شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جمهورية رابعة».. تكشف إرهاب الانقلابيين

«جمهورية رابعة».. تكشف إرهاب الانقلابيين
«روح الميدان».. بعيدًا عن أجواء المشاحنات وصراع الإرادة والوجود ما بين مؤيدي الشرعية، وسلطة الانقلاب...
«روح الميدان».. بعيدًا عن أجواء المشاحنات وصراع الإرادة والوجود ما بين مؤيدي الشرعية، وسلطة الانقلاب ورغبة الأخير في فض اعتصام المؤيدين للشرعية، إلا أن مرور ما يقرب من 40 يوماً على اعتصام مؤيدي الشرعية خلق حالة أقرب لحالة ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، حالة ممزوجة بالآلم والصمود ووالحزن وتخطى اليأس وسط حرب واسعة من الشائعات، والتحريض على الإبادة دون حياء رغم أن انتماء الكل لوطن واحد.
 
جمهورية الميدان مسمى صاحب ثورة 25يناير وابتكرتها أيامها الـ18 ، والآن نراها تتبلور بشكل أوسع في اعتصامي رابعة العداوية والنهضة وفي التظاهرات التي تجوب أنحاء الجمهورية، وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول تشابه الحالتين ومواققنا منهم- إلا أن الواقع يفرض علينا الالتفات إلى تلك الحالة المجتمعية ، والجمهورية المنشأة التي اتسعت لتشمل التيار الإسلامي، وأعضاء منشقين عن حركات مثل 6 أبريل، وتمرد، فضلًا عن شباب الألتراس، وسكان المناطق المحيطة بالاعتصام، والكيانات الجديدة الرافضة للانقلاب العسكري مثل إعلاميون وأطباء ومهندسون ومحاميون ضد الانقلاب، بل وعفاريت ضد الانقلاب.
 
وبتأمل المشهدين، 25 يناير2011، ويوليو 2013 سنجد تقارباً شديداً فصورة العروس في فستان الزفاف وبدلة العرس المتزينان بوشاح عليه العلم المصري، من أمام الدبابات تتكرر الآن سواء من أمام المنصة أو في زفة يحفها الرافضون للانقلاب، وكذلك روح الفكاهة التي تنطلق في مواجهة الأزمات وتحدي الشائعات كما كان واضح في تعليقات المعتصمون على شائعات الجرب وجهاد النكاح، وحديث الداخلية عن الخطف الذهني، والنكات والاسكتشات التى صممها المعتصمون ردًا على ذلك، لنصبح أمام لغة جديدة مشتركة بين المعتصمون لكسر اليأس، والاستهزاء بأفعال الانقلابيون وتزيفهم للواقع، وقلبهم للحقائق.
 
إعلام خاص
 
ووسط التزييف الذي يمارسه إعلام الانقلابيين كانت إرادة المعتصمين في إدارة الظهر لهم، وأن تكون لهم مصادرهم وقنواتهم الخاصة التي يتابعونها، مع الاتجاه للتعبير عن مطالبهم وشرح مواقفهم فأقيمت خيمة للتوثيق للانقلاب العسكري وتدوين الشهادات على الأحداث، وبها لقطات من المجازر المرتكبة في حقهم.
 
وأصدرت رابطة «إعلاميون ضد الانقلاب» مجلة باسم صوت الشهيد، وتشكلت رابطة فناني الثورة لرسم الكاريكاتير وترديد الأغاني الساخرة والمناهضة للانقلاب، وأقيم في كلا من اعتصامي رابعة العداية والنهضة خيم ثفاقية سميت باسم الساقية، وتقام فيها الندوات ويستقبل فيها الكتاب والشعراء من الهواة والمحترفين، الذين يلقون أشعارهم المعبرة عن الرافضون للانقلاب.
 
