احتفل العالم أمس بيوم المرأة العالمي، ورغم مرور حوالي 70 عاما على تحديد يوم 8 مارس للاحتفال بالمرأة، فإن المرأة الصعيدية ما زالت تتعرض للتهميش والظلم، جزء منها بسبب العادات والتقاليد وأخرى بسبب تردي أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية، وهو ما أدى إلى عدم وجود عدالة في التوزيع، انعكس على حياة المرأة الصعيدية.
“أم حسن” من جزيرة كدوان، عاملة بأحد مكاتب المحامين منذ التاسعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، مسؤولة عن 4 أطفال زوجها متوفى ولا يوجد معاش.
تقول أم حسن: “عملي يحتاج إلى مواصلتين من الجزيرة حتى المكتب الذي أعمل به ولا يوجد عمل للنساء في منطقتي فأضطر إلى الذهاب إلى المكتب؛ ما يتبعه عدم القدرة على توفير نفقات المواصلات بجانب أن المرتب لا يكفي ربع مصاريف الأطفال”.
وأضافت: “ماشية برضا ربنا وستره وولاد الحلال اللي بيساعدونا في المواسم في رمضان والأعياد”
وبسؤالها عن أمنيتها قالت: “ستر ربنا على ولادي ويكفيهم شر السؤال والمذلة”.
أما أسماء من قرية رفضت ذكر اسمها تعمل ممرضة بإحدى العيادات لديها طفل صغير تأخذه معها العيادة، حاصلة على دبلوم، مطلقة، تعاني أشد المعاناة من القهر المجتمعي والنظرة للمطلقة خاصة بالأرياف.
تقول: “أنا مطلقة وأعول طفلا وعمري عشرون عامًا لم أر فيها يوما سعيدا، تزوجت وأنا أدرس بالمدرسة الفنية، وبعد مشاكل مع حماتي طلقني زوجي وترك لي الطفل بلا نفقات أتحمل أنا مسؤوليته”.
وأضافت: “أهلي أسرة بسيطة لا تقوى على تحمل مسؤوليتي ومسؤولية طفلي، وليس لدينا أرض نزرعها أو غيره.. اضطررت للعمل بإحدى العيادات مصطحبة طفلي معي”.
وعن سؤال أسماء عن أمنياتها في يوم المرأه العالمي قالت: “أتمنى أن توجد حقوق للمرأة حقيقية وأن يتوافر لنا معيشة كريمة في وسط هذا الغلاء، وأتمنى أن يغير المجتمع نظرته للفتاة المطلقة، وكأنها ارتكبت جريمة”.
وتشكو سيدة أخرى من معاناة مختلفة: ابن وزوج معتقلان وآخر مطارد.. كل أسبوع مطلوب منها تجهيز زيارة للأب والابن، وهي لا تملك في الحياة غير هؤلاء الثلاثة التي لا تقوى على رؤيتهم إلا من خلف الأسوار، حُكم مؤخرًا على الابن بالسجن 15 عاما ولا زال يتجدد الحبس للزوج.
تقول: “أعاني من تجهيز الزيارة كل أسبوع مرتين لزوجي وابني وكبر سني لا يسعفني بجانب ضيق الحال المادي، ولكن ربنا موجود”.