شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حقائق صراعات الشرق الأوسط وتعامل إدارة ترامب معها

حقائق صراعات الشرق الأوسط وتعامل إدارة ترامب معها
مع تزايد الصراعات في الشرق الأوسط والتدخلات الأميركية، سيحدد تحركات "واشنطن" خلال الفترة المقبلة فكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستراتيجيته.

مع تزايد الصراعات في الشرق الأوسط والتدخلات الأميركية، سيحدد تحركات “واشنطن” خلال الفترة المقبلة فكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستراتيجيته.

وقالت المحللة السياسية والنائب السابق لمجلس المخابرات الوطني “إلين ليبسون” إن وعد ترامب بعدم تدخل أميركا في صراعات المنطقة جاء شبيهًا لما قاله أوباما قبل أن يفوز بالرئاسة، مضيفة أنه على عكس أوباما، يرى ترامب أن القوة العسكرية تقدم نتائج أسرع، مع عدم إظهار أي خطط للوضع فيما بعد الحروب أو كيف سيتم التعامل مع الاختلافات مع شركاء المنطقة.

وأضافت ليبسون في تحليلها لموقع “ورلد بوليتك ريفيو” إنه بعد فترة وجيزة من دخول الإدارة الجديدة للبيت الأبيض بدأ الواقع في أخذ مجراه، ومرة أخرى جذبت منطقة الشرق الأوسط وصراعاتها قادة أميركا.

وأضافت أنه بالنسبة إلى ترامب، فإنه يرى أن الوجود الأميركي واستخدام القوة العسكرية سيردعان الخصوم؛ مما سيتيح له التركيز على المشاكل الداخلية. وأوضحت أن الرؤساء السابقين رؤوا أن تدخلات أميركا الخطرة من حرب فيتنام إلى العراق ستعطي استقرارًا؛ ما يمنحهم فرصة للانسحاب السياسي، ولكن ترامب يعي أنه من الصعب السيطرة على الوقت أو على تكلفة مثل هذا التحول.

وأوضحت أنه على الرغم من وعود ترامب أثناء حملته بتقليل العمليات العسكرية؛ فإنه زاد من تدخلاته العسكرية في اليمن، الذي تُشنّ عليه السعودية حربًا بسبب وجود الحوثيين، وأرسل مزيدًا من الحملات لمحاربة داعش في سوريا والعراق، وقالت إن المسؤولين لم يوضحوا قواعد الاشتباك؛ خاصة بعد ارتفاع عدد قتلى المدنيين خلال الغارات الجوية في الموصل وسوريا.

وقالت مصادر إن داعش استخدم تكتيكات مختلفة تضمنت استخدام دروع بشرية لردع الهجمات الجوية الأميركية. وقال مايكل جوردون، من صحيفة نيويورك تايمز، إن داعش يستخدم هذه الدروع في الموصل حتى يقتل أكبر عدد من المدنيين على أيدي الجيش الأميركي، ويتم التركيز على هذه الأخطاء؛ ومن ثم يتم تغيير التكتيكات الأميركية.

أما بالنسبة إلى الوضع في اليمن، فقالت ليبسون إنه يمكن وصفه بالكارثي مع الاعتداء الذي تشنه قوات من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات على الحوثيين باليمن المدعومين من إيران؛ ما خلق أزمة إنسانية دون أي نية للتفاوض على حلول للخروج من الصراع، مضيفة أن الكونجرس حاول الحد من التواطؤ الأميركي من خلال تقييد بعض مبيعات الذخائر للسعوديين بسبب القلق من تزايد عدد ضحايا المدنيين.

وأوضحت أنه على الرغم من رأي الكونجرس فإن فريق ترامب يدرس العمل على زيادة الدعم لعمليات الإمارات لاستعادة السيطرة على موانئ اليمن، وهو ما اعتبرته تحولًا بعيدًا عن هدف أميركا الأساسي من وجودها في اليمن، وهو قتال القاعدة وداعش؛ ما سيعتبر تحالفًا بين واشنطن والرياض والإمارات واعتبار اليمن ضمن حملة المنطقة لقتال إيران والجبهات التابعة لها.

