شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الحبيب الجفري.. “داعية السيسي المستورد” بديلًا عن “المحلي”

الحبيب الجفري.. “داعية السيسي المستورد” بديلًا عن “المحلي”
في الوقت الذي غاب فيه شيخ الأزهر أحمد الطيب عن حضور الندوة التثقيفية بالقوات المسلحة وحضرها الداعية اليمني الجفري ملقيًا كلمته في افتتاحها، أثار تساؤلات عدة حول السبب وراء ذلك؛ فقد كان الطيب أحد أبرز الداعمين للإطاحة بحكم

في الوقت الذي غاب فيه شيخ الأزهر أحمد الطيب عن حضور الندوة التثقيفية بالقوات المسلحة وحضرها الداعية اليمني الجفري ملقيًا كلمته في افتتاحها، أثار تساؤلات عدة حول السبب وراء ذلك؛ فقد كان الطيب أحد أبرز الداعمين للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في 3 يوليو 2013، إلا أنه تصاعدت مؤخرًا حملات الهجوم الإعلامي من قبل أنصار السيسي عليه، وسط إشارات من قبل الأخير تؤكد عدم الرضا عن أدائه.

وقدّم الحبيب علي الجفري الثناء على عبدالفتاح السيسي والدعاء له قائلًا: “اللهم أعن أخي الرئيس على ما أقمته عليه، اللهم ألهمه الحق بالحق، وأعنه، فقد أقمته في موقف يصعب شأنه وحسابه يوم العرض عليك، ويصعب شأن القيام به في دنيا فيها التآمر والغش والأذى والبلاء”.

 وتابع الجفري، خلال كلمته بالمنتدى التثقيفي الـ24 للقوات المسلحة، قائلًا: “اللهم أعن مصر على ما قدرته لها أن تكون عمود الخيمة، واللهم أيقظ العرب عن غفلتهم عن حقها عليهم وفضلها”.

وفي كلمته، أشاد الداعية اليمني بالجيش المصري والبطولات التي قدمها على مدار التاريخ. وقال الجفري إن “الجيش المصري هو الشعب المصري؛ لأن غالبية شباب مصر تجندوا وتدربوا بالجيش، وكانوا جزءًا منه”، متابعًا: “الجيش المصري مدرسة وليس مجرد مكان للتجنيد”.

دعاة النظام

والجفري كان “الداعية المستورد” ضمن فيلق الدعاة المحليين، على رأسهم علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وأحمد الطيب شيخ الأزهر وسالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقًا وياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والداعية عمرو خالد؛ حيث ظهرت صور الجفري في أحد المعسكرات التابعة للقوات المسلحة.

وخرج الحبيب علي الجفري بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013م، تحديدًا في مايو 2014م، يفتي بعدم جواز الخروج على الحاكم الشرعي؛ مطالبًا أنصار الرئيس محمد مرسي بالتوقف عن التظاهر وتقبل الأمر الواقع، حسب ما نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

وهو الأمر الذي قرب الجفري من السيسي وقيادات الجيش آنذاك، خاصة وأن الجفري لم يفت بجواز الخروج على الرئيس مرسي؛ فأصبح لا يناقض نفسه كالطيب وعلي جمعة، حتى إنهم استضافوه في الأول من مايو من العام الماضي داخل كتيبة تابعة للجيش المصري ليقوم بما سموه “مهمة دينية” لإبراز دور الجيش في حماية الشرعية وتحريم الخروج على الحاكم الشرعي، حسب مصادر بمكتبه.

أسبوع وسط الجيش المصري

ونشر الجفري صورة له بين ضباط الجيش المصري وجنوده وعلق عليها: “تشرفت بقضاء أسبوع مع القوات المسلحة المصرية محاضرًا بين ثكناتها وفي كليّاتها الحربية والجوية والبحرية والدفاع الجوي وكلية ضباط الاحتياط”.

سبّ الصحابة ليس كفرًا!

وفي ندوة بجامعة القاهرة، تحدث الجفري عن  سب الصحابة رضوان الله عليهم قائلًا إن “سب الصحابة فسقٌ ولكنه ليس كفرًا”، وتابع قائلًا: “لكن الطعن في السيدة عائشة في حادثة الإفك هو الكفر؛ لأن الآية القرآنية صريحة في ذلك”. وأضاف: “أنت مخير فيما تعلم، ومسير فيما لا تعلم؛ لأن القدر لا تعرفه، ولا تتحجج بالقدر”.

