شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بين التحريم والتأييد.. حصار قطر يتسبب في فتنة بين المؤسسات الدينية

بين التحريم والتأييد.. حصار قطر يتسبب في فتنة بين المؤسسات الدينية
جاء حصار دولة قطر من جانب محور المقاطعة بزعامة السعودية ليتسبب في فتنة بين المؤسسات الدينية ما بين المؤيد والمعارض حيث رفض قرابة مائة عالم الحصار بينما أيدته مؤسسات دينية معروفة بولائها لسلطة بلادها.
جاء حصار دولة قطر من جانب محور المقاطعة بزعامة السعودية ليتسبب في فتنة بين المؤسسات الدينية  ما بين المؤيد والمعارض حيث رفض قرابة مائة عالم الحصار بينما أيدته مؤسسات دينية  معروفة بولائها لسلطة بلادها.

الحصار الظالم

فمن جانبها أعلنت “رابطة علماء السنة” من إسطنبول، مؤخرا رفضها للحصار الظالم الذي فرضتْهُ بعضُ الدولِ العربيةِ على دولةِ قطر، دونَ بيِّنةٍ واضحةٍ، ودونَ ذريعةٍ مستساغةٍ شرعًا ولا عقلاً حسب الرابطة التي  قال علمائها إن هذا حصارٌ محرَّمٌ شرعًا.

وأكدت الرابطة علي أن المشاركةُ في هذا الحصار لا تجوزُ بأيِّ وجهٍ من الوجوه؛ مشيرة إلى أن الضررِ بالإنسان – فضلا عن شعبٍ كامل – بلا سببٍ شرعيٍّ حقيقيٍّ هو مما حرَّمتْهُ الشريعةُ في نصوصِها المتواترةِ تحريمًا قطعيًا.

وفي البيان الذي وقع عليه 91 عالما-أمس السبت، أكد علي أنَّ هذا الحصارَ وتأييدَه هو من بابِ موالاةِ أعداءِ المِلَّةِ والأُمّةِ، ومعاداةِ اللهِ ورسولِه والمؤمنين.

وطالب الموقِّعون على البيان برفعِ هذا الحِصارِ الظالمِ؛ مؤكدين أن مثل هذه السياساتِ الظالمةِ ستَزيد من الآثارِ الكارثيةِ بانتشارِ الفتنِ والاضطراباتِ في المنطقةِ، ومضاعفةِ الإحباطِ لدى الشبابِ وفِقدانِ ثقتهِ في أي أملٍ.

واعتبر العلماء أن البياناتُ التي أيَّدتْ الحصارَ والقطيعةَ الصادرةُ عن الأزهرِ، ورابطةِ العالمِ الإسلامي، ومنتدى تعزيز السلم، وغيرِها! لا تمتُّ إلى الفقهِ والشريعةِ بصِلَةٍ، بل هي بياناتٌ سياسيةٌ تخالفُ أدنى قواعدِ الشريعةِ ولغةِ الفقهِ والأخلاقِ.

ورأى الموقِّعونَ على البيان أن إدراجَ قاماتٍ علميةٍ كبيرةٍ، على رأسِها العلامةُ الشيخُ يوسفُ القرضاوي، على قوائمِ الإرهابِ هو اعتداءٌ سافرٌ على وَرَثةِ الأنبياءِ ومصابيحِ الهُدى، دونَ بَينةٍ أو دليل.

اتحاد علماء المسلمين  يرفض

كما عبر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن رفضه للحصار علي قطر وهو ما أكده بيان صادر عن الاتحاد تبناه كل من نائب رئيس الاتحاد  د.أحمد الريسوني وعضو الإتحاد المفتي الكويتي السابق د.حامد بن عبدالله العلي، معتبر مقاطعة قطر هو من قبيل “الحصار الجائر الباغي على دولة وسكانها”.

وأضاف البيان الذي صدر مؤخرا “إن الله أمر الناس القسط، ونهاهم عن الجور، وفرض الإصلاح، ونهى عن الفساد، وأوجـب صلة الرحم، ونهى عن قطيعتها”.

وأوضح البييان أن من “من دلائل الشريعة المطهرة، وهو من قطعيات الدين، ومن أصول ملّة المسلمين، التي لا يختلف عليها العلماء، ولا تخفى على عامتهم، فضلا عن خاصتهم، تحريم كلّ صور البغي والعدوان، ومنها حصار المسلم لأخيه، وإلحاق الضرر به، وإيصال الأذى إليه، وفي الحديث: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده “.

