لا يكاد العالم ينفك عن صدمة وباء “إيبولا” خصوصا في منطقة جنوب إفريقيا، ومن ثم إيبولا التي انطلقت من السعودية، مرورا بالكوليرا والملاريا، وهي من الأوبئة القديمة، والتي لا تزال مستمرة، حتى تفاجأ العالم بفيروس”زيكا” والذي ضرب 17 دولة حتى الآن.
ونستعرض لكم في هذا التقير أبرز الأوبئة التي انتشرت مؤخرًا والتي عجز العلم حتى الآن في القضاء عليها.
كورونا
ينتمي فيروس كورونا الشرق الأوسط إلى إحدى العوائل الفيروسية الكبيرة المعروفة بتأثيرها في الإنسان والحيوان وتسمى باسم كورونا فيريدي، وكورونا كلمة لاتينية تعني التاج (بالإنجليزية: Crown)؛ حيث إن شكل الفيروس يأخذ شكل التاج عند العرض بالمجهر الإلكتروني.
تتميز هذه العائلة الفيروسية أثناء تكاثرها بأنها عند وصول مادتها الوراثية إلى سيتوبلازم الخلية المصابة تعامل كمرسال الحمض الريبي النووي، بمعنى أن خطوة النسخ مستثناة في دورة حياة فيروسات هذه العائلة مقارنة بالفيروسات الأخرى، مثل: فيروس الإنفلونزا، وفيروس الحصبة، وفيروس حمى الوادي المتصدع؛ حيث خطوة النسخ تكون أساسية في تكاثرها.
رغم بعض التصريحات في بعض الدول العربية التي تؤكد أن فيروس كورونا ناتج من فيروس الإنفلونزا، لكن يستحيل ذلك من الناحية العلمية، وهذا الكلام لا يمتُّ للحقيقة بصلة، وفيروس الإنفلونزا ينتمي لعائلة فيروسية مختلفة، وربما هناك وجه شبه في الأعراض فقط..
إيبولا
هو مرض يصيب البشر وغيرها من الرئيسيات الناجمة عن فيروس إيبولا.
العلامات والأعراض تبدأ عادة بين يومين وثلاثة أسابيع بعد الإصابة بالفيروس مع الحمى، التهاب الحلق، آلام في العضلات، والصداع، ثم قيء وإسهال وطفح عادة ما تحدث، جنبًا إلى جنب مع انخفاض وظائف كلا من الكبد والكلى.
في هذا الوقت يبدأ بعض الناس إلى النزف داخليا وخارجيا.
المرض ذو مخاطر عالية من الموت؛ ما أسفر عن مقتل ما بين 25 و90 في المئة من المصابين في المتوسط نحو 50 في المئة.
وينتشر الفيروس عن طريق الاتصال المباشر مع السوائل في الجسم، مثل الدم، فى الشخص المصاب أو الحيوانات الأخرى.
إن المني أو حليب الثدي لشخص بعد الشفاء من مرض فيروس إيبولا قد لا يزال يحمل الفيروس لعدة أسابيع أو أشهر.
ويعتقد أن خفافيش الفاكهة أن تكون هي الناقل العادي في الطبيعة للمرض، وهي قادرة على نقل الفيروس دون أن تتأثر به. أمراض أخرى مثل الملاريا ، الكوليرا، حمى التيفوئيد، التهاب السحايا وغيرها الحمى النزفية الفيروسية قد يشبه مرض فيروس إيبولا. يتم اختبار عينات من الدم للحمض النووي ريبوزي الفيروسي.
زيكا
انتشر في الأيام الماضية فيروس زيكا في دول أميركا اللاتينية بمعدلات خطيرة؛ حيث ضرب حتى الآن 17 دولة، وهو ما دفع الجهات الصحية في أكثر من 20 دولة في المنطقة إلى إصدار تحذيرات بسبب مخاوف من أن يكون الفيروس وراء الزيادة الكبيرة في أعداد حالات ولادة أطفال برءوس صغيرة الحجم، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي للأطفال المولودين حديثا لأمهات مصابات بالفيروس في البرازيل بشكل رئيسي.
وينتقل الفيروس عبر بعوض من جنس “الزاعجة المصرية” (إيديس إيجبتاي)، والذي ينقل أيضا حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس التشيكونغونيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية: إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن فيروس زيكا ينتقل إلى المواليد عبر الرضاعة الطبيعية.
وأشارت المنظمة أنه تم عزل فيروس زيكا في الحيوانات المنوية للإنسان، كما أن هناك حالة عدوى محتملة من شخص لآخر خلال العملية الجنسية، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة للتأكيد على أن الاتصال الجنسي هو وسيلة من وسائل انتقاله.
ولا تظهر أعراض المرض على واحد من كل أربعة مصابين بالفيروس ويمكن عدم رصد عدد كبير من الحالات، وهو ما يصعب معرفة الحجم الحقيقي لتفشي المرض في الأميركتين.
وعادة يكون مرض فيروس زيكا غير حاد نسبيا، ومن أعراضه حكة الجلد والحمى وآلام في المفاصل والعضلات تستمر نحو أسبوع، ومن غير الشائع أن يحتاج المصابون بفيروس زيكا إلى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
فيما تقول منظمة باهو إنه لا يوجد في الأميركتين دليل على أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، لكن وردت تقارير عن حالات متفرقة لحدوث مضاعفات خطيرة لدى أشخاص يعانون من أمراض أو حالات أخرى تؤدي إلى الموت.
يقول باحثون في البرازيل ومنظمة الصحة العالمية: إن هناك أدلة متنامية تربط بين الفيروس زيكا وصغر الرأس (مايكروسيفالي)، وهو خلل في النظام العصبي يؤدي إلى مواليد ذوي رءوس وأدمغة أصغر من المعتاد.