شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مسؤول بالبيت الأبيض يكشف عن مقاومة صامتة داخل إدارة ترامب

قال أحد المسؤولين في البيت الأبيض، أن هناك مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب يعملون على تعطيل أجزاء من برنامجه بهدف حماية الولايات المتحدة.

وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كاتب المقال هو مسؤول كبير في إدارة ترامب، ورفضت الإفصاح عن اسمه ومنصبه لعدم فقدانه منصبه.

وكشف كاتب المقال عن ما أسماه بـ«همسات مبكرة» بين مسؤولين في إدارة ترامب لاتخاذ خطوات لإزاحته عن الرئاسة، مؤكدًا أن هناك مسارا آخر تعمل فيه بقية الإدارة.

وأشار إلى أن أساس المشكلة هو انعدام المسؤولية الأخلاقية لدى ترامب، وافتقاره لأي مبادئ واضحة توجه قراراته.

من جانب آخر، علق ترامب على المقال ووصفه بأنه «مقال أجوف»، ووصف الصحيفة ناشرة المقال بـ«الفاشلة».

وكان قد نشر ترامب تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» من كلمة واحدة: «خيانة؟».

وكتب ترامب في تغريدة أخرى، قائلًا: «إذا كان الشخص المجهول الأجوف له وجود فعلا فيتعين على التايمز، لأغراض تتعلق بالأمن القومي، أن تحيله أو تحيلها إلى الحكومة فورا!».

وجاء نص المقال الذي نشرته نيويورك تايمز و ترجمه موقع  «عربي21»، كالتالي:

بدأ الكاتب بالقول إن «الموضوع ليس مقتصرًا على أن المحقق الخاص أخذ بعدًا كبيرًا، أو أن البلد منقسم بمرارة حول قيادة ترامب، ولا حتى حول احتمال خسارة حزبه في الكونغرس لمعارضة تصر على سقوطه».

وتابع بأن «المعضلة التي لا يدركها تمامًا، هي أن كثيرًا من المسؤولين الكبار في إدارته يعملون بجد من الداخل لإحباط أجزاء من برنامجه وأسوأ ما يميل إليه»، مشيرًا إلى أنه يعلم ذلك لأنه أحد أولئك المسؤولين.

وعن أولئك الذين يتحدث عنهم في إدارة ترامب، قال المسؤول هؤلاء عملهم ليس عمل «المقاومة» الشعبية التي يقوم بها اليسار ذاته، بل هم يريدون للإدارة أن تنجح.

وأكمل الكاتب بالقول أن هؤلاء يعتقدون أن مسؤوليتهم الأولى هي تجاه بلدهم، وأن الرئيس لا يزال يتصرف بأسلوب يضر بالجمهورية، متابعًا :«لذلك تعهد العديد ممن وظفهم ترامب بالقيام بكل ما في وسعهم للحفاظ على المؤسسات الديمقراطية، وإحباط القرارات المتهورة لترامب حتى تنتهي رئاسته».

وألمح المسؤول إلى أن أساس المشكلة ما أسماه بـ «لا أخلاقية الرئيس»، موضحًا «كل من عمل مع الرئيس يعلم أنه ليس مرتبطا بأي مبادئ ملموسة توجه عملية اتخاذ القرار لديه».

ويقول الكاتب إنه «بالرغم من انتخاب الرئيس بصفته جمهوريًا، إلا أنه لا يظهر الكثير من حبه للأفكار التي لطالما تبناها المحافظون، وهي عقول حرة وأسواق حرة وشعب حر، ففي أفضل أحواله تذرع الرئيس بها في خطاباته المكتوبة، وفي أسوأ أحواله هاجمها تماما».

وألمح إلى أن توجهات ترامب العفوية بشكل عام معارضة للتجارة ومعادية للديمقراطية، إضافة إلى تسويقه لفكرة أن الصحافة هي «عدو الشعب».

وقال أيضًا المسؤول، إنه لا يريد أن يُفهم بشكل خاطئ، فـ«هناك الكثير من الجوانب الإيجابية في الإدارة، التي لا يراها الإعلام بسبب انشغاله في التغطية السلبية للإدارة، مثل رفع القيود (بالذات على استخدام الطاقة) والإصلاحات الضريبية التاريخية، ومؤسسة عسكرية أكثر قوة وغير ذلك».

