انتقد رجل الأعمال نجيب ساويرس مزاحمة الجيش المصري للقطاع الخاص في الاقتصاد وطالب بخروجه من العمل في الاستثمار، والاهتمام بدوره في حماية البلاد وأمنها.
وفي مقابلة خلال زيارته لجماعة هارفارد، انتقد ساويرس عمل الجيش في قطاعات مثل “الجمبري والبسكويت والمياه المعدنية” في حين يعمل الجيش التركي على تطوير مسيرات ومدرعات ودبابات خاصة به.
وقال إن دخول الجيش المصري إلى الاقتصاد، يخيف المستثمرين، وذلك لأنه معفي من الضرائب وأجور العمالة.
وليس انتقاد ساويرس الأول من نوعه، حيث انتقد سابقا ما قال إنه “منافسة غير عادلة بين القطاعين الحكومي والخاص ، مؤكدا أن الدولة مطالبة بأن تكون جهة تنظيمية وليست مالكة للنشاط الاقتصادي”.
وأوضح أن “الشركات المملوكة للحكومة أو التابعة للجيش لا تدفع ضرائب أو جمارك”، مشيرا إلى أن “المنافسة من البداية غير عادلة”.
وتحت نظام السيسي، حقق اقتصاد الجيش نموا ملحوظا إذ تسند له العديد من المشاريع. وبناء على ذلك فهو يقيم شراكات مع مجموعات القطاع الخاص لمشاركته في التنفيذ، من بينها “أوراسكوم للإنشاء” المملوكة لعائلة ساويرس.
وقال السيسي في أحد المؤتمرات العامة عام 2016، إن اقتصاد الجيش يمثل نحو 2 في المئة من الاقتصاد الوطني. وأضاف: “نود أن يصل إلى 50 في المئة”.
ويرى ساويرس أن “الاقتصاد تلقى دفعا مؤخرا بسبب الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، مثل الطرق الجديدة والعاصمة الجديدة (…) وشركات القطاع الخاص هي التي تبني هذه المشاريع”.
وقال: “لا تزال هناك منافسة من الحكومة، لذا فإن المستثمرين الأجانب خائفون بعض الشيء. أنا نفسي لا أخوض عروضا عندما أرى شركات حكومية” إذ إن “ساحة اللعب لا تعود متكافئة”.
وفي أعقاب “ثورة يناير” المصرية عام 2011 وعقب إطاحة المصريين بالرئيس السابق حسني مبارك، راهن ساويرس على الحريات السياسية وقام بتأسيس حزب سياسي ليبرالي.
وقال ساويرس لـ”فرانس برس”: “كان لدينا أمل في الشباب بعد ثورة 25 يناير لكنهم قالوا إنهم غير مهتمين بتشكيل حزب سياسي (…) كانوا أكثر اهتماما بإسقاط النظام.. لكن ماذا بعد؟!”.
ونشط حزب “المصريين الأحرار” الذي أسسه ساويرس، بعد الثورة لكنه فشل في الفوز بمقعد واحد في البرلمان الأخير الذي حصد معظم مقاعده الموالون للسيسي.
وشن الإعلامي وعضو مجلس النواب الأسبق في مصر مصطفى بكري، هجوما لاذعا على رجل الأعمال نجيب ساويرس، بسبب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وانتقد تحول الجيش نحو الاستثمارات التجارية بشكل فج.
وقال بكري مخاطبا ساويرس إنه “من العيب أن تتحدث عن جيش بلدك بهذه الطريقة، وأنت تعرف أن هذا الجيش العظيم هو الذي أنقذ البلاد، وهو الذي يحمي الأمن القومي المصري”.
وأضاف أنه “لولا الجيش ودوره في التنمية والبناء في هذه الفترة، لكانت البلاد قد عاشت في حالة انهيار وتراجع كبير”.
وقال بكري إن الدور التنموي الذي اضطلعت به القوات المسلحة أسهم في جذب الاستثمارات إلى مصر، قائلا إن مصر “أصبحت انموذجًا يُحتذى به في البنية التحتية والمشروعات القومية”.
وردًا على اتهام الجيش بمنافسة القطاع الخاص، قال بكري إن “القوات المسلحة لا تنافس القطاع الخاص، فهناك أكثر من 4500 شركة قطاع خاص تتعاون مع القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات، ورأينا شركات صغيرة تحولت إلى عملاقة في سنوات معدودة”.
وذكّر بكري ساويرس بأن شركته استفادت من المشروعات التي نفذها الجيش، قائلاً: “شركة أوراسكوم المملوكة لأسرتك حققت في سبع سنوات أرباحًا ضخمة بعد أن حصلت وحدها على مشروعات قدّرت قيمتها بـ75 مليار جنيه”.
وأضاف أن الجيش لا يسعى للسيطرة على الاقتصاد كما يُروّج، قائلاً: “بعد أن استكمل الجيش العديد من المهام التي كُلف بها، بدأ ينسحب تدريجيًا، تاركًا لكم الجمل بما حمل”.
وتساءل بكري عن دوافع ساويرس، موجهًا له اتهامًا متكررًا بمعاداة المؤسسة العسكرية، قائلا ” لا أعرف سر عدائك للجيش المصري، ذلك أنك لا تترك مناسبة إلا وشهّرت به، وكأن بينك وبينه ثأرًا لا يُنسى”.