ورأت ليبوسن أنه يجب أن يصحب التوسع العسكري الأميركي مراقبة من الكونجرس، ولكنها رأت صعوبة ردع ترامب ومستشاريه المقربين. واعتبرت أنه سيكون محظوظًا إذا حدث توصل إلى حلول سياسية في الرقة والموصل واليمن أثناء قيادته. مضيفة أنه سيدّعي البطولة على الرغم من أن حملات الرقة والموصل بدأت قبل انتخابه.

وأكدت أنه بعيدًا عن النجاح أو الفشل العسكري، فهناك أبعاد للأمر يجب أخذها في الاعتبار.

وقالت إن خبراء الأمن الوطني دومًا يقولون إن الفوز بالسلام بعد الحرب عادة ما يكون أصعب من الحرب نفسها. مضيفة أنه من المبكر لهذه الإدارة أن نتوقع منها تطويرًا شاملًا لاستراتيجيات جديدة لكل أزمة من الأزمات الموجودة، ولكنها اعتبرت أنه من المقلق تزايد الوجود العسكري مع غياب نقاشات بشان أهداف الحرب والخطط لمرحلة ما بعدها.

وحثّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ترامب على البقاء معه في أعقاب عودة السيطرة على الموصل؛ خاصة مع الجهود المختلفة للاتحاد مع مختلف الطوائف والأزمات المتوقع ظهورها.

أما في اليمن، فاعتبرت ليبسون أن أميركا لا تملك نفوذًا على مختلف أطراف الصراع، وتساءلت: “هل ستختار أميركا دعم الأمم المتحدة في جهودها لإصلاح الدولة؟ هل يمكن لترامب أن يقنع السعودية والإمارات بترك اليمن يحدد مستقبله مع حكومته عند بدء مرحلة التطور السياسي؟”.

واعتبرت أن ما له أهمية مماثلة هو تعرض فريق ترامب إلى تعقيدات العلاقات الأميركية مع قوى المنطقة، مضيفة أن الخطة البسيطة التي كان يمكن من خلالها تصحيح أخطاء إدارة أوباما عن طريق التقرب مرة أخرى مع قوى المنطقة، مثل تركيا ودول الخليج العربي، أصبحت معرضة إلى الخطر وفي انتظار تطورات أحداث المنطقة.

وأشارت ليبسون إلى أنه من خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لتركيا اتضح هدف أميركا في سوريا، وهو التركيز على هزيمة داعش كهدف أساسي وترك مسألة بقاء بشار الأسد لحين آخر. ويعتبر ذلك اعتراف أميركا بحدود قوتها، ولكنه ليس ما أراد العرب والأتراك سماعه؛ حيث يرى العرب أن انشغال أميركا بالحرب مع داعش والقاعدة يأتي على حساب محاربة إيران التي توقعوها من ترامب.

ولم يستطع تيلرسون إعطاء تركيا كل ما أرادته؛ حيث لم يوضح أي نية في إنهاء التعاون مع الكرد السوريين، وعلى الرغم من قلة المدة المتوقعة لهذا التعاون؛ فإنه هام لأميركا في هذا التوقيت لمحاربة داعش. بالنسبة إلى الأتراك، يعد ذلك فشلًا لهم في إقناع واشنطن برؤية المعركة بأعينهم. ولا ترغب تركيا في أي اعتراف بالكرد.

واعتبرت ليبسون أنه من المشجع رؤية تعامل تيلرسون مع الأمور الصعبة والبقاء مع الحلول التي تدافع عن المخاوف الأميركية وليست تلك التي ترضي أطرافًا أخرى، مثلما حدث أثناء زيارته للصين في أوائل هذا الشهر.

وتعتبر المفاضلة بين استراتيجية مناهضة الإرهاب والاستراتيجية المضادة لإيران كمبدأ تنظيمي لسياسة ترامب في الشرق الأوسط أمرًا ليس سهلًا، وأشارت الزيارات الأولى مع قادة المنطقة إلى نبرة أكثر رصانة وحيرة من أنقرة والعرب. ربما يأمل ترامب أن لا يبقى عالقًا طوال الوقت في الشرق الأوسط؛ إلا أن إدارته واجهت مؤخرًا حقيقة أن الفوز السهل لا يحدث في منطقة نزاع.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023