حقق فيلم “اشتباك” المركز الثالث بايرادات بلغت حوالي 233.409 ألف جنيه بعد أفلام “جحيم في الهند”، 351.014 ألف جنيه ، و”من 30 سنة”، 240.743 ألف جنيه. على مستوى إيرادات يوم الأربعاء الموافق 27 يوليو، أول يوم عرض للفيلم.
فيلم اشتباك إنتاج مشترك بين فرنسا ومصر وألمانيا والإمارات العربية المتحدة ومن بطولة :”نيللي كريم”، “طارق عبد العزيز”، “هاني عادل”، “أحمد مالك”، “أشرف حمدي”، “محمد عبد العظيم”، “جميل برسوم”، وآخرين ومن تأليف محمد دياب وخالد دياب وإخراج محمد دياب.
تدور أحداث الفيلم فى سيارة ترحيلات تضم ممثلين عن التيارات السياسية المختلفة “الليبرالى والعلمانى والتيار المتدين من إخوان وسلفيين ومواطنين عاديين لا تشغلهم السياسة” فتنشب بينهم الكثير من المشادات والمشاحنات بسبب تمسك كل فصيل برأيه إلى أن يقع حادث للسيارة وتنحرف عن طريقها فتتحد كل الفصائل مع بعضها فى محاولة للنجاة من الموت المحقق، وتم تصوير مشاهد الفيلم فى مساحة لا تزيد على 8 أمتار، إذ يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ويتبادلون الآراء حول ما يحدث على الساحة السياسية.
هوالفيلم هو التجربة الإخراجية الثانية لمحمد دياب بعد تجربة فيلم 678 ، الذي جسد بطولته أيضًا الفنانة نيللي كريم ويناقش قضية التحرش.
وتدور أحداث الفيلم في مساحة لا تزيد عن 8 أمتار داخل عربية ترحيلات بها العديد من المتظاهرين المؤيدين والمعارضين ويتخلل المشاهد لحظات جنون وعنف ورومانسية وكوميديا .
نقد الفيلم
تناول عدد من النقاد الفيلم من وجهة نظرهم من خلال عدد من السلبيات التي وقع فيها القائمون على العمل وكذلك الايجابيات التي ابرزت العمل، منهم:
– تقول إنجي أبو السعود،عبر برنامج Vignette على موقع يوتيوب : لما تجيب ضحايا من الداخلية لازم تجيب الضحايا من الاخوان “.
كما انتقدت دور الفان هاني عادل ، عضو مؤسس في فرقة وسط البلد ، والذي لعب دور صحفي خلال أحداث الفيلم :”كان يجب عليه عمل أغنية للفيلم أو الموسيقى التصويرية له بدلًا من الاشتراك في التمثيل.
-يعلق الناقد السنيمائي سمير فرج : الفيلم يستدعي المداخلات التليفونية في برامج التوك شو، تلك التي تنتهي بجمل مثل: إحنا لو حبينا بعض أكتر واشتغلنا، بلدنا هتبقى قد الدنيا” أو “ربنا يولي من يصلح”، وكل هذه الجمل الشعبوية التي تبتذل وتعّوم قضايانا المهمة لتأجيل مواجهتها إلى مدى غير معلوم.
وقال في مقال له بموقع “في الفن” :”الفيلم يحاول أن يقوم بدور “المطيباتي”، ذلك الشخص الخلوق الذي يتدخل لفض الاشتباكات بأن يذّكر المتعاركين بالخصال الطيبة في الأطراف الأخرى من العركة، دون أن يقدم حلولا جذرية للمشاكل التي أدت لهذه الاشتباكات، وربما تصلح تلك المسكنات في اشتباك بسيط، ولكن في قضية بحجم تداعيات ثورة ٢٥ يناير، تتحول تلك الطبطبة وهذا التعويم إلى جريمة تستر على مجرمين”.
– الناقد محمد هاشم عبدالسلام : الفيلم حاول أيضًا، خلق الكثير من التوازن عبر بث العديد من المشاهد والخيوط الدرامية القصيرة، التي تفاوتت في قوتها على امتداد لحظات الفيلم، وإن جنحت في بعض الأحيان إلى الميلودرامية بعض الشيء والمباشرة والخطابية.
وأضاف في مقاله المنشور بـ”الجزيرة نت” : “إن سقوط بعض الشخصيات والجمل الحوارية في هوة التكرار والمبالغة وما لا داعي له، أثقل الكثير من مشاهد الفيلم بما هو زائد، لكنها آفة الكثير من المخرجين الذين يرون ضرورة أن تتحدث جميع الشخصيات، على كثرتها، وبصرف النظر عن أهميتها ودورها وما تقوله، طالما تواجدت على الشاشة حتى وإن كانت هامشية التواجد.
وتابع :”لم يكن السيناريو موفقًا بالكامل في التوقف عند السطح، وعدم المضي إلى ما هو أبعد من ذلك فيما يتعلق بتلك النقاشات والتقسيمات السحطية من جانب كل جماعة للأخرى. ولا في التلميح بأن تصاعد العنف والاحتقان وتضاد وجهات النظر سيؤدي في النهاية لكوارث لا قبل للطرفين بها.