وذكر الجفري أن النزاعات القائمة اليوم في مختلف الدول العربية تبدو في ظاهرها “طائفية”، كالموجودة في اليمن بين السنة والشيعة، أو سوريا أو العراق وغيرهم من مختلف الدول العربية؛ ولكن الحقيقة أن هناك من زرع فتيل الاختلافات المذهبية بين أبناء الدولة الواحدة لتحقيق مكاسب شخصية، كما حدث في العراق بعد الاحتلال الأميركي.

علاقته بعلي جمعة

تربط الجفري بمفتي الديار المصرية الأسبق علي جمعة علاقة وثيقة وطيدة، وربما هي التي مهَّدت له الطريق إلى أمور كثيرة وساعدته على الظهور في مصر وعلى منابرها، كما تربطه علاقة قوية بأسامة الأزهري المستشار الديني لعبدالفتاح السيسي؛ وهو الأمر الذي يجعل الجفري محسوبًا في بعض الأحيان على العلماء والمشايخ المقربين من السلطة.

أنتمي إلى “آل البيت”

على موقعه الرسمي، نشر الجفري نسبه الكامل، وقال إنه أحد أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا يجعل منه الوجه المنتظر ليخاطب شعبًا يعشق آل بيت النبي بطبعه.

ضيف دائم المحافل الدولية “ضد الإرهاب”

لم يترك الجفري مناسبة أو دعوة محلية أو دولية إلا تحدث فيها عما سماه “الدين الوسطي” ونبذ العنف، مؤكدًا أن كل ما يُقال عن أن الإسلام دين إرهاب “خطأ؛ بل الإرهابيون ليسوا مسلمين”، حسب تصريحاته المنشورة بموقعه الرسمي.

وانحنى الجفري احترامًا لرئيس الانقلاب، الذي أيده في كلمات سابقة وأثنى على قرارات السيسي وحربه ضد الإخوان المسلمين.

مفضَّل في الفضائيات المصرية

برامج الجفري لم تتوقف؛ فلقد كان آخرها في رمضان الماضي على قناة “دريم”. ولأنه نأى بنفسه طوال الفترة الماضية عن الخوض في السياسة، فلا يزال نجمه كـ”داعية” مضيئًا بين أقرانه.

يوسف زيدان يرد علىه

قال الروائي الدكتور يوسف زيدان إن الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري حرّف عدة وقائع في كلمته بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي حضرها عبدالفتاح السيسي.

ورد زيدان على ما وصفه بـ”تحريف” الجفري لوقائع تاريخية في الندوة، أبرَزَها في خمسة مواقف. وقال: “عملاً بقول ابن النفيس: (وأما نصرة الحق وإعلاء مناره، وخذلان الباطل وطمس آثاره، فهو ما التزمناه في كل فن) نقول: إن الكلام اللطيف الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف عن مدح النبي لجيش مصر (خطأ)؛ فقد توفي النبي ولم يكن لمصر جيش أصلًا، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني، وكلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين، وإنما يستعملهم كعبيد لجنوده وخدّامين لقواده. وخلال مئات السنين لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري قط”.

وتابع الروائي: “الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، وإشارته إلى عظمة بيبرس التي ظهرت في مصر ولم تظهر في بلاده (خطأ)؛ لأن بيبرس الذي كان مملوكًا من (أولاد الناس) يعني لا يُعرف له أبٌ، جُلب إلى مصر طفلًا، ولم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته، والذي ظهر منه في مصر لم يكن فيه عظمة بأي معنى من المعاني؛ فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك وحُكمهم لمصر، وفور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز وقتله غدرًا وحكم البلاد بدلًا منه؛ عملًا بالقاعدة المملوكية الحقيرة: الحُكم لمن غلب ولو بالغدر! فأين هذه العظمة الموهومة”.

نشأته

علي زين العابدين علي الجفري، الملقب بـ”الحبيب”، وهو لقب يطلق في حضر موت على المتخصصين في العلم الشرعي ومجال الدعوة إلى الإسلام من آل البيت. ولد الجفري في جدة بالمملكة العربية السعودية عام 1971، لكنه يحمل الجنسية اليمنية.

والده هو عبدالرحمن بن علي بن محمد الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، ساند الحزب الاشتراكي اليمني في محاولة الانفصال التي أشعلت حرب 1994م، وعين نائبًا لرئيس حكومة الانفصال علي سالم البيض، فر مع أسرته خارج البلاد، وكان من المطلوبين (قائمة الـ16) للحكومة اليمنية.

 حصل الحبيب الجفري على الإجازة من العديد من المشايخ في مختلف العلوم ومشارب التربية، وتتلمذ على كبار العلماء في مختلف البلدان، ومن أبرزهم: الشيخ محمد متولي الشعراوي في مصر، والحبيب عمر بن حفيظ في اليمن، وعبدالرحمن الملا الحنفي الإحسائي في الإحساء. 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023