شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في درب النحاسين.. أنامل ذهبية تحارب من أجل البقاء

في درب النحاسين.. أنامل ذهبية تحارب من أجل البقاء
ما أن تطأ بقدمك شارع المعز في القاهرة، إلا وتشعر أنك سافرت عبر الزمن، لتعود بالماضي إلى عصر الدولة الفاطمية، حيث المساجد والقباب والبيوت القديمة، .

ما أن تطأ بقدمك شارع المعز في القاهرة، إلا وتشعر أنك سافرت عبر الزمن، لتعود بالماضي إلى عصر الدولة الفاطمية، حيث المساجد والقباب والبيوت القديمة، .

هذا الشارع العتيق، الذي يعود تاريخه إلى العام 969 ليس زاخراً فقط بالأثار والمعالم، على جانبي الشارع تجد الكثير من المهن، منهم من يبيع الأنتيكات للسائحين، ومنهم من ينشد التواشيح الدينية أو من يرتزق بنثره للبخور فى دكاكينش الشارع.

أيضاُ، كنزاً كبيراً يحويه هذا الشارع، لن يعرف قيمته إلا أصحاب الذوق الرفيع، والفن الأصيل، فعلى جانبي الشارع تجد أصحاب الحرف من دقاقين النحاس وهم من يطلق عيهم “النحاسين”.

درب النحاسين

إلى هنا، فأنت في قلب درب النحاسين،  حيث تسمع أصوات الطًرق على النحاس والأواني، تطرب أذنك، وبلمعانها تبرق عينك، وتسلب عقلك دقة صنيعها.

ويرجع سبب تسمية هذه المنطقة بحي النحاسين، إلى أن تجار النحاس منذ العصر الفاطمي كانوا يتمركزون فيه لبيع وتصنيع أواني المطبخ والنجف وقدر الفول وصواني الطعام وأباريق المياه ومستلزمات المقاهي، والكثير من قطع الديكور المتنوعة ذات الاستخدامات المتعددة في القصور والبيوت ودور العبادة.

وتعتمد مهنة النحاس، على الدقة والمهارة والذوق الرفيع بالإضافة إلى قوة الملاحظة في جميع مراحل التصنيع، بالإضافة إلى حب المهنة والصبر عليها.

مزار للسياح 

كما تًعد منطقة النحاسين، من أهم المناطق السياحية الجاذبة للسياح في الماضي القريب، ويحرص الزائرين على اقتناء القطع الفنية من النحاس، بالإضافة إلى المشغولات الموسمية مثل الفوانيس النحاسية والتي تنتنشر أكثر قبيل شهر رمضان المبارك،

لم يعد حال الشارع كما هو الحال عليه قديماً، فهذه المهنة التي لاقت رواجاً في الماضي، تدهور حالها ، حيث كانت قديمًا تحرص الفتاة على أن يكون أغلب جهاز عرسها، من أواني المطبخ واحتياجات المنزل من النحاس الأصفر، لكي تتباهى به أمام أهل الزوج، ومع تغير الزمان، أصبحت البدائل الحديثة تحل محل تلك العادات، مما أثر سلباً على الحرفة.

كما أرجع الحرفيين زيادة تدهور حالهم، في أعقاب ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، بسبب الانتكاسة في أوضاع السياحة، حتى أصبح البيع مقصوراً على بيع بعض القطع الفنية للمصريين.

وعلى الرغم من الحال الذي وصلت إليه المهنة، مازال بعض الحرفيين صامدون من أجل تقديم الفن الراقي، الذي لا يزال مصدر إبهار للعالم. 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023