رمزية الصمود
 
أما دلالات الصمود ورمزية الإصرار لمواجهة الحروب النفسية فلم تتوقف عند طول موائد الأفطار في رمضان وإقامة أفران في أماكن الاعتصام، وإصرار النساء المعتصمات وتحديهن لكلمات اليأس ،والاستهزاء من اعتصامهن بعمل كحك، وملاهي الأطفال العيد التي ملئت ساحة الاعتصام، وبالونات الأطفال ليصبح كل شىء مصبوغاً بالصبغة المعبرة عن إرادتهم، بل وصلت لحد إحضار صغار البط إلى مكان الاعتصام واللافتات الموضوعة بجانبه «بط ضد الانقلاب»، و«هنرجع بيوتنا لما البط يرجع لبيضه»،  «البط بيكبر على 4 شهور قاعدين مهما يطول».
 
ساحة لتفجير الممكنات
 
وكما كان الاعتصام ملىء بالرمزية والإبداعات كان أيضًا ساحة لتفجير الممكنات، والابتكارات التي تخطت متطلبات الحياة اليومية بوجود الحلاق، وصانع الشاي على السبرتو، وأماكن الترويح واللعب، وحفظ الأمانات، والمفقودات، ومبردات من المياه بالثلج والمراوح، إلى مواجهة تحديات استمرار الاعتصام بتصميم طائرة صغيرة مزودة بكاميرا لتصوير ساحة الاعتصام من مختلف الاتجاهات، وصنع دروعات حديدية لصد البلطجية، وخيم خشبية أفقية للتغلب على ضيق المساحة.
وما كان للابداعات أن تتكون عند نقطة الاعتصام حيث انتقلت تلك الحالة إلى تظاهرات رافضي الانقلاب التي جابت أنحاء الجمهورية، فتظاهرات بالدراجات، والموتوسكلات، والسيارات، وعروض تمثيلية عن مجازر الانقلابين في بعض التظاهرات، وتظاهرات في كل الأوقات صباحًا وفي مساء والغروب، والشروق، وفي الصيام وعند الإفطار، وعلى الطرق السريعة، وفي محطات الانقاق، ووقفات سلمية عند المؤسسات رافعة لافتات تعبر عن انجازات الانقلاب من قتل، وتشميع مساجد، وغلق قنوات واعتقال وتكميم أفواه.
 
قلب الحق بتغيير المواقف
 
والغريب في الأمر أن أوجه التشابه الواضحة الآن بين اعتصام مؤيدي الشرعية، و ثورة يناير أخذت تقابل بمن يحاول أن يمحوها بالممحاة ويشوها سواء من قبل إعلام الانقلابيين المعروف بتلونه، أو من قبل أفراد ونخب سطعت إعلاميًا أثناء ثورة يناير، وأخذت تتربع على شاشات الإنقلاب وتنقد مشاهد الأمس التي كانت بمثابة حجج وبرهاين على رفض الطغيان.
 
فهتاف الأطفال في التحرير كان مصدر فخر ووطنية، والآن تواجد الأطفال في أماكن اعتصام المؤيدين أصبح انتهاك لحقوق الانسان، وأصبح أي طفل في صفوف رافضي الانقلاب طفل يتيم أو معاق تم تأجيره للخروج في التظاهرات.
 
وأخيراً، يمكن القول أنه على الرغم من بعض الخطب الدينية المتجاوزة بالمنصات التي تثير حفيظة الكثيرون، إلا أننا أمام حالة مجتمعية ملئية بمشاعر من الحب والتكاتف وبعيدة بشكل واضح عن حالة العداء، والانتقام التي تبثها شاشات الانقلاب، حتى تسربت للمواطنيين العاديين وبدأت تظهر أشكال في الحياة العادية وفي أبسط المواقف ولا يمكن أن ننسي شهيد دمنهور الذي قتل محروق لمجرد كونه ملتحي وبلحية، أو شجار الموسكي الذي أسفر عن مقتل 15 شخص، وحرق 14 منهم..لنتساءل عن حقيقة الإرهاب ، ومصدره، وهل سيحاسب المحرضون الحقيقيون عليه أم سيتركون يبثون سمهم ليقضي على المجتمع بأكمله على غرار دعوات إبادة المعتصمين.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023