شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الحوثي – صالح».. تحالف ينهار على أعتاب تباين المصالح

مسلحون حوثيون

تحول التحالف الذي استمر نحو أربع سنوات إلى عداء واضح، ومُعلن، بين قطبي أعداء الثورة اليمنية، الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وجماعة أنصار الحوثي.

على مدار الأعوام السابقة ظهرت الخلافات بين الفريقين المتحالفين، نتيجة التوجهات والأطماع المختلفة، إلا أن اتفاقهم على الانقلاب ضد الثورة اليمنية، والرئيس اليمني عبد ربه منصور، جعل الخلافات تتوارى لبعض الوقت، إلا أن الأسابيع القليلة الماضية، بدا التوتر والتشاحن جليا من خلال التراشقات الإعلامية والخطابات، وآخرها الاشتباكات.

تراشق إعلامي ينتهي بتصعيد عسكري

تحولت الحرب الكلامية بين الحوثيين وأنصار صالح، إلى اشتباكات عسكرية، منذ يوم أمس، سقط فيها قتلى من الطرفين، منهم عقيد في قوات علي عبد الله صالح في مواجهات مع الحوثيين في ⁧اليمن⁩، بالإضافة إلى اثنين من الحوثيين، في اشتباكات وقعت بحي جولة المصباحي جنوب العاصمة، إثر خلاف بشأن نقطة أمنية.

وأعلنت ميليشيات الحوثي، صباح اليوم، تعميما بمنع صالح وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء،

وأشارت مصادر إعلامية يمنية، أن قوات الحوثي تحاصر مقر إقامة صالح في صنعاء بإقامتها نقاط تفتيش أمامه، بحسب ما نقلته «سكاي نيوز».

وسبقت الاشتباكات أسابيع من التراشقات والاتهامات، وجهها الحوثي إلى صالح خلال خطاب تلفزيوني، قال فيه إن «هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي.. نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان».

وأبدى صالح خلال كلمة ألقاها لأنصاره، استعداده لفك التحالف مع الحوثيين في حال استمرت الخلافات معهم.

وكان القيادي الحوثي حسن زيد، طالب منذ أيام بالتخلص من الرئيس اليمني المخلوع، وقال عبر صفحته على فيس بوك: «يتهيبون تفجير الصنفور، مع أن ألم التخلص منه أقل مليون مرة من ألم الصبر عليه».

صالح في موقف سيء

ويرى الباحث السياسي ياسين التميمي، أن ما يحدث في صنعاء هي مواجهات بالقبعات، بين شريكين متوترين وسيئين للغاية، مشيرا إلى أن «عجلة المواجهة انطلقت بالأمس ولن تتوقف إلا لدوافع تكتيكية مرحلية».

وقال التميمي في تصريح لـ «رصد»، إن «الخلاف الآن حالة من الصراع الحتمي على الوجود للانقلابيين، ويرجع ذلك لأمرين، أولهما أن الحوثيين أيقنوا أن شريك الضرورة بدأ ترتيباته للخلاص منهم بدعم إماراتي، والثاني أنهم شعروا أن التحالف بدأ يفكر بجدية في إعادة صياغة الشرعية عبر إحياء دور مجلس النواب، وهو أمر يضمن دورا لصالح وينهي دور الميلشيا».

وأضاف «أن فقد صالح أحد مرافقيه المهمين، يولد إحساسا مريرا بالإحباط لدى مناصريه وإحساسا مماثلا بعدم الأمان في جانبه»، موضحا أن اختيار الحوثيين مربعا خطيرا للاشتباكات وهو فناء منزل صالح، يعني أنه أصبح يفتقد إلى الملاذات الآمنة، وأبناؤه مستهدفون والمقربون منه كذلك.

وأوضح التميمي أن عملية الأمس، انكشاف تكتيكي واستراتيجي، لم يشهده صالح منذ بداية حكمه وحتى خلعه من الحكم، حيث ظل يتمتع بحصانة أمنية قوية امام خصومه، بعد أن صار مخلوعا ورئيسا سابقا، بسبب استمرار سيطرته وقبضته القوية على الجيش والأجهزة الأمنية.

بيان المؤتمر الشعبي ينذر بتفاقم الأوضاع

وعلق الباحث السياسي، على بيان حزب المؤتمر الشعبي، بخصوص مقتل العقيد خالد الرضي مساء أمس السبت، بأنه جاء قويا وينذر بالحالة الخطيرة التي تنتظر صنعاء، ويعكس المستوى الخطير من التوتر الذي يسود علاقة شريكي الانقلاب، بعد وصف جماعة الحوثيين بـأنها لا تعرف «الأخلاق والعهود والمواثيق».

وأشار إلى أن «البيان قال «محاولات رامية للانقلاب على الوطن» وهو إقرار بالانقلاب، وان كانت رؤية كهذه تنطلق من اعتبار أن المجلس السياسي هو صيغة سياسية وطنية يجري الانقلاب عليها».

هل الاشتباك يحقق حلم التحالف والشرعية؟

ومن جهته قال الصحفي بالرئاسة اليمنية ياسر الحسني، إن «الخلاف الحالي بين ميليشيات الحوثي وعصابات صالح، نتيجة تراكمات كبيرة من المشاكل الغير معلنة».

وأضاف الحسني في تصريحه لـ «رصد»، «أن الخلاف بين شركاء الانقلاب إذا تطور إلى مواجهة عسكرية شاملة فإنه سيخدم الشرعية وشركاءها في التحالف العربي في معركة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب».

وأوضح، أن حزب المؤتمر الشعبي أمامه فرصة للنجاة والانضمام للشرعية وترك الحوثي وحيداً، مشيرا إلى أن «المخلوع صالح لن يسمح بذلك لأن أحقاده هي من تسيره منذ العام 2011م».

ولكن التميمي، يرى أن التحالف والشرعية غير جاهزين لاستثمار النتائج التي ستسفر عنها الحرب الوشيكة بين شريكي الانقلاب، «حيث إنهم منشغلون بتحجيم الشرعية وأدواتها أكثر من انشغالهم بهزيمة الانقلابيين».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023