وأكمل أن «هذه النجاحات جاءت رغم أسلوب قيادة ترامب، التي تتسم بالتهور والخصومة والتفاهة وعدم الفعالية».

وأكد المسؤول في مقاله أن كبار المسؤولين من البيت الأبيض إلى الوزارات والوكالات التنفيذية يعترفون سرا بعدم تصديقهم لما يقوله ويفعله الرئيس، ويحاول معظمهم عزل أعمالهم عن نزواته.

ويقول المسؤول إن «الرئيس ينحرف عن الموضوع خلال الاجتماعات، ويقوم بتكرار الشكوى من أمور هو غير راض عنها، واندفاعه يؤدي إلى نتائج غير ناضجة، ولم تتم الاستشارة حولها بشكل جيد، وأحيانا قرارات متهورة يجب التراجع عنها».

وأكد المسؤول أنه «لولا وجود جنود مجهولين في البيت الأبيض وحوله لكانت تصرفاته العشوائية أكثر بعثا على القلق» موضحًا «إن بعض مستشاريه صنفهم الإعلام على أنهم أشرار، لكن من يعرف الحقيقة يعلم أنهم يحاولون جهدهم لإبقاء القرارات السيئة حبيسة الجناح الغربي، لكنهم لا ينجحون دائما».

كما أوضح بالقول أن «الرئيس يظهر تفضيله للمستبدين والديكتاتوريين، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أن، ولا يهتم كثيرا بالعلاقات التي تربطنا بدول مثلنا».

ويقول المسؤول إن «المراقب الذكي يرى أن هناك مسارا آخر تعمل فيه بقية الإدارة، حيث تعاقب دولا مثل روسيا لتدخلها في شؤوننا الداخلية، وحلفاء أميركا حول العالم يعاملون على أنهم نظراء ولا تتم السخرية منهم باعتبارهم منافسين».

ويبين الكاتب أنه “فيما يتعلق بروسيا مثلا فإن الرئيس كان مترددا في طرد ذلك العدد الكبير من جواسيس بوتين؛ عقوبة على تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، واشتكى لأسابيع كيف اضطره كبار المسؤولين إلى الدخول في مواجهة إضافية مع روسيا، وأعرب عن إحباطه من أن أميركا لا تزال تفرض عقوبات على روسيا، لكن عناصر فريق الأمن القومي يعلمون أن عليهم فعل ذلك لإبقاء موسكو تحت المساءلة”.

ويشير المسؤول إلى أن هذا ليس هو فعل الدولة العميقة، بل فعل الدولة الثابتة، ويقول بأنه كان هناك تهامس في الحكومة على تطبيق التعديل رقم 25 من الدستور، الذي يؤذن ببداية عملية معقدة لعزل الرئيس، لكن لم يرد أحد أن يتسبب بأزمة دستورية؛ ولذلك “سنعمل ما بوسعنا لتوجيه الإدارة في الاتجاه الصحيح حتى ينتهي هذا الوضع بشكل أو بآخر.

ويرى الكاتب أن القلق الأكبر هو «ليس ما فعله ترامب للرئاسة، لكن ما سمحنا له، نحن الشعب، بأن يفعل بنا، لقد هبطنا معه إلى مستويات دنيا، وسمحنا لخطابنا أن يجرد من الأخلاق».

ويقول المسؤول إن «السيناتور جون ماكين قال ذلك بأفضل ما يكون في رسالة الوداع، فعلى الأميركيين أن يستجيبوا لكلماته، ويخلصوا أنفسهم من مصيدة القبلية، حيث يكون هدفنا الأسمى هو التوحد من خلال القيم المشتركة والحب لهذا البلد العظيم».

وأضاف: «لم يعد السيناتور ماكين بيننا.. لكنه سيبقى قدوة لنا، وهو النجم الهادئ لإعادة الشرف للحياة العامة ولحوارنا الوطني، قد يخشى ترامب مثل هؤلاء الرجال الشرفاء، لكن علينا أن نحترمهم».

واختتم المسؤول المقال بالقول: «هناك مقاومة صامتة داخل الإدارة من أناس وضعوا البلد أولا، لكن التغيير الحقيقي يمكن أن يحققه المواطنون العاديون بالتعالي عن السياسة، ومد الأيدي من الجانبين، والسعي للتخلي عن التسميات لصالح تسمية واحدة: أميركيون».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023