وخفض التسلح المحتمل. وافتقاره للرؤية الجيوسياسية جعله أسير الصفقة الإيرانية، ولم يقف على التحول الإقليمي الأوسع الحادث، أو الذي بدأ يحدث في المنطقة؛ وهو قصر النظر الذي ورثه منه ترامب أيضًا.

لكنّ المختلف في ترامب أنه أسهم في إحداث أزمات جديدة في المنطقة، بالاشتراك مع «إسرائيل»، بل وفي أوروبا وآسيا أيضًا؛ وانسحب من الاتفاق النووي بعد أيام من إثارة رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو» ادعاءاته بشأن طموحات إيران النووية على غرار ما حدث في 2002 عندما قال: «لا شك على الإطلاق في أن صدام حسين يعمل على تطوير أسلحة نووية».

وإصرار الإدارة الأميركية على منظورها الجيوسياسي الحالي الخاص بالشرق الأوسط وروؤيتها الحالية، وإيمانها فقط برؤية نتنياهو، أمر غير قابل للاستدامة؛ فتكلفة إنكار أي اتفاق دولي ستسبب مشكلة عالمية، خاصة إذا كانت صاحبة الخطوة دولة كأميركا.

http://www.middleeasteye.net/columns/iran-nuclear-exit-highlights-trump-s-geopolitical-blindness-1455137430



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023