شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية” أحلام دهسها العسكر

“عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية” أحلام دهسها العسكر
"عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية"، تلك كانت شعارات ثورة 25 يناير المجيدة والتي ثار...

"عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية"، تلك كانت شعارات ثورة 25 يناير المجيدة والتي ثار الشعب من أجلها، وبعد ما يقرب من عام من  حكم الرئيس "محمد مرسي"، خرجت بعض قوى المعارضة المدعومة من المجلس العسكرى لتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وعزل الرئيس "مرسى"، بزعم عدم تحقق تلك المطالب، وخرجت الجماهير فى 30 يونيو لتطالب بنفس المطالب.

 

وبعد مرور عامٍ من الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي "محمد مرسى" وممارسة المجلس العسكرى لأقصى أنواع الظلم والفساد والقمع والقتل بحق المصريين، يتبادر إلى الذهن سؤال "هل تحققت مطالب عيش حرية عدالة اجتماعية، أم أن الخروج على مرسى كان غلطةً دفع الشعب الفقير ثمنها ؟".

 

آلاف الشهداء والمصابين وكشف عذرية على الإناث، وتعرية البنات وفضح سترهن، تشتيت الشباب، زرع الفتن والدسائس بين طوائف الأمة الواحدة، خلق حالة فوضوية، تدمير العلاقة الوطيدة والثقة بين المواطن المصري والقوات المسلحة، واستمرار الأزمة الاقتصادية وتفاقمها، واستمرار انقطاع الكهرباء، وتفاقم أزمة السولار والبنزين، وارتفاع الأسعار.

 

انتفض ملايين المصريين وخرجوا إلى ميادين الحرية فى أكثر من 10 محافظات، رافعين رايات الحرية ولافتاتٍ تحمل شعارات الثورة (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية) اندلعت الثورة من أجل تلك الشعارات فى 25 يناير 2011، شعارات ابتدعها الشعب لكن لم تلاقى أي من هذه الشعارات طريقها للتنفيذ أو حتى الاحترام فى عهد العسكر.

 

ويرى محللون أن الثورة المصرية مرت ولا تزال تمر حتى الآن بمرحلة تعثر وتحديات تقف عقبة أمام تحقيق هذا الهدف بعد تولي المجلس العسكري حكم البلاد، لكن الوضع في المرحلة المقبلة سيختلف عما سبق، ومن الطبيعي أن يبحث المصريون عن أهداف ثورتهم لتتحقق مطالبهم.

 

اختطاف الإرادة الشعبية

اعتبرت مجلة بريطانية أن عملية اختطاف الإرادة الشعبية للمصريين اكتملت، وأن "مصر" تتحرك بعيدًا عن الديمقراطية، بعد أن منحتها ثورة 25 يناير، الفرصة لتكون نموذجًا في التحول السلمي في المنطقة وخارجها.

 

وذكرت مجلة "أوبن ديموكراسي" البريطانية أن "ثورة يناير لم تعزز من حرية وكرامة المصريين في الداخل فقط، بل ساعدت أيضًا في استعادة هيمنة البلاد على المستوى الإقليمي والدولي، لكن الوضع الآن يبدو أن البلاد قد فقدت طريقها نحو الديمقراطية، والانتقال السلمي على المستوى العربي والإفريقي".

 

ورأت المجلة أن "ثورة يناير قدمت الفرصة كي تلعب مصر دورًا فاعلًا في حل النزاعات الإقليمية، وتحسين صورتها، وذلك بالاشتراك مع دول مثل ليبيا والسعودية وقطر".

 

وطرحت تساؤلًا قالت فيه: "أين تقف مصر الآن بعد ثلاث سنوات من الثورة؟"، لتجيب بأن عملية التحول الديمقراطي، والثوار الذين انتظروا طويلًا من أجل التغيير، تم دحضهم من خلال قوى داخلية، لافتةً إلى أن الناشطين الشباب الذين أبهروا العالم بانتفاضتهم السلمية مستهدفون الآن من قبل الشرطة والتشهير في وسائل الإعلام، بدلًا من الترويج للحرية والكرامة، خاصةً بعد ثورة يونيو، على حد قولها.