واختتم :”إن فيلم “اشتباك”، بالنهاية، هو محض رسالة سياسية، بالأحرى رسالة سياسية تحذيرية مُحايدة، وهي ليست فنية أو بصرية، دون شك، وإن جنحت بعض الشيء إلى التستر في ثياب التجديد البصري والإخراجي والخروج عن الأنماط الإخراجية السائدة، والاستعانة بقدرة المخرج وبراعة المصور، ومهارة المونتير للخروج بأفضل نتيجة فنية ممكنة، لأن هذا كله في النهاية حتى وإن كان قد تحقق في بعض أجزاء الفيلم، فقد طغى عليه بالتأكيد صوت السياسة الزاعق، ووجهات النظر المتداخلة والمتشابكة فأطاح به، وظلت وجهة النظر السياسية والطرح السياسي هي الباقية في الذاكرة بعد انتهاء الفيلم، وليس الرؤية الفنية أو البصرية”.
– المخرج أحمد مدحت هو الآخر انتقد فيلم “اشتباك” ، وقال أن :”البداية كانت مع الدعاية المتسوِّلة للتعاطف، حيث كان الكذب حاضرًا، من خلال ما كتبه “محمد دياب” على حسابه الشخصي، والحديث عن تعرُّض الفيلم للمحاربة والتضييق، ودعوة الناس لدخول الفيلم في دور العرض بكثافة؛ دفاعًا عن فيلم يُمثِّل الثورة، وهذا ما أثبت الواقع كذبه! كذبتان رئيسيتان في الواقع: كذبة الاضطهاد، وكذبة أن الفيلم يُمثِّل الثورة”.
وقال في مقاله المنشور بموقع “مصر العربية” ، هذا عن الكذبة الأولى؛ كذبة تسوُّل دعم الناس للفيلم؛ بحجة أنه يُحارَب من الدولة.. والتي أثبت الواقع أنها بلا مضمون حقيقي.. أما الكذبة الثانية، كذبة أن الفيلم يُمثِّل الثورة، فهي مرتبطة بسؤال يتعلق بالكذبة الأولى: لماذا يُحارَب الفيلم من الأساس؟!
وتابع :”يبدأ تتر الفيلم الرئيسي بجملة: “بعد ثورة 30 يونيو قام الإخوان باشتباكات دامية لإيقاف الانتقال السلمى للسلطة” ، مضيفًا ، خرج “محمد دياب” وأعلن أن الرقابة هي من أضافت هذه الجملة، وأنه يرفض هذا.. جميل، لكن هل مجرد الرفض وحده يكفي، كموقف لمخرج عمل فني، فكرته تدعو للتعايش بين فئات مجتمع متطاحن، وتتصدر فيلمه جملة تدين طرفًا على حساب طرف آخر، وتفرض على المشاهد وجهة نظر محددة بعينها لرؤية ما حدث ويحدث؟.
ويقول منتج العمل محمد حفظى في تصريحات لموقع “اليوم السابع” : لم يتم إجباري على تعديل أى شىء من قبل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، مشددا على أنه وضع جملة إيضاحية قبل عرض العمل، تم الاتفاق على صياغتها بينه كجهة منتجة للفيلم وبين الرقابة، ولم تُصدر الرقابة أمرا بوضعها أو تشترط وجودها للموافقة على عرض الفيلم.
وحول مطالبة النجم العالمي “توم هانكس” الجمهو بمشاهدة الفيلم ، قال مدحت :” “توم” لم يتابع كيف سوَّق “دياب” فيلمه من خلال ربطه بالثورة، وادعائه أن الجميع يحاربه.
وقال “توم” شاهد الفيلم بعين السينما وفقط ، لكن “توم” لا يعرف أن الفيلم كَذبَ ودلّس في تصويره لتفاصيل مصادمات الأمن والمتظاهرين؛ فالشرطة لا تكتفي برش المياة وإطلاق قنابل الغاز في الهواء ، بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013، كانت المظاهرات تُفض بالرصاص الحي، والخرطوش، وقنابل الغاز لا تُطلق في الهواء، بل تُطلق في مستوى أفقي.
وتابع : “توم هانكس” لا يعرف أن الشرطة في مصر لا تحترم امرأة أو طفلًا، كما ظهر خلال الفيلم.. الشرطة المصرية تتحرش بالنساء، وتنتهك أعراضهن، وتُلفِّق للأطفال قضايا تتعلق بإسقاط الدولة، وكل هذا مُوثّق في أكثر من واقعة.. كل هذه التفاصيل والمواقف شديدة الإنسانية التي تحتشد في الفيلم من خلال رجال الشرطة، هل هي موجودة حقًا في الواقع؟ ، لو كان الواقع هكذا، لما جرى ما يجري من انتهاكات يومية ، متسائلًا :” هل صنع “دياب” فيلمًا من الواقع، أم ما يتمناه في أحلامه؟ أم صنع ما يُسمح بتمريره وعرضه، ولا يُعرِّض صانعيه للمحاربة الحقيقية؟
وشدد مدحت :” كلنا يعرف أنهم لو أرادوا منعه؛ لمنعوه؛ فهؤلاء القوم أثبتوا لنا أنهم لا يخشون أحدًا ولا شيئًا، ولا حتى الفضيحة الدولية، مهما عظمت.
واختتم :”فكرة منح الجمهور فرصة التقاط الصور ضاحكين، داخل مجسم لعربية الترحيلات، التي تحمل أصدقاء لي أسبوعيًا، سُجنوا ظلمًا كآلاف غيرهم، في ذهابهم وإيابهم من المحاكم إلى المعتقلات، تترك غصة في حلقي، وإحساسًا بالتقزز.