وأعتبر البيان أن القول بإن الحصار “جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني!! فقد علم من الشريعة المطهّرة أنّ الدعاوى لا تقبل ما لم يُقِـم عليها المدّعون البيّنات، حتى لو كانت الدعوى في عود أراك، فكيف ـ ليت شعري ـ يُكتفى بدعوى مجرّدة في تهمة الخيانة العظمى للأمـة، يُكتفى بهـا ذريعـةَ لإيقاع مثل هذا الحصار العام، رغم كلّ ما يشتمل عليه من أضرارٍ بالغـة الخطورة على أمّة من المسلمين، كما أسلفنا”.

ودعا البيان “العلماء، والعقلاء، وقادة الرأي، وأهل الغيرة على أمتهم، تمزيق هذه الوثيقة وثيقة الحصار على قطر، كما سعـى الشرفاء من قريش وهم على جاهليتهمّ! لتمزيـق وثيقة حصار بني هاشم وذلك ببيان الحقّ، وإظهاره، والسعي بالسبل المتاحة لإنهاء الحصـار، لإنقاذ أهل قطر مما سيلمّ بهم من المصاب الجلل، وكذا الأمة مما سيصيبها من مزيد الفرقة والوهن أمام أعدائها”.

رفض المؤامرة

ومن جانبها دعت حركة” أبناء الأزهر الأحرار” في بيان صدر عن المكتب التنفيذي للحرك علماء الأزهر الشريف وعلماء الأمة الإسلامية ودعاتها بالوقوف بجانب دولة قطر حكومة وشعبا ضد المؤامرة الصهيوأمريكية والتى يديرها بعض حكام العرب للأسف الشديد، معبرة عن رفضها لبيان الأزهر الأخير الذي أقر بقطع العلاقات وحصار قطر.

الأزهر يخذل الامة

وعلي عكس المواقف السابقة كان الأزهر أعلن الاسبوع الماضي تأييده موقف الإمارات والسعودية ومصر؛ بقطع العلاقات مع قطر، مؤكدا على دعمه لمقاطعة ما وصفه  بيان صادر عنه “الأنظمة التي تدعم الإرهاب وتتدخل في شؤون الدول المجاورة”، مؤكدا أن موقفه “لضمان وحدة الأمة العربية واستقرارها”.

وسارت علي نفس النهج رابطة العالم الإسلامي بإعلان تأييدها الكامل لقرار السعودية والإمارات والبحرين والانقلابيين في مصر واليمن والحكومة الليبية المؤقتة قطع علاقتها مع دولة قطر.

وقالت “الرابطة” -في بيان لها- أن هذا الإجراء جاء وفق المقتضى الشرعي والقانوني والمنطقي تجاه الممارسات التي تستهدف أمن واستقرار الدول، من خلال إيواء ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية، متبوعًا بالتدخل في شئونها والتأثير على وحدة شعوبها وتآلفها.حسب بيان الرابطة

بشع وشنيع

ومن جانبه قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي إن الاتحاد “يؤكد على أهمية الوحدة والتآخي والتصالح وقطع دابر الفتنة بين الأشقاء، ويعتبر الوحدة بين الأشقاء فريضة شرعية وضرورة واقعية”.

وأضاف  في تصريحات صحفية  لـ عربي 21 ، “أبناء قطر والسعودية والبحرين تربطهم علاقات إخوة وصداقة وقرابة”.

ودعا القرة داغي إلى الصلح بين الأشقاء، قائلا إن “القطيعة لا تجوز شرعا خاصة إذا كانت بين دول شقيقة أصولها ممتدة على طول الخليج وتربط بينها صلة النسب والدم”.

 ومن جهته، الدكتور احمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقال “لا يخفى على أحـد أنه يجب على أهل العلم البيان الواضح في تحريم هذا الحصار البشع الشنيع على أهل قطر، وأنّ الساكت شيطان أخرس، تشمله النصوص الزاجرة عن الصمت عن الحق حيث يجب بيانه”.

وأضاف الريسوني في بيان له :”أما ما يقال مـن أن عقوبة هذا الحصار الجائر جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني!! فقد علم من الشريعة المطهرة أن الدعاوى لا تقبل ما لم يقـم عليها المدعون البينات… فكيف يُكتفى بدعوى مجردة في تهمة الخيانة العظمى للأمـة، يُكتفى بهـا ذريعـة لإيقاع مثل هذا الحصار العام، رغم كل ما يشتمل عليه من أضرار بالغـة الخطورة على أمة من المسلمين”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023