"فيروس سي"؛ العدو الأول لكبد الإنسان، والذي تمكن من غزو أكباد نحو 200 مليون مريض على مستوى العالم، احتلت بينهم مصر موقع الصدارة، بما يقارب 20 مليون مريض. لكن لعل هذا الكابوس قد قارب على الانتهاء، بعد ابتكار علاجات جديدة للقضاء عليه.
الدم وسيلة "سي" للانتقال بين البشر
لا تنتقل العدوى بفيروس سي إلا من خلال الدم، وعلى الرغم مما يبدو عليه الأمر من صعوبة، إلا أن نسبة انتقاله عالية مقارنة بالعديد من الأمراض الأخرى، التي تنتقل بوسائل تبدو أسهل كمرض الإيدز على سبيل المثال.
وعن سبب ارتفاع تلك النسب، ننقل عن صحيفة اليوم السابع، ما أوضحه استشاري أمراض الكبد، الطبيب محمد المنيسى، الذي قال، إن العدوى بفيروس سي، لا تتم إلا من خلال دخول كمية معينة من الدم، المحتوي على الفيروس إلى جسم الإنسان.
وأوضح أن نسب انتشاره على مستوى العالم تضخمت بصورة كبيرة في العقود السابقة، نتيجة لزيادة نسب المدمنين، إذ يأتي استخدام السرنجات بينهم على قائمة الأسباب التي ساعدت على انتشار الفيروس على مستوى العالم، تليها عمليات نقل الدم.
وأكد الطبيب أن العلاقات الزوجية أو انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، هي حالات لا تمثل إلا نسبًا تكاد تكون معدومة.
أعراضه الكامنة ساهمت في نموه الخبيث
لسنواتٍ، كان أخطر ما يميز فيروس سي، هو كمون أعراضه وعدم وضوحها، وهو ما ساهم في تمكنه من الكبد وتدهور حالة المرضى قبل اكتشافه، وتبعًا لرأي الطبيب محمد الأنور، استشاري أمراض الكبد، فإن أغلب حالات الكشف عن هذا المرض تأتي مصادفة عند نقل الدم، أو في تحليل السفارات.
أما عن الأعراض التي تدل على الإصابة به، فغالبًا ما تأتي متأخرة، وبعد تدهور الحالة وتمكن الفيروس من الكبد لدرجة تليفه، وهنا تبدأ أعراض صريحة نتيجة لاستسقاء الكبد في الظهور؛ كالنزيف والقيء الدموي، وأحيانًا اضطرابات في الوعي.
ويؤكد "المنيسي"، أن 90% من الحالات، تكتشف إصابتها من خلال الصدفة، في حالة الخضوع لفحص طبي أو أشعة تشخيصية، موضحًا أن هناك العديد من العوامل المساعدة، والتي تعمل على تطور المرض بصورة أسرع، وأهمها الإصابة بمرض السكر أو الكبد الدهني أو تناول الكحوليات.
وبعد السوفالدي وقائمة أخرى من العلاجات، فإن الفيروس يلفظ أنفاسه الأخيرة، وله في ذلك عدة شهور، بخاصة بعد أن كشفت إحدى الشركات الأمريكية عن علاج جديد، تقول إنه يقضي على الفيروس بنسب عالية، متفوقةً على أي عقار آخر.
وعن هذا العقار يقول "أنور"، إن السوفالدي عقار أنتجته شركة أمريكية، ويصنع الآن في عدد من الشركات الأخرى، كما تقوم شركة سويسرية بتصنيع مادته الخام وتعبئتها في مصر، وفي جميع الأحوال، فإن السوفالدي، سواء النوع المصري أو المستورد، يعمل بنفس الكفاءة دون أي اختلاف في نسب النجاح.
مؤخرًا أيضًا أدخلت عدة علاجات أخرى لمراحل الإنتاج، وتم بالفعل طرح عدد منها في الأسواق العالمية، وهي حوالي 6 علاجات جديدة، تحقق نتائج نهائية في القضاء على فيروس سي.
العلاج الثلاثي والثنائي والحالات التي تناسبها
السوفالدي علاج لا يتم تناوله مفردًا، بل تنقسم مجموعات العلاج به إلى نوعين تبعًا لحالة المريض وشدة الفيروس؛ وهي:
العلاج الثلاثي: يوضح "أنور"، أن هذا العلاج يتكون من السوفالدي بجانب الأنترفيرون والريبافيرين، وتستمر مدته 3 أشهر متتالية، وهو ملائم للحالات التي لا تعاني من أمراض معينة، مثل انخفاض الصفائح الدموية ومشاكل شبكية العين والكلى.
العلاج الثنائي: ويعتمد على السوفالدي والريبافيرين فقط، وتستمر مدة العلاج به 6 أشهر، ويصلح للحالات التي لا ينصح فيها بتناول الأنترفيرون.
أما عن الآثار الجانبية المتوقعة للسوفالدي، فيؤكد "المنيسي"، أن أغلب الآثار التي يتعرض لها المرضى، تنتج من العقاقير الأخرى التي يتم تناولها بجانب السوفالدي، كالأنترفيرون والريبافيرين، أما السوفالدي في حد ذاته، فيتميز بانخفاض آثاره الجانبية وانحصارها في أعراض بسيطة للغاية، وبنسب منخفضة.
وغالبًا ما تتمثل أعراض السوفالدي في: 10% من الحالات قد تنتابهم نوبات من الصداع والتوتر، وأحيانًا حكة جلدية وميل للقىء. 5% عرضة للإصابة بنقص الهيموجلوبين والأنيميا وآلام المفاصل. 5% قد يصابون بأعراض تشبه نزلة البرد كالرشح. 10% من المرضى عرضة لنوبات من ارتفاع الحرارة الطفيفة.
وبخصوص نسب النجاح التي حققها العلاج يوضح "المنيسي"، أن النسب المعلنة والرسمية هي 87%، أما النسب التي تم ملاحظتها من قبل الأطباء المعالجين، تتجاوز 97%، من مجمل الحالات يتم شفاؤهم بشكل كامل.
وعن العوامل التي تؤثر على نسب نجاح السوفالدي، بحسب رأي "المنيسي"، فإن السمنة المفرطة، وتقدم السن، قد يؤثران بنسب ضئيلة على فرص نجاح العلاج، وتبطئها إلى حد ما، ولكن على الرغم من ذلك، فالعلاج آمن وفعّال في العديد من الحالات المتأخرة، وحتى تلك التي تعاني تليفًا بالكبد أو مشاكل بالكلى كالفشل الكلوي.