شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أكاديمي أميركي: كيف يتلاعب الإعلام الغربي بعقول متابعيه؟

أكاديمي أميركي: كيف يتلاعب الإعلام الغربي بعقول متابعيه؟
يرى البروفيسور الأميركي "كريستيان كريستنسن"، أستاذ الإعلام بجامعة "ستوكهولم" بسويسرا، في مقال له نشره موقع "قمن دريمز"، أن السبب في عدم وصف وسائل الإعلام الغربية مجرم الحرب "رادوفان كاراديتش"....

يرى البروفيسور الأميركي “كريستيان كريستنسن”، أستاذ الإعلام بجامعة “ستوكهولم” بسويسرا، في مقال له نشره موقع “قمن دريمز”، أن السبب في عدم وصف وسائل الإعلام الغربية مجرم الحرب”رادوفان كاراديتش” هو أن هذه الوسائل تريد أن تجنب متابعيها المسؤولية والعبء الأخلاقيين الناتجين عن وصف مجرم الحرب بهذا الوصف.

وقال الكاتب، إن رادوفان كاراديتش “قد أدين بارتكاب جرائم إبادة جماعية بسبب المذابح الصربية خلال عام 1995 وتم الحكم عليه بالسجن أربعين عامًا”.

وذكر الكاتب المصطلحات التي يستخدمها الإعلام في وصف “رادوفان” مثل “المجرم البوسني الصربي”، و”القائد البوسني الصربي”، و”مجرم الحرب البوسني الصربي”، لكن لا يتم استخدام مصطلح “الأوروبي المسيحي”.

ويؤكد الكاتب أنه لا يريد التعمق في التاريخ الديني والإيماني لـ”رادوفان”، لكن يكفي أن نقول إنه هو الرجل الذي وصف في 2010 حمام الدم اللزج الذي أشرف عليه بأنه “عادل ومقدس”، وتم ذبح المسلمين بشكل ممنهج، وفجرت المساجد، وكان طابع الحروب الصليبية واضحًا.

وأضاف “ومع كل ذلك فإن الجزء الأكبر من وسائل الإعلام الأوروبية لم ولا ترغب في تعريف “كاراديتش” من حيث انتمائه الديني، وعلى الرغم من أن ضحاياه يتم وصفهم بأنهم “مسلمون بسنيون” فإن من قاموا بالاعتداء عليهم يتم وصفهم حسب “المنطقة والجنسية” وليس الدين، وهو ما سمح للذين يعيشون في أوروبا أو العالم وليسوا من الصرب أن ينأوا بأنفسهم بعيدًا.

وتابع الكاتب: “عندما نصنف أولئك المتشابهين مع “كاراديتش” كمسيحيين فإننا ندخل إلى مجال كبير من الهوية، وأي فكرة، للمسؤولية الجماعية ستنتقل من منطقة أو أمة إلى مجموعة أوسع من الناس المرتبطين ببساطة بدينهم، وبالطبع فإن رد الفعل الطبيعي للمسيحيين على مستوى العام سيكون هو النأي بأنفسهم عن “كاراديتش”، وأن أفعاله لا تعبر عن المسيحية الحقيقية”.

وبعبارة أخرى، فإن المسيحيين سيشعرون بعدم الراحة أو بالاستياء من هذا الطرح بأنهم ممثلون بأي شكل من الأشكال بوحش مثل “كاراديتش”.

واستطرد الكاتب: “على المنوال نفسه فأنا سأتخيل أن الغالبية العظمى من المسلمين لا يشعرون بالراحة وحتى بالإهانة من الطريقة التي تربط بها منافذ الإعلام الرئيسية إيمانهم الإسلامي بأفعال تنظيم الدولة الإسلامية، وبالطريقة نفسها فأنا سأتخيل أن الغالبية العظمى من المسلمين سيشعرون بالضيق أو بالاستياء عند طلب وسائل الإعلام منهم أن يدينوا ما قام به الرجال المجانين في باريس أو بروكسل، والذين لا يشعر هؤلاء المسلمون تجاههم بأي صلة روحية أو شخصية”.

وختم الكاتب بالقول: “هذه هي قوة الكلمة، فقوة كلمة واحدة تغير كيفية فهمنا، ورد فعلنا على الأخبار، وفي حال عدم تعريف “كاراديتش” بأنه “مسيحي” يقتل “مسلمين” فإننا يجب أن نسأل لماذا، والعكس إذا كانوا مستعدين لتصنيف الجاني بالمصطلحات الدينية على أنه مسلم فإننا يجب أيضًا أن نسأل لماذا، وفي النهاية فإن قضية “كاراديتش” كشفت التمركز الذاتي الواضح لخدمة مصالح ذاتية في وسائل الإعلام الأوروبية، والأميركية، وهذا الموضوع ليس حول النسبية السياسية، وليس عن اللياقة السياسية، لكن عن المفاهيم الأساسية للاتساق المهني، والفكري”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023