 

وخلصت إلى أن "مصر" تسير مع الاقتصاد المتعثر وظروف عدم الاستقرار السياسي، حيث باتت مصر أكثر اعتمادًا على القروض والمنح من دول الخليج العربي، مما يشير أيضًا إلى أن هذه الدول احتوت الثورة المصرية بنجاح ،باعتماد القاهرة على أموال الخليج.

 

لم يجد المواطن إنسانيته

بدوره يرى "محمود حامد"، مدير مؤسسة "الدفاع عن المظلومين"، أن الإنسان لا يشعر بقيمته كإنسان، ولا يشعر بوجوده كمواطن، ترعى شؤونه الدولة، وتهتمّ باستقراره وأمنه وكل أمور حياته.

 

وأضاف في تصريحاتٍ صحفية "يجد المواطن إنسانيّته حين يستقل وسيلة المواصلات المناسبة، وحين يدخل أولاده مدرسة محترمة ويطمئن إلى حسن التعليم فيها، وحين يلقى احترامًا من أصحاب السلطة في إدارتهم للمصالح الحكوميّة، وحين لا يُعذَّب أو تمتهن كرامته داخل سجن أو قسم شرطة، و لكن لم نجد شيئاً تحقق، ويكفي ما نتلقاه من تقاريرٍ حول ما يحدث في السجون، خصوصاً بالنسبة إلى النساء والشابات".

 

وأشار إلى أن "مصر ترجع إلى الخلف مع استمرار تقييد الحريات وانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم التعذيب والاغتصاب بحق المعتقلين والمعتقلات، في إطار سلسلة من جرائم وصفت بأنها ضدّ الإنسانيّة، ويكفي ما حدث من حالات اغتصاب وتعذيب لعدد من النساء اللاتي تمّ حبسهن بعد 30 يونيو الماضي" على حد قوله.

 

لم تتحقق

وقال المهندس "عمرو فاروق"، المتحدث الرسمي لحزب "الوسط"، إن عدم تحقيق مطالب الثورة حتي الآن وانحراف الثورة عن مسارها الصحيح، هو عدم تحقيق شعار "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، مشيرًا إلي أن ما تحقق هو الحرية غير المسئولة التي تسببت في حالة من الانقسام غير الواضح الأهداف، كما أن فقدان الاستقرار وحسن الإدارة وسوء استخدام مؤسسات الدولة عوامل رئيسية في تعطل طريق الثورة.

 

أحلامنا ستظل في أرزاقنا

من جانبه أوضح  الخبير الاقتصادي، "هاني الحسيني"، أن "العيش" هو الحياة الكريمة ولكي نحصل على العيش خاليًا من سموم الأعداء والفاسدين، يجب أن نمتلك مصادره، ولكي يتحقق لنا ذلك، يجب أن تكون ثمّة دولة تعرف أن مَن مَلك قُوته ملك قوَّته.

 

وأضاف "الحسينى"، في تصريحاتٍ صحفيةٍ، أن نداء الثورة بالعيش كمطلب وهدف، كان "نداءً خالصًا لتكون لنا سلطة تعرف أن مستقبل الدولة مرتبط بالحفاظ على قوت شعبها والاكتفاء الذاتي منه".

 

وتابع: "إذا ظللنا على ما نحن فيه نتسوّل مصادر قُوتنا، ستظل أقصى أمانينا محصورة في كيفيّة تدبير رزقنا، لكن الثورة كان نداؤها بالعيش، وهو اللازم لكي تحقّق دولة مستقلة غير خاضعة للخارج، الأمر الذي يحقق لنا كرامة دولة الثورة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، للأسف الشديد".

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023