طالبت رئيسة مؤتمر الإيجور العالمي، رابعة قدير، الأمم المتحدة بإرسال مراقبين أممبين إلى تركستان الشرقية، للتحقق من انتهاكات حقوق الإنسان والتضييق على الحريات التي تقع على يد السلطات الصينية.
جاء تلك التصريحات لوكالة "الأناضول" على هامش مشاركة "قدير" في الدورة السابعة لمنتدى الأقليات، المنعقد في مكتب الأمم المتحدة بجنيف.
وقالت قدير "طلبنا من الأمم المتحدة مساندة شعب الأيجور في المطالبة بحقوقه، وإرسال مراقبين مستقلين للوقوف على حجم انتهاكات حقوق الإنسان، من تصفية عرقية وجرائم".
وأشارت رئيسة مؤتمر الأيجور العالمي إلى الممارسات التي تقوم بها السلطات الصينية بحق المسلمين الأيجور، من طمس هويتهم الدينية والعرقية والثقافية.
وحول مشاركتها في المؤتمر أضافت قدير "هذا المنتدى خاص بالأقليات، ولا معنى لمشاركتنا في هذا المؤتمر، فنحن لسنا أقلية، بل أصحاب تلك الأرض، ونهدف لإيصال هذه الرسالة للعالم".
وحول اعتراض الصين على مشاركة مؤتمر الأيجور العالمي في منتدى الأقليات قالت قدير، إنَّ الصين "سعت دائمًا لمنعنا من المشاركة في مؤتمر الأقليات، واعترض الوفد الصيني على إلقاء ممثل مؤتمر الأيجور لكلمته في المنتدى وساند هذا الاعتراض دول كروسيا وإيران وفنزويلا، وهذا الموقف معادٍ للديمقراطية وجارح".
"قهر صيني"
احتجاجات مسلمي "الإيجور" متكررة ومستمرة؛ رفضًا لممارسات التمييز العنصري ضدهم، فرغم أن الإقليم يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1955م، فإن الحكومة المركزية في بكين هي المتحكم الفعلي في إدارة ثرواته من النفط والغاز والمنتجات الصناعية، والتي تذهب معظم عوائدها إلى أبناء عرقية "الهان"، الذين يتدفقون منذ سنوات بشكل منتظم إلى الإقليم، في مخطط خبيث للحكومة الصينية من أجل خلخلة التركيبة السكانية المسلمة في "شينجيانج".
وبمساعدة الحكومة الصينية، صار أتباع عرقية "الهان" هم المسيطرون على غالبية المصانع والشركات في "سينجيانج"، ولا يقبلون عمالة بها من غيرهم؛ مما اضطر الإيجوريين إلى امتهان أعمال متدنية؛ مثل الخدمة في المنازل، وأصبح الإيجوريون مواطنين من الدرجة الثانية، فهم ممنوعون من مجرد تمثيل هامشي في الهيئات الحكومية، كما لا يُسمح لهم باستخدام لغتهم في المدارس، وتفرض الصين عليهم حالة من العزلة، كما تقيد ممارستهم للشعائر الدينية، وتمارس رقابة دينية وتدخلًا قسريًّا، يطال تنظيم النشاطات الدينية والثقافية ودُور النشر، حتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد شعب تركستان الشرقية.
تقوم الحكومة الصينية بتقييم أئمة المساجد سياسيًا بشكل منتظم، وتطالب بجلسات "نقد ذاتي"، وتفرض رقابة على المساجد، وتطهِّر المدارس من المعلمين والطلاب المتدينين، وتراقب الأدب والشعر بحثًا عن إشارات سياسية معادية، وتعتبر كل تعبير عن عدم الرضا إزاء سياسات بكين "نزوعًا انفصاليًّا"، وهو يعتبر حسب القانون الصيني جريمة ضد أمن الدولة، تصل عقوبتها إلى الإعدام.
"من هم الأيجور؟"
الأيجور وهي تعنى الاتحاد والتضامن باللغة الأيجورية هم شعوب تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية.
بشكل عام يتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم شينجيانج أيضا) على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين يدينون بالإسلام.
تاريخيًا مصطلح الأيجور (الذي يعني الاتحاد أو التحالف) كان يطلق على أحد الشعوب التركية التي تعيش فيما يعرف اليوم باسم منغوليا.
كان الأيجوريون مع الجوك تركيون أقوى وأكبر القبائل التركية التي تعيش في آسيا الوسطى. عاشت القبيلة موحدة في حكم اتحادي يعرف باسم الروران أو الجوان جوان (من 460 إلى 565 م).
بعدها حكم اليوغور من قبل الهون البيض قبل أن يضم ملكهم لملك خانات الجوك تركيين. عرفوا في تلك الفترات باسم هويهو وأسسوا لهم مملكة في القرن الثامن الميلادي. اسم هويهو اشتق منه اسم قومية الهوى في الصين.
"جغرافية تركستان"
تقع تركستان الشرقية في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا.
وتضم تلك الأرض بين جنباتها صحراء "تكلمكات" المعروفة " بالمهد الذهبي للحضارة الإنسانية" ومتنزهات "التون داغ" الطبيعية التي تعتبر جنة من جنان الدنيا، وطريق الحرير وهو الجسر الذي طالما ربط قارة آسيا وأوروبا، وبحيرتي "طانري" و"بوغدا" وهما من أحلى البحيرات في العالم، كما أنها تحوي العديد والعديد من الآثار القديمة للحضارات غير المكتشفة.وتعد حضارتهم من أقدم الحضارات.
أما في العصر الحديث فيوجد في تركستان الشرقية التي تسمي اليوم إقليم(شينجيانج) 86 مدينة، يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم الذاتي (اسمًا)، ويقدر العدد الحالي للسكان المسلمين ما بين (12 – 16) مليونًا نسمة، فهم يمثلون حوالي 90 -95% من سكان بعض المدن التركستانية.