كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أسماء بعض قيادات قوات أبو شباب المدعومة من جيش الاحتلال في غزة، حيث أكدت أن أحدهم هو عصام النباهين، المحكوم عليه بالإعد ام في القطاع لانتمائه لتنظيم دا عـش بسيناء ولتورطه في عمليات بمصر وضد حمـاس بغزة، وهرب واختفى بعد هجوم الاحتلال على القطاع قبل أن يظهر مجددا.
وقالت الصحيفة في تحقيقها: “أبو شباب، وهو ابن عائلة بدوية فقيرة شرق رفح في الثلاثينيات من عمره، أسس ما يُسمى “القوات الشعبية” في قطاع غزة. تكشف مصادر الصحيفة العبرية المسؤولة والمطلعة على تفاصيل هذه الميليشيا عن صورة مقلقة: “هذه ليست مجرد قوة تعمل ضد حماس في قطاع غزة، بل جماعة مسلحة لها سجل حافل بالنشاط ، وارتباطات بتنظيم داعش، وسجل إجرامي”.
أبو شباب، بحسب مصادر، ترك الدراسة في سن مبكرة وبدأ بالاتجار بالمخدرات، وخاصةً الحشيش والحبوب المؤثرة عقليًا. ثم انتقل لاحقًا إلى “تأمين شاحنات المساعدات الإنسانية” المُدخلة إلى القطاع، حيث استغل منصبه لسرقة البضائع والنهب الممنهج.
من بين أمور أخرى، قدّم “خدمات أمنية” لشاحنات الصليب الأحمر والأونروا والأمم المتحدة – لكن في الواقع، كان أبو الشباب يتاجر بالبضائع التي تلقاها في المقابل. حتى أن مصدرًا في الأمم المتحدة يدّعي أن اسمه ورد في مذكرة داخلية كمسؤول عن نهب واسع النطاق للمساعدات الإنسانية التي كانت تُنقل إلى قطاع غزة.
ينتمي حاليًا نحو 300 مسلح من غزة – بعضهم معتقلين سابقين عند حماس وهربوا خلال الحرب- إلى قوة أبو الشباب. ويُعتقد أن نحو 30 عائلة شرق رفح تدعمه، وتتمتع حاليًا بحماية نسبية: فجيش الدفاع الإسرائيلي موجود في المنطقة، لذا لا تُشنّ غارات جوية هناك؛ وفي الوقت نفسه، وبفضل وجود الاحتلال الإسرائيلي، تتمتع العائلات أيضًا بالحماية.
إلا أن أفرادًا من الميليشيا المسلحة شاركوا أيضًا في إطلاق صواريخ بل ويُحافظون على تواصل مع عناصر داعش. وصرح مصدر مُقرَّب من أبو الشباب: “نعتمد على انتفاضة الجماهير ضد حماس. لدينا دعم واسع. ويُنظر إلى أبو الشباب على أنه بطل لا يهاب أحدًا”.
من أبرز شخصيات الميليشيا المسلحة عصام نباهين، 33 عامًا، من مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة، والذي سبق أن قاتل مع داعش في سيناء ضد الجيش المصري. عاد نباهين إلى غزة قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر وسُجِّل إطلاقه صواريخ دون تنسيق مع حماس. ووفقًا لمصادر، حُكم عليه بالإعدام، لكنه تمكن من الفرار من السجن في اليوم الأول من القتال في أكتوبر 2023.
كما شارك عضو آخر في الميليشيا، وهو رسن الدهيني، شقيق وليد الدهيني -عضو داعش الذي قتلته حماس- ويعمل حاليا كجزء من الميليشيا الجديدة، على الرغم من كونه عضوا رسميا في حركة فتح.
في نوفمبر/ 2024، نجا أبو شباب من محاولة اغتيال في المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب قطاع غزة. قُتل اثنان من رفاقه – شقيقاه فتحي أبو شباب وماجد أبو دكر – على يد عناصر حماس في كمين محكم، لكنه تمكن من الفرار.
كشف أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، الأسبوع الماضي عن تسليح الاحتلال لميليشيا أبو الشباب .
