شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف تأثرت مفاوضات سد النهضة بالتوتر المصري السوداني؟

في الوقت الذي تمر فيه مفاوضات سد النهضة بلحظات حاسمة، في ظل الفشل المصري على صعيد التفاوض، وفرض إثيوبيا شروطها، وفقدان مصر جميع أوراق الضغط، جاءت الخلافات المصرية السودانية لتلقي بظلالها على الأزمة، في ظل التقارب السوداني مع إثيوبيا، وتوتر علاقتها مع مصر، وانضمام السودان للمعسكر الإثيوبي.

العديد من الخطوات السريعة والحاسمة، اتخذتها السودان، لتعلن رسميا انضمامها للمعسكر الإثيوبي ضد مصر، مما يعيد الحديث عن فشل الدبلوماسية المصرية، في توطيد العلاقات مع السودان، وسياسات النظام المصري التي ساهمت في تأجيج الصراع، بخلاف ملف حلايب وشلاتين، والذي صعدت السودان فيه، بعد تنازل مصر عن جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية.

وأرجع محللون إلى أن سياسة النظام المصري مع السودان، هي التي تسببت في توتر كبير في العلاقات بين البلدين، وانحياز السودان رسميا إلى إثيوبيا على حساب مصر، في تطور خطير في العلاقات بين البلدين، وقضية سد النهضة.

اتفاقيات وتقارب ملحوظ

وتشهد قضية سد النهضة تطورات خطيرة، في ظل التقارب السياسي بين إثيوبيا والسودان، وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى إثيوبيا، والاستقبال الحافل له، وتوقيع الرئيس السوداني عمر البشير، رسميًا، على اتفاقية لتوريد الكهرباء إلى السودان من سد النهضة الإثيوبي، في موقف يُظهر العداء العلني لمصر، حيثُ كان الأمر في السابق يقتصر على تلميحات من السودان على رغبتها في الاستفادة من السد.

وكالة الأنباء السودانية نقلت عن الرئيس البشير قوله في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين: إن التعاون الأمني بين البلدين «لا سقف له» بينما قال ديسالين إن البلدين «يسعيان ليصبحا رمزاً للتعاون ومثالاً يحتذى به في منطقة القرن الأفريقي والقارة الأفريقية جمعاء».

وقال الرئيس السوداني، إن «أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر للأمن القومي السوداني».. معربًا عن تأييده لبناء سد النهضة الإثيوبي، والذي يشكل تهديدًا على حصة مصر في مياه نهر النيل، ليدير البشير ظهره لمصر، ويتوافق مع إثيوبيا في بناء السد للحصول على دعم الكهرباء، بعد اكتمال بنائه، ليبحث البشير عن المصلحة السودانية، دون الالتفاف إلى أي مصالح مشتركة وقائمة بين مصر والسودان.

تقارب السودان وإثيوبيا رسالة إلى مصر

ومن جانبه حذر هاني رسلان، الخبير في الشؤون الأفريقية، من التقارب السوداني الإثيوبي على حساب مصر، مشيرا إلى أن التصريحات المتبادلة بين إثيوبيا والسودان هي رسالة واضحة لمصر.

وأوضح «رسلان»، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن التحركات المصرية تسببت في إزعاج للنظام السوداني، والذي أصبح يشن حملات واتهامات يومية ضد مصر، وأن السياسيات المصرية تسببت في توتر العلاقات مع السودان، وأن التحركات السودانية، من أجل ضمان مصالحها مع إثيوبيا في ظل توتر علاقتها مع مصر.

وأشار «رسلان» إلى أن التصريحات السودانية والإثيوبية هي تكريس للتحالف القائم بينهم في الأصل، وتطوير في العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية بينهم.

رسالة إلى النظام المصري

 الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي، أحمد عسكر، قال إن زيارة البشير هي «استمرار وتأكيد لموقف السودان الداعم لبناء إثيوبيا لسد النهضة على حساب المصالح المائية المصرية».

وبحسب موقع «الوطن»، قال «عسكر»: إن توقيت الزيارة «رسالة تأكيد إلى النظام المصري بأن السودان قد اختارت الانحياز للجانب الإثيوبي على حساب مصر».

ويمكن اعتبار أن توقيت تلك الزيارة هو رد فعل من الجانب السوداني الغاضب من مصر على إثر التوترات الأخيرة بين الجانبين فيما يتعلق بمثلث حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى التراشق الإعلامي بين البلدين مؤخراً على خلفية زيارة الأميرة القطرية إلى السودان.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023