وبعد النشر، اضطرت الرقابة العسكري بالاحتلال إلى السماح بنشر بعض التفاصيل. وعلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحقًا على ذلك، معلنًا أن هذه الخطوة جاءت بناءً على نصيحة مسؤولين أمنيين. وتساءل نتنياهو: “ما العيب في ذلك؟ إنه أمر جيد فحسب. إنه ينقذ أرواح جنود الجيش الإسرائيلي”. وحسب قوله، فإن تسريب ليبرمان “لم يُفد حماس إلا بالخير، ولا يهمها. إنه أمر خطير للغاية”.
والجمعة الماضية قالت قناة آي 24 نيوز العبرية، إن دولة عربية، متورطة في تدريب مليشيات ياسر أبو شباب في قطاع غزة، فضلا عن العلاقات المباشرة بينه وبين أحد مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
من جانبها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت:”قاد جهاز الأمن (الشاباك) عملية تسليح الجماعات المحلية في قطاع غزة، بهدف مواجهة حماس، وأوضحت مصادر أمنية أن تلك القوات: “لا صلة لهم بتنظيم الدولة، حتى أنهم قاتلوا ضدهم سابقا في سيناء”.
وأضافت أن ”ياسر أبو شباب، أحد سكان رفح من أصل بدوي، وتاجر مخدرات على صلة بعالم الجريمة، هو قائد الميليشيا في جنوب قطاع غزة”.
وحسب قولهم، فقد نوقشت هذه القضية في إحدى اللجان السرية في الكنيست وأكدت المصادر أن أعضاءها قاتلوا سابقًا ضد خلايا تنظيم الدولة في سيناء.
ووفقًا لتقارير إعلامية ودولية، يُعتبر أبو الشباب تاجر مخدرات وله صلات بعالم الجريمة، ويقود حاليًا قوة مسلحة في رفح تعمل برعاية الاحتلال. في الوثائق المنشورة على الإنترنت، يظهر أبو الشباب بزي عسكري مسلحًا، بجوار نقاط تفتيش مؤقتة، ورجاله يرتدون خوذات تحمل رمز “جهاز مكافحة الإرهاب”. مع ذلك، أوضح مسؤولون في صندوق المساعدات الأمريكي GHF أن الصندوق لا يوظف مسلحين فلسطينيين ولا يعمل ضدهم.
وأوضحت قناة آي 24 نيوز العبرية، أن مستشار عباس، الذي يتصل بعلاقة مباشرة مع أبو شباب، هو محمود الهباش، مشددة على أن كل شيء يتم بالتنسيق مع عباس.
ولفتت إلى أن الأسلحة التي بحوزة مليشيات أبو شباب، الذي ينحدر من قبيلة الترابين، في رفح، سلمها لهم جيش الاحتلال، من أسلحة المقاومين الذين استشهدوا في قطاع غزة، واستولى عليها الاحتلال خلال العدوان البري.
وتنشط المليشيات في منطقة شارع صلاح الدين، بالقرب من طريق موراج بين رفح وخانيونس، وتعمل على مهاجمة شاحنات المساعدات ونهبها.
من جانبها قالت هيئة البث العبرية، إن خطة تشكيل وتسليح العصابات في غزة، من المجرمين واللصوص، في غزة بدأت بمبادرة من الشاباك، قبل حوالي ستة أشهر، حيث طلب من الشاباك تقديم أفكار حول كيفية إضعاف حماس.
وأشارت إلى أن رئيس الشاباك رونين بار، شارك الفكرة مع رئيس الأركان، واتفقا سويا على الخطة، ثم عرضاها على وزير الحرب، يسرائيل كاتس، الذي وافق على هذه الخطة.
ولفتت إلى أنهم توجهوا إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفي اجتماع شخصي بين رئيس الشاباك، اقتنع نتنياهو، وصادق على هذه الخطوة التي بدأ تنفيذها.
واعترف نتنياهو رسميا، مساء اليوم، بالوقوف وراء هذه العصابات، وقال ردا على ليبرمان الذي كشف تفاصيل تشكيلها، بأنه “لا مشكلة من تشكيلها من أجل هزيمة حماس” وفق قوله.
وكانت كتائب القسام، بثت قبل أيام، مشاهد لإيقاعها مجموعات أبو شباب المتعاونة مع الاحتلال، في كمين، خلال قيامها بتفتيش المنازل شرق رفح لكشف مواقع المقاومين.
وأظهرت اللقطات مراقبة القسام، لتحركات المجموعة، وقيامها بتفتيش المنازل، قبل أن يتم تفجير عبوات ناسفة فيها ومقتل عدد من عناصرها.